مصممة يمنية تحلم بكسر حاجز الخوف لدى الفتيات

الخميس 26 إبريل 2018 01:44:59
testus -US
العرب اللندنية

بدأت ماجدة بامحرز عملها في تصميم العباءات في العام 2013، وقامت بإنشاء محلات خاصة بذلك، في مدينة تعز جنوب غربي اليمن (275 كيلومترا جنوبي صنعاء)، من أجل توفير خدمة مميزة مختلفة عما هو متواجد في الأسواق والمحلات.

وعلى الرغم من أن مشروعها كان ناجحا بعد عملية التأسيس، وجلبت العديد من الزبائن لشراء العباءات، إلا أنها تعرضت لصدمة كبيرة مع بدء الحرب في مدينة تعز، بين القوات الحكومية والحوثيين مطلع العام 2015.

وكانت الحرب بمثابة كابوس لاحق طموح الشابة اليمنية، التي كانت تأمل وتحلم بتوسيع مشاريعها في جانب الأزياء في تلك المدينة- التي توصف بأنها عاصمة الثقافة اليمنية- رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي كان يعيشها اليمن قبل الحرب.

الشيء المحزن بالنسبة لماجدة، هو تدمير الحرب لمحلاتها في مدينة تعز، إذ تشير إلى أنه تم تدمير المحلات ونهبها، وهو ما جعلها تقرر القيام بخيارات أخرى لمواصلة طموحها في عالم الأزياء والعباءات، مهما كلفها ذلك من متاعب أو صعوبات.

وبنبرة ملؤها الحزن على الماضي والأمل من الحاضر تقول الشابة ماجدة، إنها قررت النزوح مع أسرتها بعد تدمير الحرب لمحلاتها في تعز، وانتقلت بعدها إلى العاصمة صنعاء، من أجل العيش في واقع بعيد عن أوجاع الحرب وآلام المواجهات التي خلفت في اليمن بشكل عام، مليوني نازح، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال.

وعلى الرغم من أن الحرب حولتها وأسرتها إلى نازحين بعيدين عن موطنهم الأصلي في تعز؛ إلا أن إصرار الشابة ماجدة على مواصلة تحقيق أحلامها، جعلها تقرر إنشاء محل خاص بتصنيع وبيع العباءات في العاصمة صنعاء، (الخاضعة لسلطة مسلحي جماعة أنصارالله الحوثية منذ نهاية العام 2014).

وفي هذا السياق تستطرد ماجدة “كنت مقتنعة جدا بمواصلة طموحي رغم ظروف النزوح، وقد قمت بإنشاء المحل والمعمل الخاص بتصنيع العباءات في قلب العاصمة صنعاء”.

وأضافت “قمت بعد تأسيس المحل بالعمل على ترويج منتجاتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت وفي بعض محطات الإذاعة”. وتابعت قائلة “لقد كنت أول من دخل عالم مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، من أجل الترويج لما صممته من عباءات".

 وأوضحت أنها قامت بتصوير أشكال وأنواع العباءات من أجل عرضها على الزبائن في مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن ذلك كان بمساعدة من جانب مصور محترف يدعى خالد عزام الذي كان له إسهام في هذا الجانب.

وتواصل ماجدة حديثها، بمشاعر تبدو عليها علامة الرضا، وتقول إنها “باتت حاليا لديها ماركة خاصة بها لمنتجاتها، تحت اسم ‘شيمة عبايا’، كأول يمنية تخصص لها ماركة في هذا المجال، رغم ظروف الحرب التي أدت إلى تقلص مساحات الشراء لدى السكان".

 وتشكو ماجدة من ظروف الحرب التي فرضت قيودا كبيرة على مسألة استيراد المنتجات أو السفر إلى الخارج، وهي شكوى يتحدث عنها العديد من السكان والتجار في البلاد التي تشهد حربا منذ أكثر من ثلاثة أعوام، “خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وجعلت معظم المواطنين بحاجة لمساعدات”، حسب تقديرات للأمم المتحدة.

وواصلت ماجدة حديثها بفخر عن مساندة أسرتها لها قائلة “لقد تلقيت تشجيعا مستمرا من والدي ووالدتي وأخواتي، من أجل مواصلة طموحي في مجال تصميم العباءات، وتوسيع هذا الحلم الذي ولد قبل سنوات”.

وأشارت إلى أن “مصممة يمنية تقيم في إمارة دبي الإماراتية اسمها أماني مبخوت كانت أيضا مساندة لها في مواصلة تحقيق هذا الحلم في بلد قل ما توجد به مصممات”.

وقالت إن “الدافع الأساسي للعمل في هذا المجال، هو حبها وشغفها لتصميم العباءات، مع عشقها بأن تتميز في ذلك”.

وتشرح ماجدة كيف استطاعت أن تقيم أول مهرجان عرض للعباءات في مدينة تعز قبيل الحرب، وتلفت إلى أن تلك الفعالية قد نالت استحسان الجميع، كونها كانت فكرة فريدة من نوعها، وتم تنفيذها للمرة الأولى في المدينة المكتظة بالسكان.

وتقول حول تصاميمها ماجدة إنها تعتبر خاصة ومميزة عن بقية التصميمات، “وهو ما جعل منتجاتها تلقى قبولا أكبر من الزبائن”. وتواصل قائلة “حتى لو أراد الزبون تصميما خاصا يحبه، نقوم بتلبية طلبه بإتقان، وهو حرص كبير على مواصلة الحلم وكسب ثقة الزبائن”.

وأشارت بامحرز إلى أنها فتحت مجال إقامة مهرجانات عروض الأزياء والتصميم أمام الكثير من اليمنيات، بعد أن كسرت حاجز الخوف لديهن من خلال التجربة التي أقبلت هي عليها.

 وحول الصعوبات التي واجهتها بمسيرتها في هذا المجال تضيف “كوني امرأة لم أواجه أي صعوبات.. الحمد لله، نحن في بلد ومجتمع يؤمنان بقدرات المرأة.. الحكومة والمجتمع باليمن دعما المرأة؛ لذلك لا أعتقد أن المجتمع اليمني يعيق تقدم أي فتاة لها إرادة، باستثناء أقلية فيه”.

وحول أبرز طموحاتها الخاصة، تقول ماجدة “أحلم بأن يكون اسم ‘شيمة عبايا’ ماركة عالمية، وليست فقط في اليمن”. أما في السياق العام، فتأمل أن يعود الأمن والأمان إلى اليمن، وأن تتخلص البلاد من الحرب والمأساة، وتعود إلى واقع ملؤه المحبة والسلام، بعيدا عن كل الآلام والأوجاع، وأن يصبح الوطن كما عرف دائما بــ“اليمن السعيد”.