سياسيون ومحللون: القبض على الضابط القطري يدعم الاتهامات للدوحة بدعم الحوثيين

الجمعة 4 مايو 2018 10:24:00
testus -US
المشهد العربي - قسم المتابعة والرصد / عن الاتحاد

جاءت عملية ضبط الضابط القطري أثناء محاولته الفرار من الأراضي اليمنية باتجاه سلطنة عمان لتؤكد النشاط التخريبي الذي لم تتوقف عنه قطر ضد اليمن وجيرانها في الخليج والدول العربية الشقيقة. ومثل القبض على الضابط القطري الرائد محسن صالح الكربي أثناء فراره عبر منفذ شحن في محافظة المهرة الحدودية مع السلطنة نقطة محورية للكشف عن خفايا الأدوار التخريبية التي مارستها وتمارسها قطر سواء عبر التنسيق المشترك مع ميليشيات الحوثي الذراع الإيراني في اليمن وأيضاً التواصل الداخلي مع فصائل الإرهاب لزعزعة أمن واستقرار المحافظات المحررة.

الغريب أن النظام القطري سارع لبث أكاذيبه بشأن اعتقال الضابط القطري، حيث جن جنون نظام الحمدين ما دفعها بالتخبط والمسارعة إلى إطلاق بيانات تحت مظلات جهات مشبوهة تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان والترويج من أجل تحوير القضية إلى ضبط مواطن يحمل الجنسية القطرية كان في زيارة إلى أقاربه في اليمن.

وكشفت مصادر يمنية أن الضابط القطري هو حلقة وصل بين حزب الله اللبناني وطهران وقطر مع ميليشيات الحوثي الانقلابية وأنه قدم معلومات سرية للميليشيات أثناء مشاركته في غرفة عمليات عسكرية مشتركة بصنعاء تضم قيادات حوثية وإيرانية.
وقالت المصادر إن الكربي ليس الوحيد أو الأول الذي زار اليمن فهناك ضباط قطريون كانوا متواجدين في اليمن بدءاً من إعلان التحالف العربي التي كانت الدوحة عضوا غير فاعل فيه.

وأضافت أن الضابط القطري قدم معلومات عسكرية استخباراتية عن الخليج وتحديدا السعودية وسلمها الميليشيات الحوثية، حيث تفيد المعلومات بأن الضابط القطري التقى خلال زيارته لصنعاء بالقيادي الحوثي صالح الصماد الذي قتل في غارة للتحالف قبل أيام إلى جانب تقديمه أموالا بطرق مختلفة لصالح تنظيمات إرهابية ومتطرفة في البلد.

وكانت الدوحة بمثابة رأس الحربة للمشروع الإيراني، فقدمت الدعم لجماعة الحوثي ودعمت جماعة الإخوان اليمنية للتحالف مع الحوثي ضد الشرعية، وبحسب اعترافات ضابط مخابرات قطري كان يعمل لصالح إيران في صنعاء، فإن النظام القطري يرصد ملايين الدولارات لجماعة الحوثي اليمنية، مقابل تكثيف استهدافه للسعودية.

ويؤكد سياسيون وعسكريون يمنيون على أن القبض على الضابط القطري يفتح أبوابا كثيرة ويؤكد اتهامات سابقة بشأن الأدوار المزدوجة التي لعبتها الدوحة تحت غطاء مشاركتها في التحالف واستهدافات مواقع القوات المشتركة في مأرب والمخا وسعيها في إعاقة التقدم الميداني ضد حلفائها الحوثيين.

