تسليم 20 مرفقا حكوميا من أصل 60 يسيطر عليها الإصلاح بتعز

الأربعاء 2 مايو 2018 11:18:37
testus -US

لم تمض سوى ساعات من توقيع اتفاق التهدئة بين الفصائل المتصارعة في تعز، حتى عاودت جماعات حزب الإصلاح انتشارها في عدد من شوارع المدينة وتمركزها في مبان حكومية قضي الاتفاق بتسليمها. 
وقال لـ«الأيام» شاهد عيان مساء أمس إن «مليشيا الاصلاح أعادت التوتر لمنطقة باب موسى، وقامت بالانتشار واستحدثت المتارس مع تمركز للقناصة واغلاق للمحلات التجارية». 
وتأتي هذه التطورات متزامنة مع اجتماعات مكثفة تعقدها اللجنة الرئاسية التي بحثت في اجتماع لها صباح أمس الإجراءات الخاصة بتثبيت الأمن والاستقرار وتطبيع الحياة العامة في تعز. 
وقال نائب رئيس هيئة الأركان صالح قائد الزنداني إن الجيش والمقاومة الشعبية يسيطران على 85 % من أراضي تعز التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة. 
وأبدى قائد المحور العسكري في تعز اللواء الركن خالد فاضل استعداد الجيش لإخلاء كافة المؤسسات وحمايتها لأداء مهامها. 
وقال إن «أبطال الجيش الوطني الذين يضحون بأرواحهم للدفاع عن تعز سيكونون في المقدمة وعوناً لتطبيع الحياة العامة وحماية حقوق المواطنين وتثبيت الأمن والاستقرار». 
وتأتي هذه المحاولات لإخوان اليمن استباقا للتحوّلات الكبيرة التي تشهدها الأوضاع الميدانية في اليمن ككلّ باتجاه هزيمة الحوثيين وتراجعهم أمام القوات المدعومة من التحالف العربي. 
وتواصل لجنة التهدئة المشكّلة من محافظ تعز أمين أحمد محمود استلام مقرات المؤسسات الحكومية من كتائب أبو العباس التابعة للواء 35 مدرع، بناء على اتفاق سابق قضى بتسليم كافة المرافق الحكومية للسلطة المحلية. 
وأكدت مصادر أن اللجنة التي يرأسها وكيل محافظ تعز عارف جامل استلمت 20 مقرا حكوميا شرقي تعز، في إطار اتفاق يلزم قوات عسكرية محسوبة على حزب الإصلاح بتسليم المؤسسات الحكومية التي لا تزال تسيطر عليها في مناطق مختلفة من المدينة والتي يتجاوز عددها، بحسب المصادر، أكثر من ستين مبنى ومقرا ومؤسسة رسمية وأهلية. 
واعتبرت مصادر محلية في تعز نجاح اتفاق التهدئة بين الفصائل المسلحة قطعا للطريق على حزب الإصلاح الذي فجّر الأوضاع بشكل مفاجئ بدفع من قطر سعيا للسيطرة على المدينة ذات الموقع الاستراتيجي. 
وفي تعليق على عملية الاستلام للمقرات الحكومية، أكد الناشط والصحافي اليمني محمد سعيد الشرعبي في اتصال هاتفي مع “العرب” من تعز نجاح المرحلة الأولى من عملية تسليم المؤسسات الحكومية والمنشآت الخاصة شرق المدينة «ما يعد انتصارا كبيرا لقيم الدولة ونجاحا للمحافظ أمين محمود ولجنة التهدئة». 
واستدرك الشرعبي “ننتظر تنفيذ المرحلة الثانية لعملية استلام أكثر من 60 مؤسسة وسط وغرب وشمال مدينة تعز، والخاضعة لسيطرة فصائل مسلحة تابعة للإصلاح ووحدات عسكرية، وأعتقد أن البدء بتنفيذ المرحلة الثانية تستوجب استعدادات كبيرة لقوات الأمن الخاصة المخوّلة باستلام المؤسسات من الفصائل والوحدات ومن ثم تسليمها للجهاز الإداري المدني”. 
وكشفت مصادر محلية عن وصول لجنة عسكرية إلى تعز قادمة من العاصمة المؤقتة عدن كلفها التحالف العربي لدعم الشرعية بالإشراف على استكمال المرحلة الثانية من الاتفاق، ومراقبة التزام كافة الأطراف بمدى تنفيذ قرار المحافظ. وتتكون اللجنة من نائب رئيس هيئة الأركان اللواء صالح الزنداني وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن ومدير دائرة الاستخبارات العميد جغمان الجنيدي. 
واستبق ناشطون من جماعة الإخوان وصول اللجنة بشن حملة إعلامية، معتبرين أنها لا تحمل أي صفة قانونية، في مؤشر على نية حزب الإصلاح للانقلاب على الاتفاق والمماطلة في تسليم المؤسسات الحكومية التي لا تزال تحت سيطرة قوات تابعة له. 
وقالت مصادر محليّة إنّ قوات حزب الإصلاح ترفض الانسحاب من كلية الآداب والبنك المركزي ومقرّ صحيفة الجمهورية وتنشر قناصتها على المباني المذكورة كما تقوم بالانتشار حول مدرسة الكويت والمستشفى العسكري وتقطع الطريق وتداهم بيوت المواطنين وتقوم بإخراجهم منها والتمركز فيها. 
واتهمت مصادر سياسية وإعلامية قطر بالتورط في تأجيج الوضع الأمني في محافظة تعز والسعي لخلط الأوراق بهدف إرباك جهود التحالف العربي والحكومة الشرعية لاستكمال تحرير المحافظة. كما لفتت المصادر إلى وجود علاقة بين التصعيد الإخواني المدعوم قطريا وبين التحركات العسكرية لقوات المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح والتي تخوض مواجهات مع الحوثيين في منطقة مفرق المخا والبرح، غربي تعز. 
وأماطت وسائل إعلام سعودية النقاب عن تمكن التحالف العربي من إجهاض مؤامرة قطرية “كادت تشعل حربا بين فصائل الجيش الوطني والمقاومة في محافظة تعز اليمنية بعد أسبوع من التصعيد العسكري". 
ونقلت مصادر إعلامية عن العقيد معاذ الياسري، قائد عمليات اللواء 170 دفاع جوي، في تعز قوله إن "هناك أهدافا خفية للإخوان المسلمين في تعز بدعم من قطر". 
وأطلقت جماعة الإخوان حملة إعلامية ممنهجة خلال الفترة الماضية استهدفت كافة الوحدات العسكرية في محافظة تعز والتي لا تخضع لسيطرة الجماعة ومنها كتائب أبوالعباس التي تغلب عليها العناصر السلفية، واللواء 35 مدرع بقيادة العميد عدنان الحمادي. 

عن صحيفة الأيام