700 موقع استعادها الجيش الوطني من الميليشيات الانقلابية في 4 أشهر
في شهر مارس من عام 2015 كانت ميليشيات الانقلاب تتحكم بالقوة في ما يربو على 90% من اليمن، ومنذ مطلع 2017، استعاد تحالف دعم الشرعية في اليمن 85% من الأراضي لصالح الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
ويعتمد التحالف في عملياته غالبا على تحقيق أهداف عسكرية دقيقة، يجري تنفيذها لدعم الجيش اليمني على الأرض، وقال العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف في مؤتمر صحافي منتصف أبريل 2018 إن «الجيش اليمني استعاد خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2018 أكثر من 700 موقع من الميليشيات المدعومة من إيران».
استهداف صالح الصماد
شهدت العمليات العسكرية منعطفا هاما، تمثل في استهداف رئيس ما يسمى المجلس السياسي الانقلابي، صالح الصماد، التي جاءت كموجة كبرى ضربت الجماعة وأوجعتها، في الوقت الذي ما زالت فيه الميليشيات مصرة على استهداف السعودية بالصواريخ الباليستية التي تجاوزت 120 صاروخا دمرتها قوات الدفاع الجوي السعودي جميعها.
المتحدث باسم التحالف سبق وأن شدد على أن الرد على التصعيد الحوثي سيكون «قاسيا، مؤلما، موجعا»، وهو ما يترجم ما أعقب عملية استهداف الصماد من ضربات وصلت إلى معقل الجماعة في صعدة، ومقر وزارة الداخلية الذي تتخذه الميليشيات ملاذا للتخطيط.
وترى مصادر عسكرية يمنية أن «التحالف استهدف قيادات الصف الأول مباشرة وضيق الخناق على تحركاتهم، في الوقت الذي حققت فيه القوات انتصارات في صعدة وحجة والبيضاء والساحل الغربي. كما انطلقت قوات حراس الجمهورية في الساحل الغربي بقيادة طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبد صالح لتحرير الساحل الغربي وصولا إلى مدينة الحديدة.
مسارات متعددة
يتخذ التحالف مسارات متعددة لدعم الشرعية في اليمن لا تقتصر على العمليات العسكرية وحسب، بل تمتد إلى جوانب أخرى اقتصادية وأمنية وإغاثية وخدمية، ففي الوقت الذي تدعم فيه مقاتلات التحالف عمليات الجيش الوطني اليمني في مختلف الجبهات، ووفقا لتصريحات مسؤولين بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية «تتحرك قوافل الإغاثة لتعزيز مساعدة المحتاجين في المناطق المحررة، بالتوازي مع إيصالها إلى جزر وقرى ومناطق لم تعتد على تلقي المساعدات سابقا، فضلا عن اتجاهها صوب مناطق ما زالت الميليشيات الحوثية تسيطر عليها».
وبمواقع ليست بعيدة عن بعض العمليات العسكرية وسط اليمن، انطلقت أعمال تعبيد طرق عبر مركز «إسناد» العمليات الإنسانية الشاملة، ومن شأن أعمال تعبيد الطرق فتح المجال أمام التجارة وقوافل المساعدات بالمرور، كما تسهل على ربط شمال اليمن بجنوبه في أكثر من مركز.
وقال السفير السعودي لدى اليمن المدير التنفيذي لمركز «إٍسناد» للعمليات الإنسانية الشاملة محمد آل جابر، أن «أحد المشاريع الخاصة بتعبيد الطرق وفر نحو 15 ألف وظيفة»
وأضاف ـ لدى زيارته الميدانية لمدينة عدن العاصمة اليمنية المؤقتة ـ أن «التحالف سيضاعف قدرة الموانئ البحرية لليمن برفع كفاءتها تحقيقا للمصلحة التجارية والإغاثية لليمن».
مركز إسناد
جاءت فكرة مركز «إسناد» نتيجة تطوير الجهود التي بذلها التحالف منذ بدء عملياته في اليمن، وتوازى الإعلان عن انطلاق عمليات المركز، مع أولى خطوات دعمه لليمن اقتصاديا، حيث منح اليمن وديعة مقدارها ملياري دولار، قدمتها السعودية في وقت كانت تحتضر فيه العملة التي بدأت تتأرجح وتتأثر بالحرب التي فرضتها الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران.
وتعافى الريال اليمني، وعادت الحكومة الشرعية بأغلب أعضائها الوزراء والمسؤولين تمارس مهامها، ووضعت ميزانية لعملها خلال عام 2018، وبدأت وسائل الإعلام اليمنية والعربية، تستعرض أخبار المسؤولين اليمنيين وهم ويدشنون مشاريع ويتفقدون أخرى تحت التنفيذ، ويطبّعون الأمن والحياة العامة في المناطق المحررة.
ولم تتوان السعودية عن الاستجابة للنداء الأممي لليمن، الذي بلغ العام الحالي 2.9 مليارات دولار، فاستجابت لمليار دولار مقدمة منها ومن الإمارات، وتعهدت بعض دول مانحة على تغطية 500 مليون دولار أخرى، كأكبر مساعدة مالية تستقبلها الأمم المتحدة.
يضاف ذلك، إلى تقديم السعودية أكثر من 10 مليارات دولار لليمن، وهو إجمالي المساعدات منذ بدء عمليات عاصفة الحزم ثم إعادة الأمل، بمختلف أشكالها الاقتصادية والإغاثية والتنموية وغيرها.
العملية السلمية
يترقب المجتمع الدولي رضوخ الميليشيات للعملية السلمية التي تقودها الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص مارتن غريفيث.
وسبق للتحالف بقيادة السعودية وغالبية الدول الـ 19 الراعية للسلام في اليمن أن أعلنت بشكل واضح دعمها الجهود الأممية التي كان ولا يزال الطرف الحوثي المدعوم من إيران المعرقل الوحيد أمام تنفيذها في الوقت الحالي، وسابقا بعد مشاورات الكويت عام 2016.