سياسيون تحالف الدوحة - طهران يستهدف استقرار الخليج

الاثنين 7 مايو 2018 00:31:48
testus -US
الاتحاد / فتاح المحرمي

أكد سياسيون وكتاب يمنيون أن اعتقال ضابط المخابرات القطري يأتي ليؤكد وبما لا يدع مجالا للشك على التحالف القطري الإيراني المساند لمليشيات الحوثي في ضرب اليمن وتهديد أمن الخليج والمنطقة.

 وأضافوا أن اعتقال الضابط القطري قبل أيام في منفذ شحن الحدود بين اليمن وسلطنة عمان يمثل أحد الخيوط المتينة التي تربط الحليفين لتنفيذ أدوار خطيرة بدءا من العمل الاستخباراتي وصولا إلى التمويل لتنفيذ الهجمات الإرهابية.


وقالوا لـ«الاتحاد» إن تحالف قطر وإيران يلعب أدوارا خطرة في المنطقة، وضبط رجل المخابرات القطري يندرج ضمن سياسة قطر العدائية التي تمتد لحوالي عقدين من الزمن، حيث باتت مؤخراً ترعى أدواراً لتصعيد العمليات التخريبية في اليمن بدءاً من دعم ميليشيات الحوثي الانقلابية الذراع الإيرانية لاستهداف جيرانها في المملكة العربية السعودية من تمويل وإمكانيات عسكرية واستخباراتية وصولاً إلى دعم عمليات زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة واستغلال الجماعات الإرهابية التي تمولها لتنفيذها.


يقول الكاتب والمحلل السياسي هاني مسهور: «هناك حقيقة عمرها أكثر من 20 عاما تؤكد أن الدور القطري في زعزعة أمن اليمن واستقراره يأتي ضمن إطار تهديد دول الجوار الخليجي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، وذلك من خلال دعم النظام في قطر تيارات الإسلام السياسي منذ انقلاب 1996 في الدوحة، ولعل قطع العلاقات العربية مع قطر كشف جملة حقائق اعترف بها النظام القطري منذ بداية المقاطعة».

وفيما يخص دلالات القبض على ضابط الاستخبارات القطري أكد مسهور: «التطور الأخير والمتمثل بضبط الضابط القطري أثناء محاولته الخروج من اليمن عبر منفذ شحن، يعزز مسألة مهمة وهي صواب ما اتخذته دول الرباعية من إجراءات وأكدت تورط قطر في دعم مليشيات الحوثي الإيرانية واستمرار قطر في سلوكها العدائي تجاه دول المنطقة بتحالفها مع إيران».


سياسة عدائية


إلى ذلك يقول الكاتب والسياسي ناصر المشارع: «قطر تمارس سياسة عدائية للخليج والعرب، مشيراً إلى أن الأزمة الأخيرة بين دول مجلس التعاون والدوحة طرأت على اثر كشف المخطط القطري الداعم للإرهاب وسعيها الحثيث لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، فضلاً عن أدوارها باليمن ولبنان وتحركاتها في جنوب السودان وأفغانستان وغزة».


وأكد أن النظام القطري لا يتبنى سياسة مستقلة تتلاءم مع مصالح قطر، كما هي حال السياسة الخارجية للدول، ولكنه يقود مخططا استخباراتيا يهدد امن المنطقة العربية ككل تقف من خلفه إيران وتركيا لأهداف استعمارية بحته والشواهد على ذلك كثيرة منها ارتماء حكومة قطر في حضن طهران وتنفذ سياساتها ومثال ذلك دعم الانقلابيين الحوثيين لاستنزاف دول التحالف وإطالة أمد الحرب».


وقال المشارع «اعتقال الضابط القطري في محافظة المهرة بعد عودته من صنعاء يؤكد تورط قطر في مؤامرة استهداف الأمن القومي العربي، مؤكداً ضرورة توحيد جهود دول التحالف ومصر لمواجهة هذا الخطر الذي يواجه كل العرب».


تغذية الصراعات السياسية


إلى ذلك يقول عضو الدائرة السياسية في المجلس الانتقالي الجنوبي أنيس الشرفي: «لم تكن تدخلات قطر في الشأن الداخلي للدول العربية عامة والشأن اليمني خاصة بالأمر الجديد، بل هو نهج ورثه تميم عن أبيه، ثم كرسته قطر كسلوك ترضي به هوس حلفائها في طهران، الذين وجدوا في الحوثيين الحليف لاستهداف الدول المجاورة لليمن».

 وأوضح الشرفي: «عمدت قطر لشراء الولاءات والذمم وتغذية الصراعات السياسية، واستخدام أسلحة المال والإعلام والإرهاب لاستهداف من يعارضها».


وأضاف «لقد تجرعت اليمن الكثير من الويلات نتيجة الدعم القطري الإيراني بدءاً بدعمها لنظام صنعاء إبان حرب 1994م وإعانتها له على اجتياح الجنوب، ومروراً بمواقفها الحافلة بالتآمر على مدى ستة حروب خاضها نظام صالح مع الحوثيين وكانت قطر في العلن وسيطا بينهما، فيما كانت وساطتها من أساسه آتية من أجل تمكين وصولها وتنقلها، وذلك ما يمكن فرقها من إيصال الدعم الإيراني القطري إلى الحوثيين».


وأكد «القبض على ضابط في الاستخبارات القطرية أثناء محاولته مغادرة المهرة إلى سلطنة عُمان المحاذية، يأتي ضمن التحالف القطري الإيراني، المخرب في اليمن وهذه المرة على المستوى الاستخباراتي المساند للمليشيات الحوثية الإيرانية، وهو تأكيد على أن هذا التحالف يلعب أدوارا خطرة في المنطقة، تستهدف أمن المنطقة ككل».


ضباط قطر في اليمن


إلى ذلك أكد الكاتب الصحفي جلال السعيدي أن اعتقال الضابط القطري محسن صالح سعدون الكربي في اليمن ليس الأول حيث سبق واعتقل ضابط مخابرات قطري في صنعاء العام الماضي.

 وقال السعيدي: «في ديسمبر من العام الماضي كشف مسؤول بحزب المؤتمر اليمني أن قوات موالية للرئيس الراحل علي عبد الله صالح، تمكنت من إلقاء القبض على ضابط في المخابرات القطرية يعمل لصالح الحوثيين في العاصمة صنعاء، كان يحاول التواصل مع قيادات في حزب المؤتمر من أجل إقناعهم بالعودة للتحالف مع الحوثيين، مقابل منحهم مناصب في الحكومة الانقلابية، وإعلان تبرؤهم من الموقف الأخير للرئيس الراحل».

 وأضاف «اعتقال اثنين من ضباط المخابرات القطرية في اليمن يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك على التنسيق القطري الإيراني المخابراتي في اليمن، والذي يعمل لصالح مليشيا الحوثي الإيرانية، وهذا التنسيق والتحالف يظهر حجم الخطر الذي باتت تشكله قطر وإيران على اليمن وأمن واستقرار المنطقة».