الجنوب يكتوي بنيران فساد الشرعية وخيانتها

الاثنين 17 مايو 2021 20:15:00
testus -US

تعاني العاصمة عدن ومحافظات الجنوب أوضاعا معيشية وخدمية صعبة في ظل انتشار فساد الشرعية كالنار في الهشيم داخل المؤسسات المحلية وهو ما ترتب عليه أزمات متفاقمة في الماء والكهرباء والوقود وكافة الخدمات المرتبطة بحياة المواطنين اليومية.

عمدت الشرعية على تفريغ كافة المؤسسات من الكفاءات القادرة على التعامل مع تلك الأوضاع وأقدمت على سرقة مقدرات الجنوب وتوجيهها لقوى معادية إلى جانب الزج بآلاف المواطنين من الشمال لتضييق الخناق بشكل أكبر على أبناء الجنوب الذي وجدوا أن مقدراتهم تذهب إلى آخرين جرى الدفع بهم إلى الجنوب لتحقيق أهداف سياسية.

لم تقم الشرعية الإخوانية بأدوارها في صيانة محطات الكهرباء والتي خرج أغلبها من الخدمة ليس بسبب عدم الصيانة فحسب ولكن أيضا بسبب استمرار شح الوقود وانعدامه لأيام طويلة، في حين أن المحافظات الجنوبية قادرة على أن تضخ كميات هائلة من المشتقات النفطية بدلا من تهريبها إلى الشمال وإعادتها للجنوب مرة أخرى بأسعار وتكلفة مرتفعة، وهو الأمر الذي يتكرر أيضا مع محطات المياه التي أضحت بحاجة عاجلة إلى تحديث لضمان وصولها بشكل متواصل وصحي للمواطنين.

تستهدف الشرعية عملية التخريب المتعمدة للخدمات العامة لأنها بالأساس تواجه خطوات الجنوب نحو استعادة دولته وبالتالي فهي تعمد على تخريب كافة المؤسسات الحكومية من أجل تصعيب مهمة أبناء الجنوب في تحقيق هدفهم وعرقلة جهود المجلس الانتقالي الذي يعمل بالتوازي في مسارات مختلفة بحثا عن نصرة القضية الجنوبية.

وبالتوازي مع ذلك تحاول الشرعية الزج بأكبر عدد ممكن من مواطني الشمال إلى المحافظات الجنوبية، عبر عمليات النزوح السياسي الممنهجة وذلك لخلق ديموغرافية سياسية لإجهاض تماسك مكونات المجتمع الجنوبي في ظل التوافق الكبير على هدف استعادة الدولة وتحرير الجنوب من المليشيات الإرهابية التابعة لها.

وعلى عكس المفهوم الطبيعي للنزوح كما هو الحال في مأرب، يكتسب النزوح الشمالي إلى الجنوب طبيعة خاصة، حيث يعكف هؤلاء على البسط على الأراضي وتمديد توصيلات كهربائية مخالفة، وغيرها، ما يحرم الجنوبيين من القليل الذي لا يكفيهم.

وبينما دفع المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى تشكيل حكومة المناصفة بكل ما أوتي من قوة لسبب وحيد يتمثل في التخفيف من معاناة المواطنين، خيمت خيبة الأمل على الأوساط السياسية والاجتماعية من أدائها.

فبينما يهيمن الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، ومقربوه في الشرعية الإخوانية على وزارتي النفط والمالية، وهما الوزارتان اللتان تستحوذان على موارد الجنوب، تحرم من مواردها الذاتية، التي لا يعرف مصيرها أو أوجه إنفاقها.

وتسعى الشرعية الإخوانية إلى تأصيل منهج تكفل التحالف العربي بالاحتياجات الخدمية والمعيشية والإنسانية للجنوب، بينما تتسرب موارد محافظات الجنوب إلى حسابات قيادات الشرعية بخارج البلاد.

وتفاقمت أزمة الغاز المنزلي في مديرية بيحان، الواقعة في محافظة شبوة، وسط شح الأسطوانات، حيث يحتكر أصحاب محال بيع أسطوانات الغاز المنزلي عملية التوزيع، ويعملون على بيعها بأسعار مخالفة، قبل شهر رمضان المبارك، ويشكو المواطنون من التلاعب بأسعار أسطوانات الغاز المنزلي في المديرية، وتجاهل السلطة المحلية الإخوانية لمعاناة المواطنين.


فيما أعلنت المؤسسة العامة لكهرباء محافظة لحج، أمس الأحد، خفض ساعات التشغيل في محطاتها، وقالت مصادر عمالية بالمؤسسة لـ"المشهد العربي"، إن تخفيض ساعات التشغيل جاء بسبب عدم تزويدها بحصتها من الوقود، ولفتت إلى أن ساعات التشغيل ستكون ساعة ونصف مقابل 3 ساعات انقطاع للتيار.

وكانت كهرباء لحج قد شهدت تحسنًا ملحوظًا خلال الأيام الماضية، من خلال رفع ساعات تشغيل الكهرباء إلى 3 ساعات، مقابل ساعتين انقطاع.