الشرعية تستهدف الجنوب هربا من مأزقها في مأرب

الثلاثاء 18 مايو 2021 18:02:00
testus -US

رأي المشهد العربي

صعَدت الشرعية الإخوانية عملياتها العسكرية بحق القوات المسلحة الجنوبية في محافظة أبين خلال الساعات الأخيرة الماضية في محاولة للهروب من مأزقها في مأرب بعد أن فشلت في إتمام عملية تسليم وتسلم المحافظة إلى المليشيات الحوثية، وبدت أنها تعرضت لضغوطات إقليمية من القوى المعادية التي تدعمها دفعتها لتسريع وتيرة الزج بعناصرها الإرهابية نحو الجنوب لتخريب اتفاق الرياض عوضا عن تسليم مأرب في الوقت الحالي.

ورصدت مصادر عديدة، مساء أمس الاثنين، تحركات لعناصر من تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، لنقل تعزيزات من منطقة العرقوب إلى شقرة في محافظة أبين، وتتحرك تلك العناصر بغطاء من مليشيات الشرعية الإخوانية، وانطلاقًا من معسكراتها.

يشكل التصعيد العسكري في محافظة أبين أحد الأسلحة التي تستخدمها الشرعية الإخوانية للانقضاض على الشق العسكري من اتفاق الرياض، والذي قضى بسحب قواتها من المحافظة وهو أمر أقدمت عليه مرغمة بعد أن فشل تصعيدها العسكري الذي استمر لأكثر من عام ضد القوات المسلحة الجنوبية قبل تشكيل حكومة المناصفة باعتبارها شقا سياسيا إلى جانب البند العسكري.

يبدو واضحا أن تحالف الشرعية الإخوانية والمليشيات الحوثية في محافظة مأرب يواجه مشكلات جمة وبالتالي فإن الطرفين وجدا أن الطريقة المثلى لتخفيف الضغوط عليهما تتمثل في التصعيد بجبهات الجنوب على نحو متزامن، ما ظهر واضحا عبر تصاعد التحركات العدائية لمليشيات الحوثي الإرهابية على جبهات الضالع وكرش وثرة وحيفان، غير أن بسالة القوات الجنوبية استطاعت أن تصد الهجمات المتزامنة.

هناك أهداف عديدة لتصعيد الشرعية والحوثي ضد الجنوب، إذ أن ذلك يضمن لفت الأنظار عما جرى في محافظة مأرب التي حققت فيها القبائل نجاحات عديدة في مواجهة الطرفين معا وليس طرفا واحدا، إلى جانب تجنب الضغوطات الدولية التي تطالب بضرورة وقف العمليات العسكرية في مأرب بعد أن تعاملت الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية مع التقدم الحوثي باعتباره معرقلا لخطط السلام الدولية التي يجري طرحها الآن وتمارس أطراف عدة ضغوطا للقبول بها.

وكذلك فإن الجنوب يعد هدفا مشتركا بين الحوثي والإخوان لأن المجلس الانتقالي الجنوبي استطاع أن يجعل القضية الجنوبية رقما صعبا لا يمكن تجاوزه في أي مباحثات سلام، وأضحى الهدف الرئيسي للطرفين في الوقت الحالي محاولة بعثرة أوراق الجنوب بما يمهد لأن يكون الحل مقتصرا عليهما فقط، وهو أمر لن يقبل به الجنوب على المستوى السياسي والدبلوماسي من خلال المجلس الانتقالي أو على المستوى العسكري من خلال القوات المسلحة الجنوبية التي تصمد على الجبهات.