توت عنخ آمون الغامض.. شخصية واحدة و10 آراء مختلفة
لا يزال توت عنخ آمون يثير الجدل بين العلماء والباحثين، وكان آخر ما أثير بحث جديد يؤكد أن الفرعون الشهير كان حاكما قويا خاض حروبا ولم يكن مريضا أو ضعيفا.
وأكدت الدراسة أن توت كان محاربا ذا خبرة، معتمدة فى ذلك على كشفت صور فوتوغرافية متخصصة عن آثار ندوب معركة حربية على الدروع الجلدية التى كان يرتديها ويبلغ عمرها ثلاثة آلاف عام، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع "ديلى ميل" البريطانى.
ولكن ألبرت زنك، مدير معهد المومياوات فى إيطاليا، كان قد أجرى أشعة على مومياء توت عنخ آمون، وخلال فحص أصابع قدمه تبين أن الفرعون الذى تولى العرش فى سن 19 عاما كان يعرج بوضوح، حيث كانت أصابع قدميه مفترقة عن بعضها، والدليل على ذلك العثور على 130 عصا للمشى فى مقبرته.
كما أنه من بين الأمور الجدلية فى حياة الملك الذهبى آراء تؤكد أنه ليس ابن إخناتون لكنه ابن أمنحوتب الثالث، ورغم أن عالم الآثار الدكتور زاهى حواس رد على ذلك من خلال مؤتمر أقامه فى 2010، معلنًا إجراء دراسة الحمض النووى " DNA"، وكشف التحليل بشكل حاسم أن توت عنخ آمون هو ابن الملك إخناتون فرعون التوحيد وأن جده هو أمنحوتب الثالث وجدته هى الملكة تى ابنة الملكين يويا وتويا وأقوى نساء عصرها.
وأثير حول الملك الذهبى توت عنخ آمون أنه كان "شاذا" نتيجة وجود عيوب خلقية فى جسده، وهذا ما نفاه عالم الآثار الكبير زاهى حواس، معلنا عدم صحة هذا الكلام، مؤكدًا أن الأبحاث أثبتت أنه كان مصابا بعيوب خلقية نتيجة زواج أبيه الملك إخناتون من أخته.
ولم يقف حد الإثارة عند ذلك الحد بل ظهرت العديد من الأقاويل المتعلقة بموت الملك الشاب، حيث قال بعض الباحثين إنه قتل، واستدلوا على ذلك من وجود ثقب أسفل الجمجمة، لكن عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس كان له رأى آخر، حيث قال: إن وفاته نتجت عن إصابة شديدة بالملاريا ولم يقتل ولم يصب فى حادثة إصابة قاتلة"، وذلك وفقا للنتائج التى توصل إليها فريق من الباحثين المصريين الذين قاموا على مدار عامين بتحليل الحامض النووى للملك الشاب وعائلته من المومياوات، وأكدت الأبحاث أن الثقب الموجود فى المومياء ليس ناتجا عن إصابة قاتلة وإنما هو لصب سائل التحنيط فى الجسد.
وأكدت دراسة أمريكية نفس الأمر وهو أن الفرعون الذهبى ابن الفرعون إخناتون وأنه توفى بالملاريا وبمرض فى العظام. وقد توفى توت عنخ آمون فى سن مبكرة جدا ولم يكن يتجاوز التاسعة عشرة فى العام 1324 قبل الميلاد.
كما أثارت مقبرة توت عنخ آمون جدالاً واسعا، حيث قال العالم البريطانى نيكولاس ريفز، إنه تم دفن الملك الذهبى فى هذه المقبرة الصغيرة بعض الشيء، نظرًا لوفاته المفاجئة، وبالتالى تم دفنه على عجل، واستدل أيضا على أن جميع مقتنيات توت وضعت فى غرفة واحدة فقط من غرف الدفن الأربع قد أتموا طلاءها ودهان حوائطها بالجص، فى حين أن بقية المقابر الملكية فى ذلك الوقت كان يجرى إعدادها وتزيينها بالكامل، كما أنه يعتقد أن حوالى 80% أو يزيد من المقتنيات الموجودة داخل مقبرة الملك الفرعونى توت عنخ آمون بها متعلقات لحكام سابقين نقلت مع مقتنياته ويأتى الملك إخناتون، أبرزهم، كما يعتقد ريفز أيضًا أنه بدلًا من بناء مقبرة موسعة للملك الذهبى، فتم تخصيص جزء صغير من هذه المقبرة وتجهيزة، حيث كانت المقبرة لـ"نفرتيتى".
وعلق على ذلك الأمر عالم الآثار زاهى حواس، قائلا: إن دور "نفرتيتى" البارز الذى أدته فى عبادة الإله آتون يجعل من الصعب الاعتقاد بإمكانية دفنها فى وادى الملوك الذى يعد المكان المقدس للإله آمون.
ويعود تاريخ الفرعون الشاب العائد إلى الأسرة الثامنة عشرة وتوفى قبل 3000 عام وحكم حوالى 10 سنوات فقط فى حدود العام 1330 قبل الميلاد، حيث أصبح فرعونا فى سن التاسعة وعثر على موميائه فى ناووس من الذهب الخالص المرصع بالفيروز عالم الآثار الانجليزى هاورد كارتر فى وادى الملوك قرب الأقصر، وضمت المقبرة كنزا جنائزيا استثنائيا تضمن قناع المومياء المصنوع من الذهب الخالص الذى ساهم كثيرا فى جعل توت عنخ آمون من أشهر الفراعنة مع أن حكمه كان أقصر بكثير.