الهالك فارس مناع صاحب السجل الأوسع للمخدرات والبارود.. اتهامات دولية ونهايته بـغارة

الأربعاء 25 إبريل 2018 13:19:35
testus -US
متابعات

فارس مناع شريك المجرم عبدالملك الحوثي في مستنقعات الدماء اليمنية منذ سنوات، هو المتسبب الأول بإغراق اليمن بالأسلحة بالطرق غير المشروعة بشراكة المخلوع، عبر تهريبه كميّات كبيرة من الأسلحة لليمن، ومنه تهريبها إلى السعودية وإلى دول كان يستهدفها.

وانتهت قصة الإجرام لفارس مناع بعد مقتله الخميس، حيث قالت قناة الإخبارية قبل قليل إن القيادي فارس مناع قُتل مع صالح الصماد في الحديدة الخميس الماضي.

السلاح والمخدرات

وكان فارس منّاع أحد المقربين من علي عبدالله صالح، وبالرغم من ذلك مهدت له علاقاته الطريق لـ"مناع" لإغراق اليمن بالأسلحة والمخدرات على مرّ سنوات، كما أن "مناع" كان أحد ممولي الحوثيين بالأسلحة التي تستخدمها الميليشيا حالياً في قتل الأبرياء اليمنيين، واحتلال المدن؛ تنفيذاً لتوجيهات إيران الشيطان الأكبر في المنطقة.

وتشير المعلومات إلى أن "مناع" كان يحظى بشهرة كبيرة من ناحية الاتّجار بالسلاح داخل اليمن، حتى اعتقاله أواخر عام ٢٠١٠ على غرار خلافات بينه والرئيس السابق صالح، ووجهت له اتهامات بالتجسس لصالح الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، وتمويل الحوثيين بالسلاح، وكان في تلك الفترة شقيقه حسن مناع محافظاً لصعدة - معقل الحوثيين- الذي استقال من المحافظة تأييداً لاحتجاج أنصار "مناع" على الاعتقال الذي صاحبته تفجيرات ونيران، راح ضحيتها أبرياء ليتم تأجيل محاكمته في تلك الفترة.

سوابق أممية

وكان الإعلامي اليمني محمد المهدي قد قال لـ"سبق" في وقتٍ مضى: أدقّ وصف يمكن أن يوصف به فارس مناع أنه مهندس تسليح الحركة الحوثية والمشروع التجاري الوقفي للميليشيا، فـ"مناع" ليس بالشخصية السهلة، وهو معروف على المستوى الأممي بهذا وبشهادة الأمم المتحدة.

وتابع: وضع مجلس الأمن الدولي اسمه في قائمة مهربي السلاح إلى حركة الشباب المجاهدين الصومالية، باعتباره أكبر تجار السلاح في القرن الإفريقي، ولهذا السبب جمّدت وزارة الخزانة الأمريكية أرصدة "مناع" المالية.

تاريخ دموي

وأضاف "المهدي": أما على المستوى الداخلي فقد وضعت الحكومة اليمنية إبان عهد صالح، وتقريباً في الحرب السادسة بصعدة اسمه على رأس القائمة السوداء لمهربي السلاح في اليمن، واتهمته بدعم جماعة الحوثي بالسلاح، وكان ذلك في أكتوبر من العام 2009م، مؤكداً أن هذا التصعيد من قبل الحكومة اليمنية جاء بسبب خلافات بين الرئيس السابق صالح وفارس مناع، بعد أن تأزمت الأمور بينهما، واندلاع صراع خفي بينهما قاد في نهاية الأمر "صالح" إلى التوجيه باعتقاله من قبل جهاز الأمن القومي بداية العام 2010م.

وبسبب اعتقاله تظاهر أنصار "مناع" في العاصمة صنعاء، وسعوا إلى محاولة تحريره من الشاحنة التي كانت تقله في الطريق إلى المحكمة، وأطلقوا الرصاص، لكنهم فشلوا في ذلك، ودفع الأمر بشقيقه "حسن" إلى تقديم استقالته من عمله كمحافظ لمحافظة صعدة.

وتابع "المهدي" كاشفاً تاريخ مهرب السلاح: كان ذلك أحد مظاهر الأزمة الخفية التي وقعت بين "صالح" وفارس مناع، بعد سنوات من الشراكة في توريد وتهريب وبيع السلاح داخل اليمن وخارجه، ويحكي مقربون أن فارس مناع كان في فترة معينة الوكيل الحصري في شراء الأسلحة من قبل وزارة الدفاع بتفويض مفتوح من الرئيس "صالح" إبان سنوات حكمه.

إطلاق سراح

وبعد إطلاق سراحه من السجن في الرابع من يونيو من العام 2010م اتجه فارس مناع ليضع يده بيد ميليشيا الحوثي بكل صراحة، وكان هدفهم الأول البرلماني والوزير الحالي عثمان مجلي، ومع انطلاق شرارة الثورة الشعبية مطلع العام 2011م، كان الحوثيون قد نصبوا فارس مناع محافظاً لصعدة، بعد أن مدّ يديه لهم، وفتح ذراعيه للتعاون معهم.

ووجد "مناع" في الحوثيين ملاذاً من تبعات سنوات حكم صالح، والتخلص من إرث علاقته بصالح، فاستقوى بهم، ومكّن لهم بصعدة، وكان من أوائل من أعلن انضمامه لثورة فبراير نكاية بصالح، وبحثاً عن موقع في المشهد القادم، غير أن مهنته التي أجادها في توريد السلاح لم يستطع التخلص منها، فظل كما كان تاجر السلاح الأول بلا منازع، وبدلاً من تهريب السلاح للداخل بمساعدة رسمية من صالح كما كان في السابق، استفاد من خبرته في هذا المضمار في توريد السلاح لجماعة الحوثي التي كانت تتهيأ للانقضاض على الحكم في اليمن.

ولذلك فإن التحقيقات التي كشفتها البرازيل تشير إلى أن فترة توريد السلاح إلى اليمن كانت خلال العام 2013م، وهي الفترة التي كان فيها "مناع" محافظاً لصعدة، وهي ذات الفترة التي كانت تستعد فيها ميليشيا الحوثي لخوض تجربتها الانقلابية ضد إرادة الشعب اليمني، والتي تحققت لاحقاً في العام 2014م، بعد أن صار السلاح مكدساً في مخازنها.

واستطرد: وبسبب مواقفه التي لن تنساها له ميليشيا الحوثي، في حصولها على السلاح عن طريقه، لم يمسه أي ضرر منها، وظل بعيداً عن الاستهداف الشخصي، وأقصى ما فعلته هو تعيين محافظ جديد بدلاً عنه، بينما ظل "مناع" يتمتع بقدر كبير من المكانة لديها.