وول ستريت جورنال الأمريكية: كيف يزيد الحوثيون قدراتهم العسكرية الصاروخية ؟
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية في تقرير نشرته يوم الاربعاء 26 ابريل 2018 عن كيفية مضاعفة قدرات الحوثيين العسكرية والصاروخية على وجه الخصوص، في ظل هجماتهم البالستية ضد السعودية والتي شهدت ازدياداً ملحوظاً في الآونة الاخيرة.
وأشار التقرير أن اليمن كان يملك صواريخ بالستية في مخازنه الوطنية سابقاً والتي اتى العديد منها من الاتحاد السوفيتي سابقاً وكوريا الشمالية وأضحت في ايدي الحوثيين عند استيلائهم على صنعاء وبعض مدن اليمن في العام 2014. وذكر التقرير ثلاثة احتمالات وهي امكانية حصول الحوثيين على صواريخ حديثة من إيران، أو ان الحوثيين ربما عملوا على تطوير الصواريخ التي اصبحت بحوزتهم بعد احتلالهم صنعاء من طراز سكود، بغية زيادة مداها. بالإضافة إلى امكانية حصولهم سابقاً وبشكل سري على صواريخ بالستية طويلة المدى من كوريا الشمالية.
وقال التقرير "ليس من الواضح كم هو عدد الصواريخ التي بحوزة الحوثيين" غير انه رجح ان يكون العدد قريباً من المئات على الاقل فيما يتعلق بالصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، مشيراً "الى صعوبة تحديد الدقة والقوة التدميرية بالنسبة للصواريخ طويلة المدى نتيجة لإسقاطها من قبل القوات السعودية في الغالب ًقبل بلوغ أهدافها". ولفت التقرير الى ان المحللين لا يتوقعون استجابة عسكرية سعودية كبيرة للصواريخ التي أطلقها الحوثيون مؤخراً باتجاه اراضي المملكة.
"نص التقرير"
على مدى ثلاثة اعوام من الحرب بين المتمردين اليمنيين الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية، أطلق الحوثيون عدداً كبيراً من الصواريخ باتجاه المملكة، حيث يقول الحوثيون بأنهم قاموا باستهداف شركة النفط الوطنية السعودية ثمانية مرات على الاقل منذ بداية شهر مارس اذار الماضي فيما أُطلق آخر تلك الصواريخ يوم الاثنين الماضي.
وقد اعترضت القوات السعودية ما يزيد عن مائة صاروخ، غير ان القليل من الحوادث تسبب في حدوث اضرار بما فيها الناجمة عن تلك التي اُطلقت خلال شهر مارس، وذلك عندما اودت قطعة من شظايا صاروخ بحياة رجل مصري مقيم في العاصمة السعودية الرياض، وإليكم ما نعرفه عن الهجمات الصاروخية.
من أين يحصل الحوثيون على صواريخهم؟
امتلك اليمن العديد من الصواريخ البالستية في مخازنه القومية الموجودة قبل بداية الحرب. حيث سقطت تلك الاسلحة التي اتى العديد منها من الاتحاد السوفياتي سابقاً (روسيا) ومن كوريا الشمالية، في ايدي الحوثيين عندما استولوا على صنعاء ومناطق اخرى كانت تسيطر عليها الحكومة في العام 2014.
غير أنه في عام 2016 بدأ ظهور صواريخ ذات مدى اطول من اي من تلك التي عُرف عن الحوثيين امتلاكها وهو الامر الذي قاد الباحثين المتخصصين في الاسلحة لافتراض ثلاثة احتمالات وهي إما ان الحوثيين كانوا يحصلون على صواريخ جديدة من إيران، أو انهم عملوا على تطوير وتعديل الصواريخ التي (اضحت) موجودة بحوزتهم من طراز سكود، لكي يزداد مداها، أو انهم وبصورة غير معلنة كانوا يملكون سابقاً صواريخ بالستية كورية شمالية طويلة المدى.
ويقول تحالف السعودية بأن الصواريخ تأتي من إيران على شكل اجزاء وقطع صغيرة عبر ميناء الحديدة على ساحل البحر الاحمر ومن ثم يقوم الحوثيون بإعادة تركيبها وتلحيمها مجدداً.
ما الذي نعرفه بخصوص ترسانة الصواريخ الحوثية؟
ليس من الواضح كم هو عدد الصواريخ التي يملكها الحوثيون غير ان من المحتمل ان يقترب العدد من المئات، على الاقل فيما يتعلق بالصواريخ متوسطة المدى وقصيرة المدى ايضاً. حيث ان أكثر الصواريخ طويلة المدى، استثنائية قطع مسافة تزيد عن 500 ميل الى الرياض التي تم اسقاطه فيها بواسطة بطاريات الصواريخ باتريوت السعودية.
ويقول تحالف السعودية انه منذ عام 2015، تم إطلاق أكثر من 100 صاروخ في المجمل، صوب الاراضي السعودية حيث ان من الصعب قياس دقتها وقوتها التدميرية لأن القوات السعودية عادة ما قامت بإسقاطها قبل ان تضرب اهدافها.
كيف تعترض السعودية تلك الصواريخ؟
حالياً تستخدم المملكة بطاريات الصواريخ باتريوت امريكية الصنع التي تبدوا فعاليتها في الغالب، إلا انه هنالك مرات واجهت فيها تلك الفعالية علامات استفهام.
ما الذي تقوله إيران والحوثيون بشأن الهجمات الصاروخية؟
تنفي إيران ارسال صواريخ للحوثيين، غير ان مسؤولين امريكيين وبعضاً من الباحثين في شؤون الاسلحة، يقولون بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية تقوم بذلك بشكل مؤكد تقريباً حيث ان إيران هي خصم السعودية الرئيس في (سباق) النفوذ في الشرق الاوسط، واحباط اهداف السعودية في اليمن يخدم اجندتها (إيران).
ويصف قادة الحوثي الصواريخ كونها محلية الصنع بشكل كامل كما انهم توعدوا باستمرار السعي لضرب عمق الاراضي السعودية مع دخول الحرب عامها الرابع.
ما الذي يقوله السعوديون بخصوص الهجمات؟
حاول المسؤولون السعوديون التأكيد على علاقة إيران بذلك الامر حيث قام المتحدث باسم التحالف بعرض العديد من الصواريخ وحطام الصواريخ خلال مؤتمر صحافي بعد يوم من هجوم (صاروخي) على الرياض الشهر المنصرم. كما وزع تقريرا ًيفصل الصلات المزعومة بين نماذج لصواريخ ايرانية معروفة، والصواريخ التي ضربت الرياض.
ولا يتوقع المحللون استجابة عسكرية سعودية كبيرة للصواريخ التي اُطلقت مؤخراً، ومع ذلك تعرضت المملكة لانتقادات دولية لاذعة في نوفمبر وذلك بعدما اغلقت كافة الموانئ والمطارات اليمنية في اعقاب صاروخ اخر تم اعتراضه قرب الرياض.