إيران وإسرائيل تتبادلان الاتهامات.. وطهران: لن نصل لحرب إقليمية
تبادلت إيران وإسرائيل الاتهامات، اليوم الأحد، بشأن تصعيد غير مسبوق بدأ قبل أسابيع من خلال العمليات بين قوات البلدين بشأن سوريا، لكنهما قلّلتا من احتمالات تحوّل ذلك إلى حرب.
وتلوح في الأفق بوادر مواجهة بين البلدين منذ العاشر من فبراير/ شباط، عندما أعلنت إسرائيل أن طائرة إيرانية مسلّحة دون طيار انطلقت من قاعدة في سوريا واخترقت أراضيها.
وأسقطت إسرائيل الطائرة، لكنها فقدت طائرة من طراز إف-16 بنيران المضادات الأرضية السورية خلال غارة انتقامية، وفي التاسع من أبريل/ نيسان قتلت غارة جوية سبعة من أفراد الحرس الثوري الإيراني في القاعدة السورية.
وانهالت طهران باللوم على إسرائيل، وتوعدت بردٍ لم يُكشف النقاب عنه، مما دفع إسرائيل إلى توجيه تهديدات مضادة بتوسيع نطاق الهجمات على الوجود العسكري الإيراني في سوريا.
وقال محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني خلال مقابلة تلفزيونية أمريكية، إن شنَّ إسرائيل غارات أخرى في سوريا ستكون له”عواقب”، لكنه رأى أن حدوث تصعيد كبير أمر غير محتمل.
وقال ظريف لمحطة “سي.بي.إس نيوز”:”لا أعتقد أننا في طريقنا نحو حربٍ إقليمية، ولكنني أعتقد -مع الأسف- أن إسرائيل تواصل انتهاكاتها للقانون الدولي على أمل أن تتمكن من فعل ذلك دون عقاب، بسبب الدعم الأمريكي، ومحاولة إيجاد ستار للاختباء خلفه”.
وأضاف:”أسهل إجابة ستكون هي وقف تلك الأعمال العدوانية، ووقف هذه التغولات”.
وتدعم إيران وجماعة حزب الله اللبنانية وروسيا، دمشق، في مواجهة المعارضة المسلحة، ويشعر الإسرائيليون بقلق من بقاء القوة المسلحة الإيرانية، وربطها بحزب الله لتشكيل جبهة سورية-لبنانية ضدهم.
وأكد أفيغدور ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي سياسة حكومته التي تقضي بألا يكون لإيران وجود راسخ في سوريا.
وقال خلال مقابلة في الإذاعة الإسرائيلية:”مهما كان الثمن لن نسمح بوضع طوق حول رقبتنا”.
الردع
لكن ليبرمان قال عندما سُئل عمّا إذا كان ذلك يعني أن الحرب وشيكة:”أتعشَّم ألا تكون، وأعتقد أن دورنا الأساس هو منع الحرب، وهذا يتطلب ردعًا ملموسًا وحقيقيًا، بالإضافة إلى الاستعداد للعمل”.
وأشار إسرائيل كاتس وزير المخابرات الإسرائيلية إلى أن القوى الكبرى قد تتدخل للحدّ من نشاط إيران في سوريا.
وقال كاتس لموقع “يديعوت أحرونوت” الإلكتروني إن إسرائيل “لا تحرص” على التصعيد، مضيفًا أنه “يمكن أن تجابه الإيرانيين، ويمكن التوضيح للروس، الذين يسعون إلى الاستقرار، أن الأمر يستحق أن يستخدموا نفوذهم، ونفس الشيء ينطبق على الولايات المتحدة، وفرنسا، وكل الآخرين”.
وتأتي المواجهة في سوريا في الوقت الذي تدرس فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب إعادة فرض عقوبات اقتصادية أمريكية على طهران بحلول 12 مايو/ أيار، في خطوة يمكن أن توجّه ضربة لاتفاق دولي أُبرم العام 2015 حدَّ بموجبه الإيرانيون من مشاريعهم النووية.
وأشار ظريف إلى أن إيران قد تردّ على أي ِإلغاء للاتفاق “باستئناف أنشطتها النووية بسرعة أكبر بكثير”.
وهاجمت إسرائيل الاتفاق بشدة، وشجَّعت قيام الولايات المتحدة بمراجعته، ولكن كاتس اعترف -على ما يبدو- أن النتيجة ستكون مكلفة.