وأشار الخبراء إلى أن قطر عملت على إثارة القلاقل والفوضى والاضطرابات في اليمن واستغلت تواجدها في التحالف العربي لتعزيز علاقاتها مع إيران على حساب جيرانها وأشقائها.
ويؤكد الدكتور فيصل العواضي مستشار وزارة الإعلام اليمنية، أن الضابط القطري كان في مهمة رسمية في صنعاء من جهة قطر لصالح دعم الحوثيين ولم يكن كما زعمت الدوحة أنه كان في زيارة لأقاربه. وأوضح أن أجهزة الاستخبارات اليمنية تمكنت من رصد تحركات الضابط وتم رصد أنشطته بدقة أثناء مشاركته في غرفة عمليات عسكرية مشتركة، مؤكدا أن اكتشاف الضابط القطري المدعو الكربي لم يكن بالصدفة وإنما تم رصد تحركاته حتى وصوله إلى منفذ شحن واعتقاله.

وأوضح أن هناك أوراقا سوف تتكشف بشأن الأدوار التي لعبتها قطر في اليمن بدءا من دورها في دفعها لملايين الدولارات لقبائل طوق صنعاء لتسهيل دخول الحوثيين ووصولا إلى مشاركتها في التحالف وارتكابها خروقات خطيرة جدا وإعطائها إحداثيات عسكرية لضرب قوات التحالف في مأرب.

وأشار إلى أن تدويل قضية الحوثيين كان عبر قطر أيام الرئيس السابق علي عبدالله صالح وسعت عبر أموالها لفتح مكاتب أممية في صعدة وتمويلها بأموال كبيرة.

وقال إن قطر لعبت دورا رئيسا في تصفية الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عقب فك الارتباط مع الحوثيين.

وأشار الدكتور فيصل العواضي أن الحكومة الشرعية طرحت أمام الأمم المتحدة مسؤولية الدور الإيراني والدور القطري الحليف له، مشيرا إلى أن اعتقال الضابط القطري هو دليل إضافي للدور القطري في دعم الميليشيات الحوثية.

وأكد الباحث السياسي أمجد طه الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط أن نظام قطر متورط في الحرب باليمن في دعمه للحوثيين، موضحا أن تواجد قطر حينها في التحالف العربي كان يقوم بخيانة سرية ويقدم معلومات استخباراتية ضد التحالف على رأسهم السعودية.

وأضاف في تعليقه على اعتقال الضابط القطري أن قطر جندت ضباطا من أجل التواصل مع طهران وحزب الله في بيروت والحوثيين والتنظيمات الإرهابية وتبادل المعلومات العسكرية من أجل الإضرار واستهداف التحالف كما حدث في مأرب سابقا والتي سقط خلالها شهداء من قوات التحالف العربي في مقدمتهم القوات المسلحة الإماراتية.

وأضاف أن قطر وعبر ضباطها أسهموا في إيصال معلومات من طهران على الحوثيين بشأن خرائط وطرق صناعة الصواريخ والأسلحة التي تطلق باتجاه السعودية واستهداف مواقع مدنية، مشيرا إلى أن قطر تدعم غرفة عمليات مشتركة مع الحوثيين وإيران متواجدة في الدوحة وصنعاء من أجل التنسيق العسكري والاستخباراتي.

وأوضح أن الضابط الذي تم ضبطه ليس وحيدا فهناك ضباط آخرون يعملون ضمن توجهات نظام الحميدين في الإضرار بأمن الخليج واستقرار الشعوب العربية، موضحا أن هناك ضباطا إيرانيين يحملون جنسيات قطرية متواجدين في غرفة عمليات عسكرية مشتركة في صنعاء لخدمة الحوثيين وتقديم المعلومات السرية التي تخص أمن الخليج وبعضهم يدخلون اليمن بطرق غير شرعية لإيصال الأموال والدعم اللازم إلى الداخل.

وقال كامل الخوداني، المسؤول في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، إن قطر وقبيل طردها من التحالف العربي في يونيو الماضي، كانت تقدم مساعدات استخباراتية للحوثيين، مضيفاً أن الدوحة تتكفل حالياً برواتب قيادات وإعلاميي ومشرفي ميليشيات الحوثي، وأنها أيضاً «حلقة الوصل» بين إيران والجماعة الانقلابية في اليمن.