في أسرع أستجابة.. الإمارات تنفذ أكبر مشروع مياه في القبيطة بلحج
في أول وأسرع أستجابة تشهدها مديرية القبيطة بمحافظة لحج، بعد أن ضربتها، موجة جفاف غير مسبوقة، تقوم الإمارات العربية، عبر ذراعها الإنساني الهلال الأحمر الإماراتي، بتنفيذ أكبر مشروع مياه في "القبيطة.
وحرصا من "الهلال الأحمر الإماراتي" على إنجاز مشروع المياه في فترة وجيزة، كلف فريق من كوادره ،بالقيام بزيارات تفقدية ،بشكل يومي، لسير العمل في مشروع المياه الذي ينفذ بتمويل من قبله، وسط مناطق سوق الربوع والدخينة والثعابنة وشوحط وبني حميد، في مديرية القبيطة بمحافظة لحج ،والتي تعد من أكثر المناطق حرمانا من مشاريع المياه ، وأكثرها تضرراً من موجة الجفاف التي عصفت بالمديرية خلال السنوات الماضية، وأدت الى نضوب الآبار وخلو الخزانات الصغيرة التي بناها المواطنون من المياه.
وأوضح مسؤول ملف لحج في الهلال الأحمر الإماراتي بعدن ، سالم المحرزي، أنه تم قطع شوط كبير في تنفيذ مشروع المياه، المتمثل في حفر بئر أرتوازية وأربعة خزانات مسلحة كبيرة للمياه، متوقعا الأنتهاء من أعمال التنفيذ بشكل كامل خلال الأيام القليلة القادمة.
وأشار رئيس فريق الهلال الأحمر في عدن إلى أن تنفيذ مشروع المياه ،جاء تقديراً للأوضاع الصعبة التي يعيشها أهالي المديرية نتيجة أنعدام المياه في مناطقهم، وصعوبة جلبها من أماكن تبعد عن مناطقهم حوالي 8 كيلو متر ، وأستجابة لمناشدة الأهالي، الذين ارهقتهم المعاناة اليومية في جلب المياه من أماكن بعيدة جدا عن منازلهم.
مؤكداً أن "الحفّار" الذي تم أحضاره من قبل الهلال الأحمر الإماراتي للمديرية، يواصل عمله في حفر البئر بوتيرة عالية ،ولن يغادر مديرية القبيطة حتى ينبع الماء الذي يغطي أحتياجات الأهالي.
هذا وقد أستقبل الأهالي في تلك المناطق فريق الهلال الأحمر الإماراتي بالهتافات لإمارات الخير، ولمؤسسها زايد الخير، وبالتصفيق الحار، وبالحفاوة والترحيب الكبيرين، معبرين عن سعادتهم البالغة بمشروع المياه ،وبمتابعة الفريق لسير أعمال التنفيذ فيه.
وأكدوا أن مشروع المياه الكبير ، سيحفظ في نفوسهم، الجميل الذي قدمه لهم الأماراتيين وسيبقى في ذاكرة الأجيال، خاصة بعد أن طال بهم أمد المعاناة من أنعدام مياه الشرب في مناطقهم، بصورة غير مسبوقة.
ويروي الأهالي قصص مؤلمة وحزينة عن معاناتهم، جراء أنعدام المياه، والبحث عنها وجلبها من أماكن بعيدة ،خاصة الأطفال وكبار السن من النساء والرجال، حيث أكدوا وقوع ضحايا من أطفال ونساء المنطقة ،وهم يبحثون عن الماء في منحدرات الجبال، وبعضهم أصيبوا بإعاقات جراء سقوطهم من أماكن مرتفعة ناهيك عن وقوع حالة أنتحار مؤخراً ..وهو ما يشير إلى أن أزمة المياه في تلك المناطق بلغت حداً لا يطاق.
وعبر الأهالي عن شكرهم لدولة الإمارات، ولذراعها الأنساني الهلال الأحمر لهذه المكرمة الغالية،التي أنقذت الأطفال وكبار السن والنساء، من المعاناة اليومية التي يتكبدونه، في سبيل الحصول على الماء، من أماكن تبعد عن مناطقهم من 8- 5 كيلو متر ،والتي تتطلب منهم صعود جبال شاهقة والنزول منها، ذهابا وأيابا، والمرور في منحدرات وهاويات مرعبة.
الجدير بالذكر أن العديد من المنظمات الإنسانية والأغاثية ،المحلية والعربية والدولية، قامت بعشرات الزيارات لمديرية القبيطة، منذ عام 1985، إلا أنها لم تنفذ أي مشروع فيها ،بحجة صعوبة نقل المعدات والأدوات والمواد الغذائية إلى المديرية، جراء وعورة ومشقة الطريق إلى مناطقها، فيما قامت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عقب زيارة فريقها بعدن إلى "القبيطة"، بالأستجابة السريعة لمتطلبات المواطنين، خاصة في جانب المياه والمواد الغذائية ،وتحمل فريقها الكثير من المعاناة وتعرض لحادث مروري أدى لأنقلاب وتدمير أحدى المركبات التي كانت تقل خزانات المياه إلى المديرية.
من جهة أخرى وزع الهلال الأحمر الإماراتي ، 200سلة غذائية للأسر الفقيرة في مناطق الربوع والدخينة وعدد من المناطق المجاورة لهما في مديرية القبيطة، الأمر الذي جعل المواطنين يتنفسون الصعداء ويبدون فرحهم الكبير ، بهذه السلال الغذائية التي وصلت الى قراهم البعيدة المتناثرة في رؤوس الجبال لأول مرة في حياتهم.
مجددين العهد لإمارات الخير، بالوفاء لهذا العطاء المتجدد، الذي يعبر عن عمق علاقات الأخوة بين الشعبين الشقيقين، اليمني والإماراتي.