تحذيرات من تشكيل ائتلاف جنوبي جديد موالي للشرعية
وسط أنباء عن اعلان خلال الساعات القادمة عن تشكيل مسمى( الائتلاف الوطني الجنوبي)، يضم قيادات ورجال اعمال وشخصيات ووجاهات موالية للشرعية.
اذا صح هذا الكلام فهو النهاية الحتمية للشرعية التي تركت شعبها وذهبت لتأسيس كيانات جهوية ومناطقية لدعمها واصباغ الشرعية عليها...هذه الخطوة تضرب فكرة الدولة الوطنية التي من المفترض ان الشرعية تمثلها وتؤسس لعصبيات جديدة في البلاد بدعم من خزينة الدولة....لماذا تلجى الشرعية لانفاق الاموال لتأسيس كيانات مناطقية لدعمها بينما تترك الشعب بدون مرتبات وخدمات وهو الذي يفترض ان تستمد الدعم والشرعية منه...خطوة كارثية تهدد المشروع الوطني الذي ناضل اليمنيين من اجله واشعلوا الثورات وقدموا الدماء في الوصول اليه ليجدوا انفسهم امام قيادة فاشلة تؤسس كيانات مناطقية وتنفق الاموال على المرتزقة بحثا عن الشرعية التي لا يمكن ان تستمدها الا من مشروع وطني حقيقي ومن شعب توفرت له كل سبل العيش الكريم.
اننا امام خطر عظيم يقوده مجموعة من الاطفال المراهقين داخل الشرعية تساندهم قيادات حزبية بلاافق ولا رؤية يتمثل في توظيف المال العام لدعم تأسيس كيانات وائتلافات مناطقية وجهوية في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد لاذابة كل هذه العصبيات التي تهدد كيان الدولة الوطنية تحت اطار مشروع وطني جامع ومرضي من الجميع..
قبل عدة اشهر حينما سمعت بخبر تأسيس الشرعية لمكون جنوبي..تواصلت مع مدير مكتب الرئاسة عبدالله العليمي ونصحته بعدم الاقدام على هذه الخطوة لانها تهدد فكرة الدولة الوطنية التي يفترض ان الشرعية تمثلها ..وقلت له اذا تشعروا انكم غير مقبولين في الجنوب فعليكم ان تتجهوا الي الشعب وتعملوا على تحسين الخدمات ودفع المرتبات وتحقيق الامن ومصارحة الناس بكل شفافية بالعقبات التي تقف امامكم واضمن لكم تاييد مطلق وتكوين حاضن اجتماعي لتحركات الحكومة الشرعية في الجنوب واخراس خصومكم... اما انكم تتركون الشعب وتتركون وظيفتكم كدولة وتذهبون لتأسيس كيانات مناطقية جهوية فانتم تعملون على تفكيك البلاد وتساهمون في ازدهار الكيانات المناطقية التي تضرب فكرة الدولة ومشروعها..وحذرته من خطورة الاقدام على ذلك..
لكن يبدو من المنشور السابق الذي يوزعه اخواننا في الاصلاح عبر الواتس ان العليمي وربما حزبه الاصلاح هم من يقف خلف فكرة الكيان الجنوبي الجديد الذي يريدون به ضرب المجلس الانتقالي لكنهم ومن حيث لايدرون وبغباء فضيع يضروبون فكرة الدولة الوطنية اليمنية ويعملون على تفتيتها..وهذا يؤكد ان الشرعية في وضعها الحالي ليست سواء مجموعة عصبيات سياسية وايدلوجية ومناطقية لم تتحول بعد الي حامل وطني لمشروع الدولة اليمنية الاتحادية الجديدة.
*رئيس مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية والاعلام