تدبير الاحتياجات المائية.. لـالحديدة سعودية تُغيثها
يمثّل الإمداد المائي أحد صور العمل الإغاثي العظيم الذي تبذله المملكة العربية السعودية في إطار تعاملها مع الأزمة الإنسانية في اليمن المُصنّفة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.
ففي هذا الإطار، واصلت فرق مشروع الإمداد المائي بمركز الملك سلمان للإغاثة، جهودها خلال المدة من 11 إلى 17 مارس الجاري، لتدبير الاحتياجات المائية في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة.
وضخت 315 ألف لتر من المياه الصالحة للشرب، و315 ألف لتر من المياه الصالحة للاستخدام، كما تكفلت بصيانة 16 خزانًا.
تحمل هذه الجهود الإغاثية السعودية جانبًا كبيرًا من الأهمية فيما يتعلق بحرص المملكة على تحسين الأوضاع المعيشية والإنسانية في اليمن، بعدما خلّفت الحرب في اليمن أزمة إنسانية مروّعة للغاية.
ومن بين الأزمات المرعبة الناجمة عن الحرب، فإنّ أزمة نقص المياه باتت تمثّل قنبلةً موقوتة تهدّد حياة قطاعات عريضة من السكان على نحو ينذر بخروج الأمور عن السيطرة.
وتوثّق الكثير من التقارير الأممية والبيانات الرسمية حجم الأهوال التي تحاصر السكان من جرّاء هذه الأزمة المروّعة، حيث يعيش 16 مليون شخص دون أن يحصلوا على مياه نظيفة، وذلك في ظل معاناة قاتمة من محدودية الوصول إلى المياه.
وقبل أيام، كشف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" التابع لمنظمة الأمم المتحدة أنّ البنية التحتية تعمل بكفاءة أقل من 5٪، مضيفا أن نصف السكان لا يحصلون على مياه آمنة.
وتحدّث المكتب الأممي في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عن حاجة قطاع المياه والإصحاح البيئي إلى حوالي 330 مليون دولار لتأهيله.
أزمة نقص المياه لا تقتصر عند حد "التعطيش" الذي يضرب قطاعات عريضة من السكان، لكن جزءًا رئيسيًّا من الأزمة يتعلق بالوضع الصحي، وفي هذا الإطار تقول الأمم المتحدة إنّ أكثر من ربع الحالات التي يُشتبه في إصابتها بالإسهال المائي الحاد والكوليرا والبالغة حوالي مليون حالة، هم من الأطفال ما دون الخامسة من العمر، وأكثر من 385 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ويصارعون من أجل البقاء، علمًا بأنّ المياه الصالحة للشرب تشكّل أحد أهم أسباب سوء التغذية.
تعبّر كل هذه الأعباء التي من المؤكّد أنّ حقيقتها على الأرض أشد رعبًا وألمًا، عن حجم الأعباء التي خلّفتها الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014، وبات السكان هم كلفتها المرعبة.
استنادًا إلى كل ذلك، فإنّ الجهود الإغاثية التي تبذلها السعودية تحمل أهمية بالغة فيما يتعلق بتحسين الأوضاع المعيشية للسكان الذين بات لا حول لهم ولا وقوة من جرّاء أعباء الحرب المروعة.