الحوثي يستغل الارتباك الدولي ويصعد عملياته في الحديدة

الثلاثاء 9 فبراير 2021 00:30:00
testus -US

ضاعفت المليشيات الحوثية الإرهابية من عملياتها الإجرامية في محافظة الحديدة مستغلة الارتباك الدولي بشأن التعامل معها في أعقاب إلغاء الولايات المتحدة قرار تصنيفها تنظيما إرهابيا في وقت وصل فيه المبعوث الأممي إيران بحثا عن مخرج جديد من أزمة رفض المليشيات للإعلان المشترك الذي طرحه قبل عام تقريبا.

تدرك العناصر المدعومة من إيران أنه لا يوجد خطة واضحة يتبناها المجتمع الدولي لإرغامها على الجلوس مجددا على طاولة المفاوضات بعد أن استمرت في خرقها للهدنة التي خرج بها اتفاق ستوكهولم لمدة عامين بشكل متواصل من دون أن يكون هناك أي تدخل دولي يدفعها نحو الالتزام بالاتفاق بالرغم من أنه جاء برعاية الأمم المتحدة.

لم يكن هناك مواقف حاسمة من قبل الأمم المتحدة تجاه الجرائم الحوثية التي ارتكبتها طيلة الفترة الماضية والتي طالت في أكثر من مرة بعثاتها التي كانت مهمتها تثبيت التهدئة، بل إنها تغافلت عن تحميل المليشيات مسؤولية الجرائم التي ترتكبها وهو ما أعطى انطباعا لدى المليشيات الحوثية بأنه لن يكون هناك ردة فعل قوية على جرائمهم التي لا تتوقف.

منذ أن وصلت الإدارة الأميركية الجديدة إلى سدة الحكم بدا الارتباك واضحا بشكل أكبر على خطط تعامل المجتمع الدولي مع المليشيات ففي حين مارست إدارة ترامب ضغوطا عديدة على إيران وأذرعها الإرهابية يبدو من الواضح أن إدارة بايدن تسير في الاتجاه المعاكس تماما، ما يترك ثغرات عديدة تستغلها المليشيات الحوثية في تصعيد جرائمها ضد المدنيين.

وحذر رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا أحمد عمر بن ‏فريد، اليوم، من محاولات منح مليشيات الحوثي الإرهابية مشروعية دولية، مؤكدًا أن الهدف الرئيسي من عاصفة الحزم هو القضاء على الحوثيين ولكن فشل الشرعية عسكريًا حال دون تحقيق ذلك.

وقال في سلسلة تغريدات عبر "تويتر": "أي شخص عربي - مسؤول أو مواطن - لديه ذرة شك واحدة في أن القوى العظمى لا تعمل على بقاء الحوثي كخنجر في خاصرة الأمن الخليجي ومهدد لها ومبتز لثرواتها فهو ببساطة ساذج المتتبع لمواقف هذه الدول خاصة حينما كان تحرير الحديدة وشيكا ومنعهم ذلك سيتأكد مما أقول وهو مجرد دليل واحد".

وأضاف: "اتفاقية السلام التي يعمل عليها المجتمع الدولي هي المحطة الأخيرة التي ستمنح الحوثي مشروعية دولية وسيكون وجوده شرعيا باعتراف الأمم المتحدة والحديث عن ضوابط أمنية تضمن سلامة الجيران لن يكون إلا مبررًا للقبول بشرعيته ولن يمنع إيران من إكمال التعاون العسكري الاستراتيجي معه لاحقًا".

وأوضح: "كان هدف عاصفة الحزم الاستراتيجي هو القضاء تمامًا على الحوثي كقوة عسكرية مهددة للأمن الخليجي والعربي بشكل عام ومساعدة الشرعية على العودة إلى صنعاء. لكن الشرعية فشلت عسكريا رغم الدعم المهول في مساعدة التحالف أو نفسها في تحقيق الهدف لعدة أسباب، وأخطأ التحالف باعتماده المطلق عليها".

وتابع: "حينما أراد المجتمع الدولي فرض حصار مطبق على عراق صدام فعل ذلك بفعالية ومات مليون طفل عراقي ولم نسمع حرفًا واحدًا من دعاة الإنسانية! لن يقنعني أحد أن فرض حصار على الحوثي على الأقل جهة تهريب السلاح لم يكن ممكنًا ، بل إني أذهب إلى أن هنالك من صرح له لتقديم المدد العسكري له بأي شكل".

وتشهد محافظة الحديدة تصعيدًا واسعًا من مليشيات الحوثي الإرهابية بشكل يومي، في اعتداءات خلفت عشرات الضحايا، ووثقت القوات المشتركة 82 انتهاكًا لمليشيا الحوثي الإرهابية في محافظة الحديدة، للهدنة الأممية، إذ وقعت انتهاكات المليشيا – عبر عمليات قصف واستهداف للقرى السكنية الآهله بالسكان ومزارع المواطنين – في مناطق حيس والتحيتا والفازة والجبلية والدريهمي وكيلو 16 ومدينة الحديدة.

قصفت المليشيات الحوثية اليوم الاثنين، مزارع المواطنين في مديرية التحيتا، وكشفت مصادر محلية في المديرية، عن تعرض مزارع متفرقة في التحيتا إلى قصف بقذائف الهاون الثقيل.

كما هاجمت مليشيات الحوثي الإرهابية، قرى سكنية بمنطقة الفازة في مديرية التحيتا جنوبي الحديدة، شنت عناصر المليشيا المدعومة من إيران هجومها على المناطق السكنية بالأسلحة المتوسطة، بصورة عشوائية.