لأبناء الجنوب: اصبروا واصمدوا
علاء حنش
يمر أبناء الجنوب بمنعطف يُعد الأخطر على الاطلاق منذ اندلاع ثورتهم التحررية، والأهم بالنسبة لقضيتهم الجنوبية العادلة كعدالة السماء فوق رؤوسنا، وتكمن خطورة المرحلة في المؤامرات التي يطبخها الاعداء ضد الجنوب، وسعيهم الحثيث إلى اقتحام عاصمة الجنوب الحبيبة (عدن) بهدف كسر شوكة القوات المسلحة الجنوبية، وانهاء أي مشروع يسعى إلى استعادة دولة الجنوب التي قدم أبنائها الكثير من الشهداء والجرحى في سبيل استعادة امجادها الماضية.
اليوم، انكشفت كل تلك المؤامرات الدنيئة سواء عسكريًا أو خدماتيًا، فلو لاحظ المتتبع لما يجري سيصل إلى خيوط تلك اللعبة الخبيثة.
تخيلوا أن العاصمة الجنوبية (عدن) التي حُررت في غضون أسابيع تعيش أسوء أوضاعها الاقتصادية مقارنةً بالعاصمة اليمنية (صنعاء) التي ما تزال في قبضة ميليشيا الحوثي، ليس هذا فحسب، بل أن العيون تترصد بالعاصمة الجنوبية (عدن) بهدف اجتياحها، وهذا الهدف أصبح اليوم مشتركًا لعدوان لدودًا لأبناء الجنوب وهما (الحوثي، والإخوان)، فجميعهما ينتمون إلى "نظام صنعاء"، وكانا من أهم قياداته، وهم من اعلنوا الحرب ضد الجنوب في صيف 1990م، وفي مارس / أذار 2015م.
اليوم اجتمع العدوان اللدودان للجنوب على هدف اجتياح عدن، فبعد أن فشلوا في كسر القوات المسلحة الجنوبية، التي استطاع ابطالنا تلقينهم هزائم قاسية طيلة السنوات الماضية، ها هم يلجأون إلى سلاح الخدمات، ومحاولة زعزعة الوضع بعدن من الداخل ليسهل اجتياح عاصمة الجنوبيين (عدن).
صحيح نمر بمرحلة هي الأصعب على الاطلاق، لكن شعب الجنوب الجبار، وقواته المسلحة البطلة سيكونان عند المستوى لمواجهة أي مؤامرات أو دسائس تُحاك ضد الجنوب وابنائه.
جميعنا يتذكر أن الجنوبيين كانوا، وما يزالوا يرددون شعار "أما استعدنا الكرامة، واستعدنا دولتنا الجنوبية كاملة السيادة أو الموت وسط الميادين.. فالموت نحن رجاله.. والله ما نقبل العيش مُهانين".. نعم فهذا الشعار أصبح دستورًا للجنوبيين حتى الوصول إلى هدف استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، وهو أيضًا عهد لشهدائهم وجرحاهم، ولن تمنعهم أي مؤامرات، أو ممارسات عن التخلي عن هدف شهدائهم الميامين.
إن الدماء والتضحيات الجنوبية العظيمة التي قُدمت لأجل استعادة دولة الجنوب منذ بداية نضال أبناء الجنوب غالية، ولن يكون ثمنها إلا الهدف الذي اُستشهد لأجله شهدائنا الابطال.. لذا فإن استمرار النضال واجب وطني على كل جنوبي وجنوبية، وبنفس العزيمة والإصرار حتى استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / أيار 1990م.
أخيرًا.. إن المرحلة الراهنة التي يمر بها الجنوب تحتاج لصمود فولاذي، ولصبر أيوب عليه السلام.. بالصبر والصمود يا جنوبيين ستنتصرون بإذن الله.. ورمضان مبارك لقياداتنا السياسية والعسكرية ولكافة أبناء شعبنا الجنوبي الأبي الصابر والصامد كصمود الجبال الرواسي.