التصعيد الحوثي في الحديدة.. طريق السلام الذي فخّخته المليشيات
فيما يتمادى الحوثيون في استهداف المدنيين على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014، فإنّ هذه الاعتداءات تبعث برسائل من قِبل المليشيات برغبتها الحثيثة في العمل على إطالة أمد الحرب.
ودفعت محافظة الحديدة ثمنًا باهظًا من جرّاء الاعتداءات المروعة التي دأبت المليشيات الحوثية الإرهابية على ارتكابها، بما كبد السكان كلفة باهظة للغاية.
ومحافظة الحديدة هي مسرح ميداني يفترض أن يشهد هدنة إنسانية انبثقت عن مسار اتفاق السويد الموقع في ديسمبر 2018، وكان يفترض أن يشمل هدنة إنسانية تخمد لهيب الحرب لكن شيئًا لم يحدث.
وعلى مدار الأشهر القليلة الماضية، توسّعت مليشيا الحوثي الإرهابية في معدلات استهداف المدنيين في محافظة الحديدة.
وكشفت إحصائية أصدرتها صحيفة البيان الإماراتية، أنّ هناك تصاعدًا في جرائم التصفية الجسدية من قبل المليشيات بحق العشرات من شيوخ القبائل في عدة مناطق بالحديدة.
وحذّرت مصادر مطلعة من مخطط حوثي جديد يرمي لإحداث فوضى لتثبيت وضع مجتمعية شاملة بما يسهل للمليشيات التحكم في إدارة المناطق الخاضعة لها.
تمادي الحوثيين في استهداف الأعيان المدنية أمر تبعث به المليشيات رسالة واضحة بعملها على إطالة أمد الحرب لتحقيق أكبر قدر من المكاسب لهذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.
ولا يبدو أن المرحلة المقبلة تتحمل مزيدًا من الصمت الأممي على الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية الإرهابية بما يشكل ذلك استهدافًا مروعًا لحياة السكان على صعيد واسع.
وهناك ضرورة ملحة لأن يُقدِم المجتمع الدولي على تغيير من فلسفته في التعاطي مع الإجرام الحوثي الغادر، وذلك من خلال اتخاذ إجراءات عاجلة تضمن إلزام المليشيات بالتوقّف عن ممارسة الخروقات والانتهاكات.