في عيد العمال ..سباق بين الشرعية والانقلاب على تهنئة عمال دون عمل وموظفين بلا رواتب
لا يفوت مسؤولي الحكومة الشرعية والمليشيا الانقلابية، مناسبة دون التنافس بينهم على ايهم اشد بشاعة من الاخر في المتاجرة بمعاناة اليمنيين المطحونين بالحرب منذ اكثر من ثلاثة اعوام.
اخر هذا السباق وفي مفارقة مثيرة للاستغراب، سيل التهاني المنهمرة على عمال اليمن بمناسبة العيد العالمي الذي يصادف الاول من مايو من كل عام، وكأن هؤلاء العمال من غمرة انشغالهم لم يصدقوا انهم وجدوا فرصة للراحة من زحام العمل وفرصه العديدة المتاحة امامهم!!.
تتعامى الشرعية والانقلاب على حد سواء، ان عمال اليمن باتوا بلا اعمال، والغالبية الساحقة من موظفي الدولة دون رواتب منذ حوالي عامين، ولم يكن ينقصهم ان يهنأهم من تسببوا لهم في هذه المعاناة بالمناسبة، الا لصب اللعنات عليهم.
برقيات التهاني افتتحها رئيس ما يسمى المجلس السياسي للانقلابيين الحوثيين، مهدي المشاط، ببرقية تهنئة للعمال اليمنيين بالعيد العالمي، لتدرك الحكومة الشرعية ضرورة ان يكون لها حضور في مضمار المنافسة على الآم اليمنيين، ولا بد من تسجيل موقف اعلامي، وهو ما حدث ببرقيات من رئيس الجمهورية ونائبه ووزراء اخرين في الحكومة الشرعية.
جميع البرقيات بالطبع كانت فرصة للطرفين لتبادل الاتهامات ورمي كل طرف المسؤولية على الاخر، اما من هم محور التهاني فهم مجرد هامش على المتن السياسي والرسالة المراد ايصالها، ولم يتفضل احد القيادات في الشرعية او الانقلاب بالتلميح او التصريح او الوعد، ان هناك حلول للعمال ورواتب الموظفين.
وبحسب تقارير أممية فأنه تم تسريح 70% من العمالة لدى شركات القطاع الخاص، وارتفعت نسبة البطالة في اليمن الى اكثر من 60% وفق البنك الدولي، كما ان هناك 70% من موظفي الدولة دون مرتبات منذ حوالي عامين، حيث يقتصر صرف الحكومة الشرعية للمرتبات على المناطق المحررة التي تمثل 30% من اجمالي سكان اليمن.
وتؤكد عدة تقارير ووقائع ميدانية، ان الظروف المعيشية للموظفين والعاملين اليمنيين، وتدهور اوضاعهم المعيشية، اضطرتهم الى الالتحاق للقتال في الجبهات وشكل بيئة خصبة للأطراف المتقاتلة لاستقطاب وتجنيد أعداد هائلة من السكان الباحثين عن أي فرصة دخل تمكنهم من توفير الاحتياجات لعائلاتهم.
وبين تهاني وتصريحات قيادات الحكومة الشرعية والانقلابيين، بمناسبة عيد العمال، تتسع معاناة اليمنيين مع طول امد الحرب وتعنت الطرفين، وفوق كل ذلك اضيف لهذا العبء عودة الاف المغتربين اليمنيين من السعودية بعد الاجراءات التي اتخذتها المملكة مؤخرا لسعودة كثير من الوظائف.