منصر..رحيل بلا وداع !!

رحل منصر.. وكان رحيله موجعاً ..مفاجئا.. لم يهمله المرض فرصة الوداع الأخير..فجاء خبر رحيله يوم أمس الخميس 19 ابريل 2018م صاعقاً، مؤلماً، لكل من عرفه أو ربطته به علاقة عمل  أو دراسة أو  أواصر صداقة حميمة، كما كان حالي مع الصديق الراحل منصر بن محمد بن أحمد العطفي الحطيبي الحضرمي..الذي ربطتني به علاقة صداقة متينة منذ وقت مبكر، ثم تعمقت بمرور الزمن.. وكبرت بكبر الوطن الذي أخلص له وحمل همه حتى آخر نفس من حياته..

رحل منصر الإنسان النبيل..الجميل..فرحلت ابتسامته وبشاشة وجهه التي يقابل بها الجميع، دون تصنع، حتى في أحلك الظروف، فقد عُرف بتواضعه وبدماثة أخلاقه وطيب سريرته وجميل خصاله، وثقته التي لا حدود لها بانتصار الحق مهما طال ليل الظلم.

رحل منصر المحامي..فخسر القانون أحد رموزه حيث  ظل محامياً منافحا ومدافعا عن قضايا الوطن..ونصرة البسطاء ممن يلجأون إليه للترافع في قضاياهم، فكان نعم النصير لهم..

رحل منصر المناضل الوطني الصلب..الذي عرفته ساحات النضال..مثلما عرفته ساحات القضاء يذود بصلابة عن حق شعبنا في حريته واستقلاله ..وعن حقوق الناس في درء الظلم الذي وقع عليهم من حيف سلطة الاحتلال(العفاشي) حيث تفرغ منذ حرب 94م للمحاماة، ولم يستسلم للتهميش الذي مورس بمنهجية ضد كوادر الجنوب ممن أُطلق عليهم (حزب خليّك بالبيت)، بل تعمق في دراسة القانون وتسلح به وظل عنصرا نشطاً، لا تلين له قناة، يؤمن بانتصار الحق وزهوق الباطل مهما كانت قوة الطغاة، وظل متمسكاً بالأمل ومدافعاً عن الحق ومخلصا لصداقاته مع كل من عرفه، وهم كثر على امتداد الوطن، وكان همّه كرجل قانون ومحامٍ إعادة تفعيل القضاء وعمل المحاكم مباشرة منذ الانتصار على الحوثيين  لقناعته أن القضاء هو  بوابة النظام والأمن والأمان للجميع ..في وطن يسوده النظام والقانون، وظل على موقفه الثابت حتى رحيله المفاجيء ..

خسر الوطن برحيله وطنياً مخلصاً ورجل أمن وقانون كنا أحوج ما نكون لكفائته وإخلاصة في هذا الزمن الصعب والمصيري.. ولعل الإنسان فيه كان مصدر مناقبه وخصاله، وبرحيله نخسر ذلك الإنسان القدوة بإبتسامته المشرقة التي لم تفارق شفتيه ومحيَّاه الجميل.

وداعا يا صديقي الرائع..ستظل حياً في ذاكرتنا نستمد من ابتسامة الأمل التي عرفناك بها عزيمة مواصلة المشوار حتى تحقيق كامل أهداف شعبنا العظيم..

لرووحك السلام والطمأنينة..وتغمدك الله بواسع رحمته..وإنا لله وإنا اليه راجعون.

عدن

20 ابريل 2018م