رحل الفدائي الهمام بن همام

د. عبدالناصر الوالي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخير ياعدن..

 الاستاذ الدكتور محسن بن همام في ذمة الله..

توفي اليوم في مركز عزل كورونا في م. الجمهورية عدن الذي أنشأه هو قبل عام . 

توفي اليوم قائد ومهندس وفدائي معركة كورونا في عدن، توفي اليوم جنرال وقائد قوات الجيش الابيض في عدن ا. د. محسن بن همام. 

عندما شعر ان الجبهة الصحية في مكافحة كورونا ستنهار خرج الى مقدمة الصفوف رغم انه مصنف من الفئات العمرية الاكثر تعرضاً للخطر، رتب الصفوف، وشحذ الهمم..

جادل وناقش واقنع من لم يقتنع حينها بعد بخطورة الوباء.

عمل على إنشاء فريق من العلماء للتصدي للمرض، وحرص ان يكون هناك قسم في العاصمة عدن يرسم سياسات العلاج والعناية بالمرضى ويعالجهم ويكون مرجع لبقية المراكز.

اصر بن همام ان يكون هناك فريق محلي ودولي متجانس يدير حملة مكافحة كورونا، هو يؤمن بان العمل ضمن فريق هو اساس النجاح.

تحدث مع الخبراء المحليين والاقليميين والدوليين لمصلحة مكافحة الوباء والوقاية منه، واشرف واقام وانجز دورات التدريب والتاهيل وورش العمل للسيطرة على الوباء والحد من تبعاته.

خاطب السياسيين وقادة المجتمع ورجال الفكر والاعلام والدين واشركهم في حملة مكافحة الوباء ونجح ، ولم يبخل بعلاج ولا باستشارة او نصيحة .

مع بداية هذا العام 2021م دق ناقوس الخطر من احتمال موجة اخرى من الوباء في حين تجاهل الكثيرين ذلك.. كرر النداءات والمناشدات بضرورة الاستعداد للموجة الثانية وعدم التهاون.

مرة اخرى وضع نفسه في مقدمة الصفوف ينافح ويكافح كان حذر ولكن من حوله ممن يعمل معهم لم يكن حذراً، مسه الضر واصابه المرض وشملته محبة الله ورحمته واصيبت اسرته معه.

كافح

قاوم 

عانى

قاسى هو واسرته،

ولكنه أبى الا ان يقدم روحه شهيداً دفاعاً عن اهله وناسه اهل عدن والجنوب عامة.

هل هناك وباء..؟

نعم، وقد دفع ا. د. محسن بن همام حياته ليثبت للناس ذلك، وانه خطير وان عليهم ان يحذروا.

اذهب الى جوار ربك يا اخي و يا استاذي ومعلمي ورفيقي وزميلي..

يا ايها البطل الشجاع ويا اشجع الشجعان واكرم العلماء واسخاهم عطاء حتى روحك لم تبخل بها من اجل العلم.

ثق ايها المعلم، اننا لن نكون الا مثلك ان استطعنا، فمنك تعلمنا ان العلم عطاء وان حب الناس عطاء وان العلم تضحية وفداء.

آن لك ان تستريح يا معلمي الى جوار ربك..

اديت ما عليك وأوفيت ودخلت التاريخ من اوسع ابوابه.

 غفر الله لك ورحمك واحسن اليك.

إنالله وإنا إليه راجعون

عدن 25 مارس 2021م


مقالات الكاتب