انتصارات الجنوب في الضالع يقابلها تسليم للجبهات في مأرب
بالنظر إلى ما يجري في محافظتي الضالع ومأرب يمكن بوضوح التعرف على الفارق بين بسالة القوات الجنوبية وصمودها في وجه المليشيات الحوثية وبين خسة وندالة مليشيات الشرعية الإخوانية التي تسير في طريقها نحو تسليم الجبهات.
في محافظة الضالع حققت وحدات القوات الجنوبية انتصارات مهمة، بعد أن حررت مواقع القادرية والحبيل من سيطرة عناصر المليشيات المدعومة من إيران، في هجوم مباغت على التمركزات الحوثية، أما في مأرب مازالت تتقدم العناصر المدعومة من إيران لتسيطر على مواقع كانت تعد حصنا لقوات الجيش التابعة للشرعية الإخوانية من دون أي مواجهات.
أوقعت القوات المسلحة الجنوبية، فجر اليوم الاثنين، قتلى وجرحى في عملية عسكرية نوعية بثكنات المليشيات الحوثية الإرهابية في مواقع بقطاع جبهة بتار شمال الضالع، وأكدت مصادر ميدانية وقوع اشتباكات عنيفة خلال المعركة، موضحة أن مباغتة عناصر المليشيا الإرهابية ساهمت في حسم المعركة سريعًا.
ما يحدث في المحافظتين يبرهن على أن هناك طرفا لديه نية صادقة في إنهاء الأزمة الحالية، يتمثل في المجلس الانتقالي الجنوبي، ويوظف جميع إمكانياته للتعامل مع الخطر الحوثي ولديه من المرونة السياسية التي جعلته يقدم على المشاركة في حكومة المناصفة باعتباره أهم الحلول لوقف الحرب الدائرة منذ ست سنوات قبل أن يتجه لتحقيق هدفه الأسمى المرتبط باستعادة دولة الجنوب.
في مقابل طرف آخر يتمثل في الشرعية الإخوانية تنخرط في تحالفات مع المليشيات الحوثية وتسلمها جبهات مأرب وليس لديها أي رغبة في إنهاء حالة الصراع ولن تتردد عن تمكين العناصر المدعومة إيرانيا من محافظات الشمال، وكذلك الجنوب إن اقتضى الأمر في مقابل ضمان استمرار وجود التهديد الحوثي وبما يحقق مصالح قوى إقليمة معادية تتحالف معها.
ويحذر سياسيون من إمكانية استغلال كل من الشرعية الإخوانية ومليشيات الحوثي ساحة مأرب لترتيب الصفوف للحرب الكبرى ضد الجنوب، لأن ما يجري على أرض الواقع يشي بأن ما يحدث ليس معركة للاستحواذ على الأرض بل لترتيب وإعداد الصفوف للحرب الكبرى ضد الجنوب.
يذهب الناشط السياسي نافع بن كليب، للتأكيد على أن ما يدور حاليا في مأرب ستكون الفاصلة بين الجنوب والشمال، وأن صمود وبسالة قبائل مأرب عرقلت اتفاقية الإخوان والحوثي، غير أنه إذا سقطت مأرب بيد المليشيات الحوثية ستقرع تلقائيا طبول الحرب الكبرى.