الإعلام ‬الأميركي: النظام ‬الإيراني يعذِّب ‬معتقلي ‬الأحواز ‬حتى ‬الموت

الخميس 5 إبريل 2018 23:28:34
testus -US
وكالات

فضحت وسائل إعلام أميركية الجرائم البشعة التي يرتكبها النظام الإيراني ضد المعتقلين من أبناء منطقة الأحواز، والتي تؤدي إلى فقدان كثيرٍ منهم حياتهم وراء القضبان، بفعل التعذيب الوحشي الذي يتعرضون له على يد سجانيهم.

 

وأبرز موقع «كلاريون بروجيكت»، التابع لمنظمة غير حكومية غير هادفة للربح تحمل نفس الاسم، وتُعنى بمواجهة الأنشطة التخريبية والمتشددة، حالة أحد هؤلاء المعتقلين الأحوازيين، الذين أُزهِقت أرواحهم في معتقلات نظام الملالي المُهيمن على الحكم في طهران.

وفي تقريرٍ مطولٍ أعده رحيم حامد، استعرض الموقع ما حدث للسجين «علي صواري» وكان يبلغ من العمر 50 عاماً عندما لقي حتفه تحت التعذيب في أحد السجون الإيرانية، وأُعيدت جثته المثخنة بالجروح والكدمات إلى أسرته، التي تم تحذيرها من ألا «تعامله كشهيد»، بزعم أنه كان «مثيراً للقلاقل حرض على القيام بأعمال شغب بين السجناء».

وقال حامد إن الأسرة التقطت مقاطع مصورة لجثة صواري، الذي كان معتقلاً في سجن شيبان الكائن قرب عاصمة المنطقة التي تشهد انتفاضةً في الوقت الحالي ضد الحكم الإيراني، لإثبات تعرضه للتعذيب المبرح على يد مسؤولي السجن.

 

ونقل التقرير عن أفراد أسرة الضحية قولهم إن ابنهم، وهو متزوج وأبٌ لأربعة أطفال، تم تعذيبه على نحوٍ مروع على يد حارس سادي معروف باسم حميديان، انتقاماً من أنه جأر بالشكوى من الظروف البشعة التي تسود هذا السجن سيئ السمعة. وقال تقرير«كلاريون بروجيكت» إن هذا الحارس معروف في مختلف أنحاء الأحواز بساديته وقسوته الوحشية وتلذذه بالتعذيب المبرح للسجناء السياسيين من أبناء المنطقة.

 

وعقب أن لفظ صواري أنفاسه الأخيرة، نقله مسؤولو السجن القتلة إلى المشرحة على عجلٍ، واستدعوا أسرته لتسليمهم جثته، بعدما ظل سجيناً لمدة أربع سنوات بـ «تهمٍ ملفقة»، وهو الأمر الذي وصفه الكاتب بأنه معتادٌ بالنسبة «للعرب الأحوازيين وأبناء الأقليات العرقية والدينية الأخرى في إيران».

 

واتهم التقرير السلطات الإيرانية بأنها تعمل دائماً على إسكات المعارضين والنشطاء السياسيين عبر تهديدهم بالسجن والتعذيب، لترويعهم وإجبارهم على وقف أي نشاطٍ مناوئ لسياساتها الإجرامية.

 

وروى الكاتب تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة الضحية الأحوازي «صواري»، قائلاً إنه أبلغ أفراد أسرته لدى زيارتهم له لآخر مرة في سجنه بأنه يستعد لجمع السجناء الآخرين من أجل تقديم شكوى رسمية لمسؤولي السجن، للتظلم من كميات الطعام المحدودة للغاية التي تُقدم إليهم ونوعيته الرديئة للغاية التي لا تليق حتى بالحيوانات.

كما كان صواري يعتزم أن يتطرق في شكواه إلى أوضاع الزنازين المكتظة بنزلائها والتي تتفشى فيها الأمراض والحشرات مثل القمل.

 

وقالت أسرته إنه صارحهم بأن العاملين في السجن الذين يوزعون هذه الوجبات الهزيلة على النزلاء، «يوجهون إهاناتٍ عنصرية لهم ويعرضونهم لإساءاتٍ مادية كذلك، من قبيل البصق على وجوههم وفي الأطعمة المُقدمة لهم، ويستهزئون بهم عبر وصفهم بـ«العرب الحيوانات».

 

وحرص الكاتب على الإشارة إلى أن هذا النوع من المعاملة العنصرية يشكل «القاعدة التي يتبعها مسؤولو النظام (الإيراني) تجاه أبناء الأحواز، وغيرهم من أبناء الأقليات العرقية الأخرى (في إيران)، التي يشجع فيها النظام بنشاط ثقافة تفوق العنصر الفارسي».

 

وأشار أقارب هذا الرجل إلى أن حراس السجن كانوا لا يكتفون بتعذيب ابنهم، بل كانوا كذلك يسرقون الأغذية والملابس التي كان يتم جلبها له بدلاً من تسليمها إليه. وشدد الموقع الأميركي المرموق على أن حالات الوفاة تعذيباً مثل هذه «ليست بالأمر النادر بالنسبة لأبناء الأحواز» الذين يُعذب الكثير من السجناء السياسيين منهم حتى الموت في سجون النظام» الإيراني.

 

وقال الكاتب إنه على الرغم من أن منظمات حقوق الإنسان العاملة في الأحواز تواصلت مع منظمات دولية أخرى مثل «هيومان رايتس ووتش» و«أمنستي إنترناشيونال»، إلا أن هذه المنظمات رفضت التحقيق في جرائم نظام الملالي بحق أبناء المنطقة.

 

وشدد على أن محنة عرب الأحواز تفاقمت بفعل رفض العديد من منظمات حقوق الإنسان الإيرانية (بدورها) الاهتمام - بأي شكل من الأشكال - بالاضطهاد العنصري وعمليات القتل التي تُمارس بحق أبناء الأقليات العنصرية في البلاد.

 

وأشار إلى أن وسائل الإعلام «تحجم بدورها عن ذكر الانتهاكات الحقوقية المنهجية التي يتعرض لها شعب الأحواز»، قائلاً إن الشهور القليلة الماضية «شهدت تزايداً حاداً في الأعداد المرتفعة من الأصل، لحالات الاعتقال والاحتجاز والتعذيب والوفاة في السجون في مختلف أنحاء إيران، في ظل محاولات النظام لسحق الاحتجاجات، عبر اتباع أسلوبه المعتاد المتمثل في ترويع المعارضين لإسكاتهم».

 

ويقول تقرير «كلاريون بروجيكت» إن نظام الملالي يعزو حالات الوفاة تحت التعذيب التي تحدث في معتقلاته وسجونه، لـ«مجموعة متنوعة من الذرائع الكاذبة بوضوح، بما فيها الانتحار وتعاطي جرعات زائدة من المخدرات».