تكراراً لتجربة حضرموت.. تعز تنتصر للشرعية ضد تحالف الإصلاح وهادي
وصلت تعز، ظهر الاثنين، اللجنة العسكرية التي شكلها قادة التحالف العربي في عدن لنزع فتيل التوتر في المحافظة، بعد أن كانت وسائل إعلام ذات ارتباط بحزب الإصلاح أعلنت أن الرئيس هادي أوقف اللجنة أو بالأصح منعها من التحرك صوب تعز.
اللجنة التي يرأسها نائب رئيس هيئة الأركان، وتضم قائد المنطقة الرابعة، ومدير الاستخبارات العسكرية، وصلت تعز، وتحول الحديث في ذات الإعلام المقرب من الإصلاح أن اللجنة شكلها الرئيس هادي رغم أن لقاء أعضاء اللجنة مع قادة التحالف كان معلنا وتم نشر صور للاجتماع أيضاً.
وخلال أيام الاستباك بين وحدات محسوبة على الإصلاح وكتائب أبي العباس، لم يحدث أن تواصل الرئيس هادي أو نائبه علي محسن بمحافظ تعز للاطلاع على ما يجري، كما حصل بعد دخول التحالف العربي على الخط وبحثه مساراً لوقف التصعيد وتمكين أدوات الدولة من استعادة المؤسسات المحتجزة تحت تصرف الفصائل العسكرية.
غير أن الأخبار أشارت اليوم إلى أن محافظ تعز اتصل بالرئيس هادي وأطلعه على التطورات، في خطوة إضافية للمحافظ الذي يريد استعادة الدولة والمؤسسات في المحافظة المنكوبة.
خرج اجتماع التحالف واللجنة العسكرية بتكليف الشرطة العسكرية باستلام المقرات التابعة لوزارة الدفاع والمقرات المدنية لقوات الأمن الخاصة التي لم يسمح لها الإصلاح سابقاً بالدخول إلى المدينة وبقيت في ريف تعز الجنوبي ينقصها الكثير من إمكانات العمل الأمني المادية، ويصفها أن "بقايا النظام"، وأن المحافظ يسعى عبرها لـ"إعادة بقايا النظام".
بينما كان الإصلاح ومعه الرئيس هادي مع خيار الذهاب بالعمل العسكري إلى النهاية وانتزاع المقرات من كتائب أبي العباس وإرغامها على الخروج إلى مناطق تموضع اللواء 35 مدرع في المنطقة الواقعة بين المسراخ وحتى هيجة العبد.
أدار قائد كتائب أبي العباس المعركة بذكاء كبير استطاع امتصاص صدمة الهجوم في يومه الأول رغم صمت المحافظ تحت ضغط غشامة قوة الإصلاح في الميدان وتأخره في الخروج بموقف إلى رابع أيام المواجهات بعد أن استقبل أبو العباس الذي أعلن أنه مع كل تحركات المحافظ وقراراته ليضع الإصلاح فى مأزق الموافقة على اتفاق يشرك قوات أبي العباس في الحملة العسكرية وعملية تسليم المقرات لقوات الأمن الخاصة والشرطة العسكرية رغم أن الشرطة العسكرية قاتلت إلى جانب وحدات الإصلاح.
اقترح قائد المحور نشر قوات اللواء الخامس حرس رئاسي الذي يقوده العقيد السلفي جناح جمعية الحكمة عدنان رزيق، والمرتبط بالدوحة والمدعوم بقوة من ناصر هادي، في نسخة أخرى من مهران قباطي في عدن، نشر قواته في مربعات كتائب أبي العباس من أن يكون التسليم لقوات الأمن الخاصة لاحقاً كونها لاتملك الإمكانات الكافية للانتقال إلى قلب المدينة.
انشغل الرئيس هادي بتمكين اللواء الخامس حرس رئاسي في تعز وإحلاله بدلاً عن قوات أبي العباس السلفية في محاولة لاستنساخ معركة عدن ومهران القباطي في تعز دون أي اعتبارات لوجود قوات الحوثيين على مرمى حجر من آخر مترس لمقاتلي أبي العباس شرقي تعز.
ما لم يدركه هادي والإصلاح أن محاولة ابتلاع تعز لم تعد ممكنة حاليا مهما تعددت وحدات الإصلاح فى أطراف وعمق المدينة وأن عصا الشرعية التي سلمها هادي لخالد فاضل ليضرب بها من يريد في تعز لم تعد تنطلي على أحد.
فاجأ أبو العباس الجميع ومنهم المتربصون بتسليمه كل المقرات التي تحت سيطرته لقوات الأمن الخاصة والشرطة العسكرية، وحين وصلت اللجنة العسكرية تعز قادمة من عدن كان أبو العباس قد أنهى الجانب الأهم من التزامه للمحافظ ولأبناء تعز وسحب قواته إلى جبهات القتال على التماس مع الحوثيين.
وحسب إحصاءات لنشطاء، فإن أكثر من 70% من مؤسسات الدولة ومقراتها تحت سيطرة فصائل الإصلاح، وعليه يجب على هذه الفصائل أن تسلم كل ما تحت يدها لقوات الأمن الخاصة بعد أن أعلنت الإمارات تكفلها بتوفير الدعم اللازم لهذه القوات لممارسة مهامها بالشكل المطلوب.
خسر هادي محاولته زرع لواء عدنان رزيق الرئاسي في شرق وقلب تعز وخسر الإصلاح استدراج أبي العباس إلى مواجهة مفتوحة، وخسر المحافظ من اليوم ود الإصلاح وربحت الإمارات معركة جديدة مع هادي خارج جغرافيا الجنوب.
في تعز، تحولت البوصلة نحو مطالبة الإصلاح بتسليم كل ما هو تحت سيطرته من مقرات عامة وخاصة، وأصبح خيار خالد فاضل محاولة أخرى لنقل المعركة إلى جغرافيا جديدة فى تعز، وهو ما حصل اليوم برفض مسلحي حزب الإصلاح تسليم مقر إدارة السلطة المحلية في مديرية المسراخ مسقط رأس المحافظ لمدير المديرية الجديد بحجة أنه مؤتمر شعبي عام.
عمليا أصبح مهام اللجنة العسكرية القادمة من عدن توجبه أوامر عسكرية لوحداتها في تعز بتسليم مقرات الدولة وإعادة التموضع في الجبهات أو إعلان هذه الوحدات بأنها متمردة، وهي المعادلة التي يحاول الاصلاحيون امتصاصها ويطالبون نشطاءهم بعدم منح المحافظ فرصة للتنفس.
* نيوز يمن