رسائل مركزية من الرياض وعمّان تركها بومبيو في الشرق الأوسط
وهو يغادر تل أبيب إلى عمان حيث اختتم جولته في الشرق الأوسط، لم يجد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ما يدعوه للمرور برام الله، كما اعتاد معظم من سبقوه في منصبه وفي مواقع المتابعة الأمريكية للملف الفلسطيني.
تفسير صحيفة “نيويورك تايمز” لهذا القفز الأمريكي عن السلطة الوطنية الفلسطينية هو أن “أزمة غزة لم تترك للطرفين، بومبيو ومحمود عباس، ما يمكن بحثه”.
ويعني ذلك أن غزة باتت الآن تتحرك سياسيًا في معزل عن السلطة الفلسطينية برام الله، وهي التي تنهمك الآن بترتيبات انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في دورة ستغيب عنها عدة فصائل فلسطينية رئيسية بينها حماس والجبهة الشعبية، ما يعني بالنسبة لبومبيو أن ليس لدى رام الله ما تمنحه أو تمنعه في هذه المرحلة.
الملف الفلسطيني في الجولة
حصة الملف الفلسطيني في جولة بومبيو بالمنطقة كانت موجودة في لقاءات وزير الخارجية الأمريكية بالرياض وتل أبيب وعمان، لكنها كانت مشوبة بالحرج بسبب قرب افتتاح السفارة الأمريكية في القدس وما تردد خلال الأيام القليلة الماضية عن احتمالات أن يتم الافتتاح بوجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وما يعنيه ذلك من اعتبارات سياسية ومعنوية ألقت بظلالها المتفاوتة على محادثات بومبيو في العواصم الثلاثة الرياض وتل أبيب وعمان.
إطار شامل للمنطقة أساسه مواجهة إيران
وفي المقابل، حظي الملف الإيراني في جولة بومبيو بموقع الصدارة المطلقة في سياقات البحث عن إطار جديد شامل للشرق الأوسط تتقاطع فيه عناوين النووي الإيراني والتدخل الإيراني في سوريا والعراق واليمن، فضلاً عن عنوان الإرهاب الذي وصفه بومبيو بأنه “امتياز أولوية” لإيران على المستوى الدولي.
في عمان، وفي المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قال وزير الخارجية الأمريكي أن الولايات المتحدة ستدعم حل الدولتين، مشيرًا إلى أنه الأقرب إذا اتفقت الأطراف المعنية على “صيغة معينة”، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية بترا.
ونقلت الوكالة عن بومبيو أن حدود إسرائيل لم تحدد بشكل نهائي بعد، ولم تقرّر القدس عاصمة لإسرائيل، مضيفًا أن “صفقة القرن” ستكون بالاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بينما تلتزم الولايات المتحدة بتسهيل الأمر والعمل مع الأردن لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
قراءة في العناوين
وفي ضوء ما جاء مختصرًا في المؤتمرات الصحفية المشتركة لبومبيو في الرياض وتل أبيب وعمان، فإن عناوين الصحف والشبكات الدولية، أعطت خلاصات مركّزة للبيئة السياسية الجديدة في الشرق الأوسط وهي التي اتفقت كل التحليلات على أنها العنوان العريض للسياسة الأمريكية الجديدة في نقطة تتركز على مواجهة إيران، وتشكيل تحالف دولي إقليمي جديد لتنفيذ هذا الهدف الذي يغطي أيضًا الملف النووي الإيراني وموضوعه الإرهاب.
صحيفة نيويورك تايمز عنونت اليوم بالقول: بومبيو يرى أن سلوك إيران أصبح أسوأ بعد اتفاقية النووي.
فيما عنونت صحيفة “يو أس اي توداي” بأن بومبيو لديه تأكيدات بأن “الرئيس الكوري الشمالي كيم يونغ لا يعنيه أن تتخلى الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي مع إيران”.
وأخذت صحيفة “الواشنطن بوست” من زيارة بومبيو للسعودية قوله إن الولايات المتحدة يُقلقها تمامًا ما تفعله إيران في إشاعة عدم الاستقرار بالمنطقة.
وبنفس المعنى عنونت “لوس أنجلووس تايمز” عن زيارة بومبيو للسعودية بقوله إن “إيران هي الراعي الدولي الأكبر للإرهاب”.
فيما عنونت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية الأمريكية، بقول بمومبيو إن “الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاقية النووية إذا لم يجر تعديل تلك الاتفاقية”.
ومن زيارته لتل أبيب عنونت “الواشنطن بوست” بقول بومبيو إن “الولايات المتحدة تقف مع السعودية وإسرائيل ضد التهديدات الإيرانية”.
أما صحيفة “هآرتس” العبرية فقد عنونت عن زيارة بومبيو بالقول على لسان وزير الدفاع “إن إسرائيل ستستمر بالعمل والتحرك في سوريا بحريّة”.
كما نشرت “هآرتس” تقريرًا آخر عن الزيارة عنونته “بومبيو أدهش نتنياهو في درجة تشدده تجاه إيران وفي الذي لم يقله عن الفلسطينيين”.
أما صحيفة “جيروزاليم أون لاين” الإلكترونية فقد أخذت من بومبيو قوله إن اسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها.
فيما اختارت صحيفة “إيرانيان” الإيرانية باللغة الإنجليزية جانبًا آخر للوضع الإقليمي المتوتر، وأخذت من جولة بومبيو عنوانًا يقول: “هل يساعد غموض الموقف الروسي في منع إسرائيل من شنّ حرب على إيران”.