العرب اللندنية : حراك دولي ضاغط على أذرع إيران في اليمن
تظهر زيارة وزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو إلى الرياض أن تطويق التهديد الإيراني لأمن المنطقة سيكون أولوية للدبلوماسية الأميركية في المرحلة المقبلة، وأن من ملامح ذلك الضغط على أذرع إيران خاصة في اليمن، وهو ما عكسه تزامن الزيارة مع تصعيد نوعي من القوى اليمنية المدعومة من التحالف العربي لعملياتها في عدة جبهات، وخاصة استهداف قيادات حوثية نوعية لإجبار الجماعة على القبول بانتقال سياسي جدي بدل المماطلة والهروب إلى الأمام.
وصعد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن من وتيرة الاستهداف لقيادات ومراكز الجماعة الحوثية في صنعاء بالتزامن مع التحركات السياسية الدولية في المنطقة.
ونقلت مصادر إعلامية من صنعاء تعرض عدد من المؤسسات الأمنية والعسكرية الخاضعة لسلطة الحوثيين لسلسلة من الغارات الجوية، مساء الجمعة وصبيحة السبت، يعتقد أنها استهدفت قيادات أمنية بارزة.
واستهدفت الغارات الجوية للتحالف وفقا لمصادر محلية في صنعاء مباني تابعة لوزارة الداخلية في شمال العاصمة، أثناء عقد اجتماعات ضمت قيادات حوثية، عشية الإعداد لتشييع جنازة رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى صالح الصماد، الذي قتل في غارة للتحالف، الخميس، قبل الماضي في الحديدة.
وأرجعت أوساط يمنية أسباب التحول النوعي في عمليات التحالف العربي إلى عدة أسباب من بينها تفهم المجتمع الدولي لضرورة حسم المعركة في اليمن وكسر الميليشيات الحوثية تمهيدا للانخراط في أي عملية سلام، وهو الأمر الذي ساهمت في تعزيزه زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن وعدد من العواصم الغربية الأخرى.
وتوقعت المصادر عودة التنسيق العسكري والتقني الأميركي مع التحالف في ما يتعلق بملف الحرب في اليمن والذي تقلص إلى درجة غير مسبوقة عقب إقدام الإدارة الأميركية السابقة على سحب عدد من مستشاريها وخبرائها العسكريين العاملين في مقر قيادة التحالف العربي.
ولفتت المصادر إلى بروز تحولات مهمة على صعيد التقنيات العسكرية التي استخدمها التحالف العربي في قصف موكب الصماد وهو ما زاد في إرباك قيادات أنصارالله، حيث كشف التسجيل الذي بثه التحالف العربي لعملية تتبع ورصد الموكب عن تطور تقني مهم على ارتباط وثيق بخدمات الأقمار الاصطناعية العسكرية التي يبدو أن بعضها بات تحت تصرف التحالف، مع ظهور مؤشرات على استخدام طائرات من دون طيار للمرة الأولى.
ولفتت المصادر إلى دخول عامل إضافي على خط المواجهات سيفاقم خسائر الحوثيين على مستوى القيادات، بعد انضمام أنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إلى خارطة الحرب ضد الحوثيين بقيادة العميد طارق صالح ومشاركة الآلاف من ضباط وجنود الحرس الجمهوري السابق، وهو ما يوفر مصادر جديدة للمعلومات من داخل مناطق الحوثيين، يمكن أن تساهم في زيادة دقة الهجمات الجوية للتحالف وتقليل الأخطاء.
وربط مراقبون سياسيون بين زيارة وزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو للمنطقة في مستهل جولة ستشمل الرياض، وبين زيادة فاعلية العمليات العسكرية للتحالف في اليمن، معتبرين أن الموقف الأميركي والغربي عموما سيشهد تحولا محوريا في ما يتعلق بالموقف من الميليشيات الحوثية باعتبارها إحدى أذرع إيران في المنطقة.
ونقل الموقع الرسمي لوزارة الخارجية اليمنية عن منسق ملف مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأميركية نيثن سيلز، في لقاء مع وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي بباريس، الإشارة إلى موقف الرئيس دونالد ترامب عن كون إيران سبب جميع المشكلات والقلاقل في المنطقة، وأن “واشنطن تدرك أن إيران وأذرعها في المنطقة تدعم ميليشيا الحوثي بشتى الطرق”.
وأكد المحلل السياسي اليمني ووكيل وزارة الإعلام نجيب غلاب في تصريح لـ”العرب”، أن رفض الحوثيين الحل السياسي وإصرارهم على الاستمرار في الحرب يقتضيان مضاعفة الضغط العسكري والأمني، بالتضافر مع وجود عناصر جديدة في إدارة المعركة تتمثل في دخول المقاومة الوطنية لمعارك الساحل الغربي وهو الذي أثر على جبهة الساحل الغربي بشكل إيجابي وربما يقود إلى تحرير ميناء الحديدة.
ونوّه غلاب في تصريحه لـ”العرب” إلى تحول مهم في المشهد العسكري والأمني مصدره الشبكات المؤيدة لانتفاضة الثاني من ديسمبر 2017 التي قادها الرئيس اليمني الراحل، حيث أصبح اليوم جزء منها متغلغلا داخل بنية الحوثيين وهو ما ساعد على اختراق الجماعة.