صورة بألف كلمة
محمد بن قرنح الكندي
بجسده النحيل وقدميه الحافيتين متوشحا بالراية التي حققت الانتصارات العظيمة راية الجنوب ، جابه هذا الشاب وكغيره من شباب النضال مجنزرات ومدرعات قوات المنطقة العسكرية الأولى في مشهد يعيدنا لأيام الحراك الجنوبي السلمي والذي مارست فيه قوات الأمن المركزي وغيرها من القوات أبشع صنوف الانتهاكات بحق الشعب الذي خرج مطالبا بحقه المنهوب .
الشعب هو الفيصل والحكم في المطالبة بحقوقه فقد كان له الكلمات الفاصلة التي نال من خلالها العديد من المطالب والحقوق التي سلبت منه ولا يمكن بأي حال من الأحوال تهميش ماقام به الشعب من بطولات ونضالات فهو الثروة الحقيقية وهو النواه واللبنة الأساسية لأي حراك سلمي في المجتمعات المتحضرة .
بالتوازي مع هذا الحراك الشعبي لازالت القوات القابعة في مناطق الجنوب الجاثمة على صدور المواطنين تحمي مصالح المتنفذين والقادة العسكريين الذين غنموا آبار نفط ومناجم للمعادن الثمينة ومساحات شاسعة من الأراضي الجنوبية كغنائم حرب عقب سيطرة القوات الشمالية على مناطق الجنوب بعد حرب 1994 .
وما يدعو للاستغراب هي الشخصيات المتربعة على هرم السلطة في يومنا الحالي التي يشار إليها باصابع الاتهام باختلاق الأزمة الحالية وفشل مساعي الحلول والاتفاقيات التي وقعت وبرعاية أممية ودولية وإقليمية لانهاء الصراع فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون ذات الشخصيات هي ذاتها أسباب الحل وانهاء الأزمة والصراع .
مع كل هذه المتغيرات السياسية المتسارعة ينتظر الشعب الجنوبي الخلاص وكله أمل بأن نهاية كل كهف مظلم نور وبينه خصوصا مع قطعه شوطا كبيرا من نضالات بطولية سطرها التاريخ ودونتها أراشيف وسائل الإعلام العربية والعالمية التي تعتبر هيه اللبنة الأساسية لاستعادة الدولة المرجوة التي طالما حلم بها الجنوبيون .