عودة قوات النخبة.. لتطهير شبوة من الإرهاب والفوضى

أطلق مواطنو شبوة، صرخة احتجاج جديدة اليوم السبت، تنديدًا بالأوضاع المتردية التي تعيشها المحافظة، والانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الشرعية الإخوانية، والتي تخللها إغراق المحافظة في فوضى أمنية عارمة.

من بين المطالب التي جدد المتظاهرون النداء بها، هي عودة قوات النخبة الشبوانية إلى المحافظة، وذلك بعدما أثر خروجها على الأوضاع الأمنية، وأتاح الفرصة لمليشيا الإخوان والعناصر الإجرامية التابعة لها لتعيث في الأرض فسادًا وإرهابًا.

وخلال الاحتجاجات التي اندلعت في ناحية سقام بمنطقة جباة في مديرية نصاب، ردد المتظاهرون هتافات منادية بعودة قوات النخبة الشبوانية إلى المحافظة، بهدف القضاء على الاختلالات الأمنية السائدة، ودحر الفوضى الأمنية التي صنعتها وغذتها السلطة الإخوانية المحتلة للمحافظة.

الفعاليات الاحتجاجية على الأرض تزامن معها مظاهرة إلكترونية، إذ اجتاح هاشتاج "عودة النخبة الشبوانية مطلبنا" موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، وتفاعل معه عسكريون ومسؤولون وسياسيون ومحللون ونشطاء، اجتمعوا على المناداة بعودة النخبة إلى شبوة.

وأكد الناطق باسم القوات المسلحة الجنوبية، أن استكمال تنفيذ اتفاق الرياض يمثل ضربتين موجعتين وقاتلتين لتنظيم القاعدة الإرهابي في شبوة.

وأضاف، في تصريح إعلامي مقتضب، إن هاتين الضربتين تتمثلان بما نص عليه الاتفاق في ملحقه العسكري، وهما عودة قوات النخبة الشبوانية التي سبق أن ألحقت بتنظيم القاعدة شر هزيمة وأنهت وجوده، وخروج مليشيا الإخوان التي قدمت إلى شبوة لرعاية وإيواء تنظيم القاعدة وتمكينه من إعادة تموضعه.

قوات النخبة الشبوانية - التي تم تدريبها بإشراف وإسناد مباشر من القوات المسلحة الإماراتية - لعبت دورًا رئيسيًّا في تحرير شبوة من قبضة التنظيمات الإرهابية، فالمحافظة عاشت لأكثر من ثلاثة عقود تحت معاناة انتشار المتطرفين والإرهابيين، بعدما استجلب تنظيم الإخوان عناصر  تنظيم القاعدة ممن يعرفون بـ"الأفغان العرب" منذ صيف 2014، وحول التنظيم محافظة شبوة إلى موطن للعناصر الإرهابية.

ومع تشكيل ما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" تم استخدام عدة مديريات في شبوة لتجهيز العمليات الإرهابية، وقد لعب حزب الإصلاح الإخواني دورًا رئيسيًّا في تصاعد وتيرة وحجم الإرهاب.

معاناة شبوة من إرهاب القاعدة والإخوان، استمرت حتى تم تشكيل قوات النخبة الشبوانية، التي أطلقت عملية الجبال البيضاء بدعم كامل من قِبل القوات المسلحة الإماراتية، وذلك بهدف تطهير المحافظة وتحديدًا مديريتي مرخة ونصاب من عناصر تنظيم القاعدة.

في العام نفسه، قال تقرير الخبراء الدوليين بالأمم المتحدة إن قوات النخبة الشبوانية، إلى جانب قوات الحزام الأمني والنخبة الحضرمية من أنشط القوات في مكافحة الإرهاب.

وبعدما تنفست شبوة عليل الأمن والاستقرار بفضل جهود قوات النخبة في القضاء على الإرهاب، جاء العدوان الإخواني في أغسطس 2019 على محافظة شبوة، ليعيد عجلة الزمن إلى الوراء، لا سيما فيما يتعلق بإعادة انتشار التنظيمات الإرهابية في شبوة، وتحويل معسكرات الشرعية الإخوانية إلى أوكار لتنظيم القاعدة.

عدوان أغسطس تزامن معه أيضًا ارتكاب مليشيا الإخوان رفقة تنظيم القاعدة، الكثير من جرائم القتل والاختطاف والتعذيب لعناصر من قوات النخبة الشبوانية، في إرهاب فُسِّر بأنه يمثل محاولة إخوانية للانتقام من "النخبة" لدورها الكبير في مكافحة الإرهاب.

ورغم توقيع اتفاق الرياض في نوفمبر 2019، وما يتضمنه من عودة لقوات النخبة الشبوانية إلى مواقعها وانسحاب عناصر المليشيات الإخوانية، إلا أن الأخيرة تعرقل تنفيذ الاتفاق، وتحول دون عودة قوات النخبة إلى شبوة، لمنعها من بسط الأمن والاستقرار في المحافظة الغنية بثروة نفطية ضخمة.

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي قد اتهم مليشيا الإخوان، بأنها تصر على تعطيل تنفيذ الالتزامات الواردة في بنود اتفاق الرياض، وفي مقدمتها عرقلة عودة قوات النخبة الشبوانية وانتشارها في المحافظة، مع تزايد أعمال القتل والقمع والإرهاب والاعتقالات والمطاردة التي تستهدف قوات النخبة دون مبرر سوى الانتقام من دورها في تطهير شبوة من الإرهاب وأعمال التقطع والحرابة.

وكثيرًا ما طالب المجلس الانتقالي أيضًا، بوقف كل الأعمال القمعية التي تستهدف منتسبي قوات النخبة والتهيئة لعودتهم وانتشارهم في مواقعهم المحددة تجنبًا لسيناريوهات لا تخدم الهدف الذي جاء من أجله الاتفاق.

الدور البارز الذي لعبته قوات النخبة الشبوانية في تأمين المحافظة من براثن الإرهاب، قاد الجنوبيين إلى الدعوة والمطالبة بشكل دائم، لعودة هذه القوات لما تعانيه محافظة شبوة حاليًّا من انفلات أمني صنعته السلطة الإخوانية الإرهابية بشكل متعمد.