بعد قرار أوبك+.. جولدمان يتوقع قفزة قياسية لأسعار النفط
توقع "جولدمان ساكس كوموديتيز ريسيرش" قفزة قياسية في أسعار خام برنت للربعين الثاني والثالث، تصل لخمسة دولارات للبرميل بعد أن أبقت "أوبك" وحلفاؤها اتفاقهم لخفض الإمدادات دون تغيير، وقال "إن انضباط منتجي النفط الصخري على الأرجح وراء زيادة إنتاج المجموعة بوتيرة أبطأ".
وقال البنك الأمريكي في مذكرة، "إنه يتوقع الآن أن تبلغ أسعار برنت 75 دولارا للبرميل في الربع الثاني و80 دولارا للبرميل في الربع الثالث من 2021".
وتفاعل منتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة سريعا مع مكاسب أسعار النفط في الأعوام الأخيرة، ليفوزوا بحصة سوقية في الوقت الذي خفضت فيه السعودية ومنتجون آخرون كبار الإنتاج، بيد أنهم أحجموا عن تعزيز الإنتاج منذ تدمر الطلب بفعل الجائحة في العام الماضي.
وأوضح "جولدمان"، "استراتيجية إمدادات "أوبك" ناجحة بسبب عدم توقعها وفجائيتها، نعتقد أنه من الواضح حاليا أن "أوبك+" في الحقيقة تنتهج استراتيجية سوق النفط التي تتسم بالشح، فيما يشير ميزان العرض-الطلب المحدث لدينا إلى أن مخزونات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تنخفض إلى أدنى مستوياتها منذ 2014 بحلول نهاية العام الجاري".
وخفض البنك توقعه لإنتاج "أوبك+" 0.9 مليون برميل يوميا على مدى الأشهر الستة المقبلة، وقال "إن الإمدادات من النفط الصخري وإيران وخارج "أوبك" ستظل غير مرنة بشدة على الأرجح تجاه الأسعار حتى النصف الثاني من 2021، ما يسمح لـ"أوبك+" بإعادة موازنة سوق النفط سريعا".
وقال البنك "إن المسألة الرئيسة ستكون "رد الفعل المحتمل للإمدادات الصخرية، بيد أن أحدث موسم للأرباح يشير إلى أن المستثمرين ما زالوا بعيدين عن تعويض النمو".
وقال جيوفاني ستانوفو محلل النفط لدى "يو.بي.إس"، "أوبك" استقرت على نهج حذر، واختارت زيادة الإنتاج بواقع 150 ألف برميل يوميا فقط في نيسان (أبريل) بينما كان أطراف السوق يتطلعون إلى زيادة 1.5 مليون برميل يوميا".
وفوجئ المستثمرون بأن السعودية قررت الإبقاء على خفضها الطوعي البالغ مليون برميل يوميا خلال نيسان (أبريل) حتى بعد أن ارتفعت أسعار النفط على مدى الشهرين الفائتين، بدعم من حملات التحصين من كوفيد - 19 في أنحاء العالم.
بدوره أوضح مايكل مكارثي كبير استراتيجي السوق لدى "سي.إم.سي ماركتس" أنه يظهر فقط المفاجأة في مدى انضباط "أوبك+". وصعدت أسعار الخام منذ بداية تشرين الثاني (نوفمبر) لكن الطلب الحاضر على النفط من شركات التكرير وغيرها من المستهلكين لم يواز ذلك بعد، إذ يجري تداول شحنات إلى أسواق رئيسة مثل الصين بوجه عام بأسعار منخفضة في ظل تباطؤ المبيعات.
ويراجع المحللون توقعاتهم للأسعار لتشمل استمرار تقييد الإمدادات من جانب "أوبك+" ومنتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة الذين يكبحون الإنفاق بهدف تعزيز عوائد المستثمرين.
وقال بارت ميليك، مدير استراتيجيات السلع الأولية لدى "تي.دي" للأوراق المالية في تصريحات سابقة البارحة الأولى، "أوبك فاجأتنا، الرسالة التي تبعث بها "أوبك" إلى السوق هي أنهم مستعدون تماما للسماح لأسعار النفط بالارتفاع بشدة، ثم يمضون إلى أبعد مدى لتصريف فائض المخزون الذي تكون العام الماضي بسبب كوفيد - 19".
وكان بعض المحللين يتوقعون أن يعمد تحالف "أوبك+"، المكون من منظمة الدول المصدرة للبترول ومنتجين كبار آخرين، إلى زيادة الإنتاج نحو 500 ألف برميل يوميا.
وفي الولايات المتحدة، وعلى الرغم من ارتفاع قياسي في مخزونات النفط الخام زاد على 21 مليون برميل الأسبوع الماضي، انخفضت مخزونات البنزين بأكبر قدر في 30 عاما، إذ هوت أنشطة التكرير إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق بسبب طقس متجمد في تكساس قطع إمدادات الكهرباء عن ملايين.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 62.15 دولار للبرميل الأربعاء، مقابل 61.97 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب عدة انخفاضات سابقة، وإن السلة خسرت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 65.42 دولار للبرميل".