المباحثات السعودية - الأمريكية.. هل تضع لبنة أولى على طريق إنهاء الحرب في اليمن؟
يبدو أن تطابقًا في الرؤى يسود بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، فيما يخص الدفع نحو المضي قدمًا إحداث حلحلة سياسية طال انتظارها من أجل وضع حد للحرب التي طال أمدها.
الحديث عن مباحثات سعودية أمريكية، عقدها جرت عبر الهاتف بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، وقد ناقشت جهود إحلال السلام في اليمن.
وخلال هذه المحادثات الهاتفية، جدد وزير الدفاع الأمريكي، التزام بلاده بدعم السعودية في الدفاع عن أراضيها وشعبها، كما تم بحث الجهود السياسية لإنهاء الحرب في اليمن.
في سياق سياسي متصل، التقى السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينج، والمبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث.
وبحث اللقاء التحركات المشتركة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، باعتباره أولوية إنسانية، كما تم التطرق إلى جهود تخفيف معاناة المدنيين والتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة.
المباحثات السعودية الأمريكية تندرج في إطار جهود إقليمية ودولية تُبذل من أجل إحداث حلحلة سياسية ترمي إلى وضع حد للحرب في اليمن، التي أشعلتها المليشيات الحوثية الإرهابية وخلّفت أزمة إنسانية مصنفة بأنها واحدة من أشد الأزمات بشاعة على مستوى العالم.
ولا شك أن المباحثات الجارية في هذا الإطار تُبنَى على مبادرة وقف إطلاق النار التي طرحتها المملكة العربية السعودية في مارس الماضي، وسعت لوضع لبنة أولى في مسار الحل السياسي.
وتضمنت المبادرة السعودية، وقف إطلاق النار بإشراف الأمم المتحدة وإجراءات لإعادة فتح مطار صنعاء ورفع القيود التجارية عن ميناء الحديدة، يليها عقد محادثات للتوصل إلى حل نهائي للأزمة.
ودعت المبادرة إلى إيداع الضرائب والإيرادات الجمركية من السفن التي تحمل النفط إلى ميناء الحديدة في حساب مشترك للبنك المركزي وإعادة فتح مطار صنعاء بشكل محدود وبدء محادثات السلام بوساطة الأمم المتحدة.
وفيما توجد حاجة ماسة لأن يتم الدفع نحو إحداث حلحلة سياسية تخمد لهيب الحرب، فإن إنجاح مسار كهذا يرتبط بضرورة إقدام المجتمع الدولي على ممارسة أكبر قدر من الضغوط على المليشيات الحوثية، بما يجبرها على وقف الحرب بشكل إلزامي.
يرتبط ذلك بضرورة التعلم مما جرى مع اتفاق السويد الذي وقع في ديسمبر 2018، ونُظر إليه بأنه خطوة أولى في طريق الحل السياسي، لكن المليشيات الحوثية أفشلت هذا المسار عبرارتكابها أكثر من 16 ألف خرق وانتهاك، فضلًا عن موجات تصعيدية متوصلة لم تهدأ وتيرتها في شن الاعتداءات على الأعيان المدنية في السعودية.
استنادًا إلى ذلك، فإن الكرة الآن في ملعب المجتمع الدولي الذي يبقى مطالبًا بالضغط على الحوثيين بشتى الطرق، لا سيّما أن المليشيات تعاطت - ولا تزال - بسلبية شديدة مع المبادرة السعودية، وذلك عبر التوسع في هجماتها الإرهابية التي استهدفت المملكة.