الشهيد يحيى الشوبجي يعانق أرواح أبنائه الشهداء
د. علي صالح الخلاقي
في خطوط الشرف وميادين العزة حلقت روح الشهيد يحيى الشوبجي في سماوات الخلود ملتحقة بأرواح فلذات كبده الشهداء الثلاثة:أنور ومازن وشلال, في أشرف لقاء تتعانق فيه أرواح الأب وأبناء الثلاثة ممن نالوا الشهادة الواحد بعد الآخر، مسجلين ملاحم بطولية قلَّ نظيرها، فارتقوا في درجات الخلود..الأب والأبناء الثلاثة.
أبى الأب البطل يحيى الشوبجي إلاَّ أن يكمل ما بدأه أبناؤه الثلاثة الشهداء الأخيار، الأبرار، فسار على دربهم ليواجه المعتدين ويهزم الغزاة ويذود عن الأرض والعرض في ملحمة بطولية تعجز عن وصفها اللسان، ولقي ربه في أشرف موت.. وهل هناك أشرف من موت الشهداء..وفي الشهر الفضيل..وفي جبهات العزة والكرامة.
سلامٌ وتحية أيها الأب والأبناء الشهداء "آل الشوبجي" فأنتم مدرسة نادرة في التضحية والفداء، ومن حق الوطن أن يفخر بكم وبأمثالكم من أبطاله الميامين، وأن ينحني بناسه وبسهوله وجباله إجلالاً لأرواحكم الطاهرة..
ومثلما لم تُبْكِ على أولادك لحظات استشهادهم ..فلن نبكيك يا يحيى.. فإذا غادرتنا جسداً فإنك لم تمت فى حساب البطولة الخالدة..فأنت الحي فينا والحاضر في وجداننا..ولحظة استشهادك هذا اليوم هي بدء حياتك في سفر الخلود الأبدي وفي ذاكرة الأجيال التي ستتعلم منكم معنى التضحية والفداء من أجل عزة الوطن وكرامته..
وصدق الله القائل:{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }..
فنم قرير العين مع أبنائك الشهداء الأبرار..
وختاماً أقول فيك وفي أبنائك وفي كل الشهداء الأبرار ما قاله الشاعر:
يا شهيـداً أنـت حـيٌّ ما مضى دهرٌ وكانـا
ذِكْرُكَ الفـوّاحُ يبقـى ما حيينـا فـي دِمانـا