27 عاما على يوليو الأسود.. الجنوب ينتفض ضد الاحتلال
رأي المشهد العربي
تستعد شبوة ووادي حضرموت لتنظيم مظاهرات حاشدة ضد مليشيات الشرعية الإرهابية غدا الأربعاء الموافق السابع من يوليو الذي يحل بالذكرى الـ27 لاجتياح قوات الاحتلال اليمني الإرهابية العاصمة عدن في العام 1994.
سيظل السابع من يوليو من كل عام شاهدا على أن مليشيات الاحتلال، منذ ذلك التاريخ، تسعى للهيمنة على مقدرات الجنوب وثرواته.
أعلنت مديريات عتق وجردان وحبان ونصاب والروضة عسيلان بمحافظة شبوة إقامة الفعالية السلمية غدا الأربعاء السابع من يوليو، وكذلك استكملت الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي في سيئون بحضرموت إجراءاتها التحضيرية لفعالية إحياء يوم الأرض الجنوبي، وانتهت بتشكيل لجان ميدانية لإنجاح التظاهرة.
تأتي انتفاضة الجنوب هذا العام تزامنا مع ارتكاب مليشيات الشرعية جملة الجرائم والانتهاكات بحق أبناء الجنوب، لعل أبرزها ما حدث أخيرا في مديرية لودر بمحافظة أبين، حيث حشدت الشرعية مليشياتها الإرهابية، وزجت بعناصر تنظيم القاعدة إلى داخل المدينة، وقبلها بأيام فضت سلطة الإخوان الإرهابية في محافظة شبوة مظاهرات سلمية انطلقت من منطقة عبدان بالأسلحة الثقيلة، وهو ما ترتب عليه تعليق المجلس الانتقالي مشاوراته بشأن استكمال تنفيذ باقي بنود اتفاق الرياض.
لم ينس أبناء الجنوب الجرائم التي ارتكبتها بحقهم قوى اليمن الغاشمة في تسعينيات القرن الماضي، ومازالت أعمال القتل والإبادة والتشريد وتدمير المؤسسات العامة وتسريح أبناء الجنوب من وظائفهم العسكرية حاضرة في أذهانهم.
إن هذه الجرائم لم تتوقف طيلة السنوات الماضية، مع توالي الانتهاكات التي تمارسها المليشيات الإرهابية في أكثر من محافظة جنوبية.
جاء احتلال يوليو الغاشم للعاصمة عدن بفتاوى أطلقها رجال الدين المنتمين لتنظيم الإخوان الإرهابي (حزب الإصلاح) في 27 إبريل من العام 1994 وهو أمر يتكرر حاليا، إذ تقود مليشيات الإخوان الإرهابية الجرائم المرتكبة بحق الجنوب، وتحاول بعثرة أوراق اتفاق الرياض لخدمة ممارساتها الاحتلالية، وتوجه سلاحها في صدور أبناء الجنوب بدلا من مواجهة المليشيات الحوثية التي طردتها من غالبية محافظات الشمال.
في يوليو الأسود من العام 1994 عمد حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي إلى إثارة الفتن والنعرات المناطقية، ودعم الإرهاب، وممارسة كافة أشكال القمع والتنكيل بحق أبناء الجنوب.
بلغ العدوان حد أنهم جلبوا الأفغان العرب أصحاب أسامة بن لادن، والكثير من تنظيم الإخوان الدولي لقتال أبناء الجنوب.
التاريخ يكرر نفسه، فسلطة الإخوان في عدد من محافظات الجنوب تدعم الإرهاب ضد الجنوب أيضًا.
وتمارس سلطة الإخوان الإرهاب ضد الجنوب إما من خلال مليشياتها الإرهابية، أو أنها تقدم يد العون والدعم إلى عناصر تنظيم القاعدة التي تحاول إعادة تمركزاته في محافظات الجنوب مرة أخرى بعد أن جرى تحرير معظم محافظات الجنوب من تلك العناصر.
حينما حلت كارثة يوليو الأسود تحرك أبناء الجنوب سريعا، وأعادوا تنظيم صفوفهم، وانخرطوا في مقاومة احتلال اليمن بكافة السبل، وهو أمر مستمر حتى الآن، وإن كان بفاعلية أكبر منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في شهر مايو من العام 2017، فقد عمل على تنظيم مواجهة مليشيات الشرعية، وكذلك العناصر الحوثية المدعومة من إيران، وأصبحت هناك قوات مسلحة جنوبية لديها القدرة على مواجهة التهديدات التي تحيط بالجنوب.
وحقق الجنوب انتصارات عديدة على الشرعية الإخوانية سواء كان ذلك عسكريا من خلال طرد المجاميع الإرهابية من العاصمة عدن في أغسطس من العام 2019، أو سياسيا من خلال إرغامها على توقيع اتفاق الرياض، ومن ثم التخلص من بعض الوجوه الإخوانية المعادية للجنوب.
وأصبح المجلس الانتقالي طرفا معترفا به دوليا، ولا يمكن تجاوزه في أي معادلة مستقبلية للحل.
يمكن القول إن انتفاضة الجنوب الحالية ضد الشرعية الإخوانية بمثابة مرحلة جديدة متقدمة في مواجهة إرهاب القوى اليمنية المحتلة، وكلما أثبت الجنوب قدرته على صد هذا الإرهاب والصمود في وجهه اقترب تحقيق الهدف الأسمى، وهو استعادة دولة الجنوب الفيدرالية كاملة السيادة.