فاجعة مأرب.. رسالة حوثية للمجتمع الدولي برفض السلام
وجهت المليشيات الحوثية رسالة واضحة للمجتمع الدولي برفض أي محاولات تضغط عليها للجلوس على طاولة المفاوضات، وذلك بعد أن استهدفت محطة وقود مكتظة بالسيارات والمواطنين في محافظة مأرب ما أدى إلى مقتل 21 شخصا بينهم طفلة تفحمت جثتها، تزامنا مع وصول وفد عماني إلى صنعاء لبحث إمكانية وقف إطلاق النار.
وأطلقت المليشيات الحوثية الإرهابية، أمس السبت، صاروخ باليستي على محطة وقود في حي سكني بمدينة مأرب، وأظهرت صور بثتها وسائل إعلام مختلفة حجم الدمار الذي حل بالمنطقة التي سقط بها الصاروخ، غير أن المشهد الأبرز كان لجثة طفلة متفحمة تدعي ليال طاهر محمد عايض تبلغ من العمر خمسة أعوام.
وتطالب منظمات حقوقية بضرورة تدخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لحماية أكثر من ثلاثة ملايين نازح ومقيم في محافظة مأرب جراء إرهاب المليشيات الحوثية ووقف جرائمها المروعة، في الوقت الذي تواجه فيه الهيئات الإغاثية صعوبات بالغة في الوصول إلى المتضررين جراء الضربات الحوثية المستمرة.
وترفض المليشيا المدعومة من إيران، إيقاف عدوانها على أهالي مأرب منذ أن شنت عمليات عسكرية واسعة في شهر فبراير الماضي، في ظل صمود أبناء القبائل دفاعًا عن محافظتهم بالتوازي مع دقة الضربات الجوية التي وجهها التحالف العربي للمليشيات، وكانت سببا مباشرا في وقف زحفهم نحو مدينة مأرب، آخر معاقل الشرعية الإخوانية في الشمال.
ويشير توقيت إطلاق الصاروخ الذي تزامن مع تصعيد متوازي على الأرضي السعودية، إلى أن العناصر المدعومة من إيران ليس لديها النية في الجلوس على طاولة المفاوضات في الوقت الحالي، وأنها مازالت ترفع شعار "إطالة أمد الحرب" بكافة الوسائل التي تمتلكها حتى مع تعرضها لضغوطات متصاعدة خلال الأيام الماضية من جانب قوى إقليمية عديدة.
يواصل الوفد العماني الذي يزور صنعاء سلسلة لقاءات مع قيادات مليشيا الحوثي لمناقشة تفاصيل الخطة الأممية المعدلة بشأن ترتيبات الوضع الإنساني ووقف إطلاق النار.
وحذر الوفد القيادات الحوثية من عزلة دولية في حال رفض مقترحات السلام المعروضة أمامهم، وألمح إلى أن يواجه ضغوطات لقطع قنوات الاتصال معهم في حال استمروا في رفض خطط السلام.
وبحسب مصادر مطلعة فإن وفد سلطنة عمان عرض مقترحات وضمانات بشأن تنفيذ بنود خطة السلام المتعلقة بالوضع الإنساني والاقتصادي ووقف إطلاق النار وصولا إلى جمع الأطراف اليمنية على طاولة مفاوضات برعاية الأمم المتحدة.
وكثفت الولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة ضغوطا على المليشيات للانخراط في السلام، ودعت كاثي ويستلي القائمة بأعمال السفير الأمريكي في اليمن، اليوم الأحد، الحوثيين إلى الموافقة على وقف فوري لإطلاق النار، والعمل من أجل إحلال السلام في اليمن.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد شدد مؤخرًا على أن إيجاد حل شامل للنزاع في اليمن على رأس أولويات بلاده.
وكذلك طالب السفير البريطاني لدى اليمن، مايكل آرون، مليشيا الحوثي الإرهابية بإيقاف هجومها في محافظة مأرب، ودعا في بيان، اليوم الأحد، إلى الانخراط بجدية مع مفاوضات الأمم المتحدة، مشددًا على أن وقف النار يمنع الخسائر المأساوية.