افتحي الباب قد كلنا نسوان !
علي شايف الحريري
في حرب ١٩٩٤ كان عمري حينها تقريبا ١٥ عام كنت مع أحد الفرق التي تقاتل تحت قيادة الفقيد البطل قايد الشنفره رحمه الله .
كانت أغلب العمليات الهجومية تتم ليلا في قرى الضالع على مواقع العدو بعد أن وصل جيش الاحتلال اليمني مشارف عدن .
وفي أحد الليالي كانت معركة حامية الوطيس يبدد ضلام الليل أصوات القواذف والرشاشات التي حولت المكان سهام حمراء تتطاير .
كان المكان أحد قرى الضالع الجبليه بعد الساعة الثانية والنصف ليلا بعد تدمير المواقع المعادية بقي هناك دار مرتفع ومحصن بسور يتحصن فيها على السطح والطوابق عناصر من قوات الاحتلال اليمني يطلقون على أنفسهم اسماء مجاهدين .
حاولت فرقتنا وقايدها بكل السبل اقتحام المكان فلم تستطيع كونه مبني بحجر وقذيفة الاربيجي وهو اقوى سلاح نملكه في المعركة لا تؤثر في الدار خاصة انه يتم الرمي من جنب مسجد والدار تقريبا ٤ دور .
حتى اننا كنا نتبادل الشتائم والسب مع العدو في الوقت الذي كنا نتبادل الرصاص .
وفي غمرة المعركة اقترح أحد المقاتلين على قايد الفرقة ان يقوم بطلوع على سطح البيت المقابل له لكي يتمكن من تصويب طلقة القواذف إلى السطح حيث يتمركز العدو .
كان القايد شجاع ومقدام وتحت غطاء ناري وبمساعدة ضلام الليل تسلل إلى باب المنزل وقام بطرق الباب.
المسافة كانت قصيرة وكل صوت كنا نسمعه بكل بوضوح حتى اننا كنا نتبادل الشتائم والسب مع العدو في الوقت الذي نتبادل الرصاص.
كان الجواب صوت إمراة قال لها لا تخافي انا فلان من صحاب قايد صالح جينا نقاتل هولا الدحاييش اريد اطلع لسطح البيت لكي ارمي عليهم .
قالت المراة مافيش حد في البيت كلنا نسوان.
قال لها افتحي قد كلنا نسوان لو كنا رجال ما كانوا دخلوا من سناح..