الهيئة القيادية للحزب الاشتراكي بالجنوب تبدأ اعمال دورتها الثانية دورة الوفاء لشهداء تحرير الجنوب

الثلاثاء 24 إبريل 2018 00:23:20
testus -US
بدأت صباح امس الاثنين  أعمال الدورة الثانية للهيئة القيادية للحزب الاشتراكي في الجنوب (دورة الوفاء لشهداء تحرير محافظات الجنوب) والتي تستمر يومين، وفي افتتاح أعمال الدورة التي بدأت بالوقوف دقيقة لقراءة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء- ألقى الأستاذ/ علي منصر محمد رئيس الهيئة القيادية للحزب الاشتراكي في الجنوب – كلمة رحب في مستهلها بالحاضرين متمنيًا لأعمال هذه الدورة  والوثائق المقدمة إليها، والنقاشات البناءة بأن تكون  نقطة تحول نوعية وبارزة في مسار عمل الهيئة خلال الفترة القادمة.
وثمّن في بداية حديثه الصمود الأسطوري للمقاومة الجنوبية الباسلة التي اجترحت مآثر كفاحية، وقدمت قوافل من الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية تربة الوطن وغطت رفاتهم خارطة الجنوب من أقصاه إلى أقصاه.
مشيدا بالدور الأخوي الداعم لدول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات لنجدة اليمن ومساعدته لوأد المشروع الانقلابي الحوثي العفاشي المدعوم من قبل ايران استجابة  لطلب فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، كما عبر عن تقديره الكبير لدعم الأشقاء للمقاومة الجنوبية لصد الاجتياح الغاشم الذي تعرض له الجنوب .
وأوضح أن الضمانات الأكيدة لصيانة الانتصارات المحققة ، وتحصينها، وتحقيق انتصارات جديدة، وإكسابها طابع الاستمرارية على طريق تقرير المصير للشعب الجنوبي واستعادة دولته مرهونا بإنجاز العديد من المهام، ومنها استكمال إعادة بناء مؤسسات الدولة المدنية في الجنوب على قاعدة التوافق، والشراكة الوطنية الجنوبية الحقيقية، والإسراع في استكمال إعادة بناء وترتيب الأوضاع الأمنية والعسكرية في محافظات الجنوب لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار فيها، ورفض ثقافة الإقصاء، والتهميش، والابتعاد عن أي ممارسات ضارة تستهدف شق الصف الجنوبي، وتطبيق أسس ومبادئ ونهج التصالح والتسامح في الممارسة العملية واقتران الأقوال بالأفعال، وفتح صفحة جديدة من الوئام، والتوافق الجنوبي لمواجهة المخاطر والصعوبات، والشروع في إجراء واستكمال الحوارات السابقة وبشكل جاد ومسؤول بين القوى الوطنية الجنوبية لتصويب وتوسيع قاعدة التحالفات فيما بينها، وتحويل المجلس الانتقالي الجنوبي إلى إطار سياسي جامع  لكل القوى الوطنية  الجنوبية بعد اسكمال إجراء الحوارات مع مختلف الطيف السياسي والاجتماعي الجنوبي وبناء مؤسساته على قاعدة الشراكة. 
مؤكدا أن الحزب الاشتراكي كان في مقدمة القوى التي أعلنت عن ترحيبها بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي معدّا ذلك خطوة إيجابية في الطريق الصحيح.
لافتا إلى أن الحزب الاشتراكي يدعو أيضا إلى تقريب وجهات النظر بين المكونات والقيادات الوطنية الجنوبية للوصول إلى كتلة وطنية تاريخية تستوعب كل الأطراف  على قاعدة الشراكة مع وجود الاستقلالية السياسية والتنظيمية لكل فصيل.
وقال: " إن الجنوب الذي نتطلع إليه ليس جنوب ما قبل 1967م ، ولا جنوب ما بعد 1967م، ولا جنوب ما بعد 1990م، إنه جنوب جديد بمضامين جديدة وتفكير سياسي جديد  يؤمن بالديمقراطية وبناء الدولة الديمقراطية المعاصرة". 
وتطرق في كلمته إلى معاناة المواطن جراء تردي الخدمات في ظل غياب الاهتمام الكافي من قبل الحكومة  والنخب السياسية التي طغى اهتمامها على الجانب السياسي الصرف وعدم الاكتراث لقضايا المناطق المحررة وهمومها المعيشية المتزايدة لاسيما المناطق الجنوبية.
كما نوه إلى انعدام الرعاية لأسر الشهداء والجرحى، وعدم الانتظام في دفع مرتبات الموظفين والعاملين في مؤسسات الدولة، ناهيك عن عدم الاكتراث في استكمال عملية دمج المقاومة الجنوبية في الوحدات العسكرية والأمنية، وعودة العسكريين والمدنيين المبعدين قسرًا منذ حرب صيف 1994م  وغيرها من المهام التي يتوجب أن تقوم بها الحكومة وتكون في طليعة اهتمام النخب السياسية. 
وقال:  ونعتقد بأن الوقت قد أزف للتسريع وبصورة عاجلة إلى ترتيب أوراقنا وأولوياتنا استعدادا لهذه المرحلة وما تحمله من استحقاقات سياسية والتوافق على خارطة طريق واضحة المعالم وقيادة وطنية جنوبية موحدة مسنودة بإرادة شعبنا التواق للحرية وتقرير مصيره واستعادة دولته.
وحول الشأن الحزبي التنظيمي الداخلي أكد على أهمية إعادة تأهيل وتطوير أداء المنظمات الحزبية بكامل هيئاتها ومكوناتها ومستوياتها المختلفة من الأدنى إلى الأعلى لتغدو على درجة عالية من الاستعداد لإنجاز المهام والمسؤوليات الجسيمة الملقاة على عاتقها.
ولفت إلى أن أهم المهام الملحة أمام الهيئة القيادية للحزب في الجنوب في هذه الفترة هي بلورة الاتجاهات العامة للحزب وقيادته في الجنوب والتي تحمل مضامين مشروع برنامج عمل   قادم استجابة للتحديات الوطنية الراهنة على الصعيد السياسي، واعترافا بتعددية المضامين السياسية لطبيعة القضايا واختلافها.
مؤكدا في سياق حديثه على أن هذه الدورة وبالنظر إلى أهمية الوثائق المقدمة إليها والقرارات المرتقب صدورها ينبغي أن يعقبها حركة سياسية وتنظيمية وإعلامية نشطة ونزول ميداني على منظمات الحزب في المحافظات للمساهمة في إعادة ترتيب أوضاعها استجابة لظروف المرحلة. 
وفي الجلسة المسائية استعرضت عدد من الوثائق المقدمة إلى الهيئة القيادية ومنها التقرير السياسي ، وتقارير لنشاط منظمات الحزب الاشتراكي في المحافطات ومشروع اللائحة الداخلية والاتجاهات الرئيسية لخطة عمل الهيئة القيادية لعام 2018  والتقرير الخاص بالجوانب الإعلامية والثقافية. 
ثم فتح باب النقاش أمام الأعضاء الذين قدموا ملاحظاتهم ومداخلاتهم حول تلك الوثائق.
ورفعت جلسة اليوم على أن تستكمل أعمال الدورة في الجلسة الختامية صباح يوم غدٍ الثلاثاء.