شعار البابا إلى العراق رمز للتسامح والإنسانية.. أنتم جميعكم إخوة
تحمل زيارة البابا إلى العراق شعار "أنتم جميعكم إخوة" المقتبس من عنوان رسالته الحبرية الأحدث "جميعنا إخوة"، الصادرة خريف 2020.
رمزية تستبطن امتدادا لـ"وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" التي وقعها مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، في فبراير/شباط 2019.
الزيارة تحمل أيضا رسالة تضامن مع الطوائف المسيحية في العراق، من كلدان وآشوريين وسريان وغيرهم، والتي تعتبر من أقدم الكنائس المسيحية في الشرق والعالم على الإطلاق.
كما أنها تستبطن وفاء من البابا بتحقيق رغبة سلفه البابا يوحنا بولس الثاني الذي خطّط عام 2000 لزيارة إلى العراق، بهدف الحج إلى مسقط رأس النبي إبراهيم، ضمن رحلته إلى الأراضي المقدسة مطلع الألفية.
خطاب قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، حمل بين طياته ألما كبيرا لما تعيشه الأقليات الدينية من أعمال اضطهاد طوال السنوات الماضية التي أعقبت الغزو الأمريكي عام 2003.
وألقى البابا فرانسيس في العاصمة بغداد، كلمة أمام رئيس الجمهورية وعدد من القوى السياسية، شدد خلالها على ضرورة العمل من أجل السلام، ونبذ التطرف تجنباً للويلات التي عاشتها المكونات الاجتماعية في العراق.
"لتصمت الأسلحة".. دعوة مدوية أطلقها قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، من العراق للجميع لإسكات البنادق وسماع صوت السلام.
فرصة لم يفوتها البابا فرنسيس، داعية السلام، لنداء الجميع إلى الاستماع لصوت العقل، وانتشال العراق الذي دمرته الحروب والنزاعات من كبوته.
وفور وصوله، لم يدع البابا فرنسيس بابا لم يطرقه في محاولة منه لمداواة كل المواضيع الحساسة والقضايا التي يعاني منها العراق.
وخلال لقائه الرئيس العراقي برهم صالح، قال: " لتصمت الأسلحة! ولنضع حدا لانتشارها هنا وفي كل مكان! ولتتوقف المصالح الخاصة، المصالح الخارجية التي لا تهتم بالسكان المحليين.. ولنستمع لمن يبني ويصنع السلام!".
وأضاف: "كفى عنفا وتطرفا وتحزبات وعدم تسامح! ليعط المجال لكل المواطنين الذين يريدون أن يبنوا معا هذا البلد في الجوار وفي مواجهة صريحة وصادقة وبناءة".
ودعا إلى "التصدي لآفة الفساد وسوء استعمال السلطة، وكل ما هو غير شرعي"، بعد أكثر من سنة على خروج العراقيين بعشرات الآلاف إلى الشارع محتجين على الطبقة السياسية الفاسدة في نهاية 2019.
وشدد البابا على أهمية "أن نخرج من زمن المحنة هذا"، زمن الجائحة، "أفضل ممّا كنا عليه من قبل، أن نبني المستقبل على ما يوحّدنا وليس على ما يفرّق بيننا".
وجدّد البابا التأكيد على أنه يأتي "بصفة تائب يطلب المغفرة من السماء ومن الأخوة للدمار الكثير وقسوة البشر"، و"حاجا يحمل السلام".
وفي إشارة الى المسيحيين الذين يشكلون واحدا في المئة من السكان، شدّد على ضرورة "ضمان مشاركة جميع الفئات السياسية والاجتماعية والدينية، وأن نؤمن الحقوق الأساسية للجميع"، قائلا: "يجب ألا يعتبر أحد مواطنا من الدرجة الثانية".
وسمى الأيزيديين "الضَّحايا الأبرياء للهمجية المتهورة وعديمة الإنسانية"، موضحا أنهم تعرضوا للاضطهاد والقتل بسبب انتمائهم الديني وتعرضت هويتهم وبقاؤهم نفسه للخطر".
وتعرض الأيزيديون للقتل والخطف والسبي والعبودية والاضطهاد خلال سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على أجزاء واسعة من العراق بين 2014 و2017.
ووصل البابا فرنسيس إلى مطار العاصمة العراقية بغداد، قادما من مطار فيوميتشينو بالعاصمة الإيطالية روما، في زيارة تاريخية للبلد الذي يئن من الاضطرابات والعمليات الإرهابية.
وبدأ زيارته بلقاء رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بقاعة الشرف بمطار بغداد.