بين دسائس الاخوان و هوشلية الشرعية ..ما الذي منع جريفيث من الوصول الى عدن..؟!
أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن السيد "مارتن جريفيث" عن تأجيل زيارته الى عدن والمكلا الى وقت لاحق مرجعا اسباب ذلك الى الجانب الأمني واللوجستي حسب ما تداولته مواقع اعلامية اليوم الخميس.
وكان من المقرر أن يصل "جريفيث" الى العاصمة عدن صباح اليوم ضمن جدول زياراته العملية للالتقاء بأطراف العملية السياسية في اليمن سعيا لاستئنافها.
واحتشد العشرات من أبناء الجنوب امام بوابة مطار عدن الدولي عند الساعة الثامنة صباحا حسب الموعد المقر سلفا لوصول المبعوث الأممي في زيارته الخاصة للالتقاء بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الأعلى، لكنهم فوجئوا لاحقا بخبر إلغاء الزيارة قبل أن ينظموا مسيرة جماهيرية منددة بهذا الإجراء المفاجئ.
وتساءل ناشطون عن الأسباب الحقيقية التي دفعت بالسيد "مارتن" الى اتخاذ قرار تأجيل زيارته الى الجنوب، ومن هي الجهة التي أسهمت في إقناعه بتلك الخطوة وما الدافع من وراء كل ذلك، خصوصا بعد أن استكمل المبعوث زيارته الى صنعاء والالتقاء بقيادة المليشيات الحوثية الحاكمة في شمال اليمن..!
وذهب محللون الى القول بأن ثمة مؤامرة تحبك أدوارها جيدا في محاولة لتغييب الصوت الجنوبي والعمل على عرقلة وصوله الى صناع القرار الدوليون من قبل أطراف لا يروق لها التواجد الفعلي للانتقالي الجنوبي وسيطرته على كل مناطق الجنوب بعد التمكن من تحرير الأرض بقوة السلاح وطرد المليشيات التي زحفت من الشمال مطلع العام2015م.
وأشار ناشطون جنوبيون الى حالة الهلع والخوف التي دبت في الصف القيادي للشرعية بمجرد الاعلان عن زيارة المبعوث الى الجنوب حيث عمدت وسائل إعلام تابعة للشرعية ويسيطر عليها حزب الإصلاح الاخواني الى تصوير الوضع الامني في عدن بالمضطرب والغير مهيأ لاستقبال وتأمين تحركات المبعوث في خطوة وصفت بأنها تهدف الى عزل الجنوب عن أي وفود خارجية تسعى للاستماع الى الصوت الجنوبي والنظر الى حجم القوة الجنوبية الفعلية على أرض الواقع والمتمثلة بالتواجد الكاسح للانتقالي في ظل غياب كامل لتواجد أي جهات أخرى بما فيها الشرعية اليمنية.
وقال الناشطون أن مثل هذه الترويجات تسيء في المقام الأول للشرعية ذاتها على اعتبار أنها تدعي سيطرتها على كل المناطق المحررة فكيف لا تستطيع إذا حماية المبعوث الدولي في مناطق سيطرتها..!
وكان الباحث والمحلل السياسي الجنوبي المحامي يحيى غالب الشعيبي قد أكد في ايضاح مطول له أن أي قوة لا تستطيع بعد اليوم منع المبعوث الأممي من الجلوس مع قيادات الجنوب أو حجب الوقائع عنه وما يجري على الأرض كما كان يتم قبل عاصفة الحزم مع الدبلوماسيين الأجانب ومع المبعوث الأممي السابق جمال بن عمر بمنعهم من زيارة ساحة العروض مكان احتشاد الجماهير ولن تستطيع أي قوة إنزال اعلام الجنوب أو طمس شعاراته.
وقال المحامي الشعيبي أن الزيارة التي كانت مقررة اليوم وأجلت الى وقت لاحق من الاسبوع القادم بحسب توضيح صادر عن المبعوث نفسه، أنها تحمل أهمية كبيرة على اعتبار أنها الأولى منذ توليه عمله كممثل للأمين العام للأمم المتحدة وبنفس الوقت لأول مرة مبعوث للأمم المتحدة يزور عدن والجنوب في ظل وجود كيان سياسي وقيادة جنوبية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي وبعد التفويض الشعبي للقائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ومرور قرابة العام على إعلان المجلس الانتقالي وقيادته التي حظيت باهتمام كبير داخلي وخارجي.
وأشار المحامي يحيى غالب أن أهمية الزيارة أيضا تكمن فيما تحقق من إنجازات سياسية للمجلس الانتقالي وانجازات أمنية بمكافحة الإرهاب وانجازات عسكرية للمقاومة الجنوبية المشاركة بفاعلية مع قوات عاصفة الحزم بالمعارك منذ انطلاقتها وحتى اليوم.
وأوضح غالب أن زيارة المبعوث الأممي ستكشف له عن قرب الوضع المأساوي الذي تعيشه مدينة عدن ومناطق الجنوب بعد ثلاث سنوات من تحريرها وتردي أوضاع الخدمات والكهربا وتدهور أسعار صرف العملة وانعدام الرواتب وحالة الفقر،مشيرا إلى أن المبعوث الأممي سيجد صحة تقرير لجنة فريق خبراء الأمم المتحدة عن فشل الحكومة وتهالكها وتآكلها وعدم قدرتها على تحمل مسؤولياتها.