يوم الأرض.. شعب الجنوب يحاصر إرهاب الشرعية
اكتملت الترتيبات الخاصة بمظاهرات السابع من يوليو والذي يواكب الذكرى الـ"27" ليوم الأرض الجنوبي.
من المقرر أن تنطلق المسيرات الاجتجاجية في مديريات شبوة ووادي حضرموت وعدد من المناطق الأخرى، وسط حالة من التحفز الشعبي للمشاركة في الفعاليات التي ينظمها المجلس الانتقالي الجنوبي ضد ممارسات الشرعية الإخوانية بحق أبناء الجنوب.
دعا المجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة، أبناء المحافظة إلى المشاركة في فعالية إحياء يوم الأرض الجنوبي السلمية، المقررة غدًا الأربعاء، مشيرًا إلى أن مختلف مديريات شبوة، تشهد انطلاق الاحتجاج السلمي على تحويل مليشيات الشرعية الإخوانية من المحافظة إلى إمارة إخوانية ترعى مصالح مافيا الاحتلال اليمني على حساب كرامة أبنائها.
تأتي المشاركة الفاعلة في فعاليات يوم الأرض، وفاء لدماء الشهداء الأبطال وتضحياتهم في سبيل التحرر والانعتاق، ورفضًا لكل جرائم وانتهاكات المليشيات الإخوانية، ولعل ما يزيد الزخم بشأنها أن الشرعية الإخوانية مارست إرهابها بحق المواطنين الذي خرجوا في مظاهرات سلمية بمنطقة عبدان بمديرية نصاب، الأسبوع الماضي، وقامت باستخدام الأسلحة الثقيلة ضدهم، وكانت هذه الممارسات بمثابة الشرارة التي أشغلت الغضب الجنوبي ضد المليشيات الإرهابية.
يبعث أبناء الجنوب بجملة من الرسائل خلال هذه المظاهرات، إذ أنهم يؤكدون أن عدالة قضيته الجنوبية التي يدافع عنها لا يمكن أن تتأثر بالممارسات الإرهابية التي اعتادت عليها الشرعية بحق أبناء الجنوب، وأن الجنوب لن يرضخ لاحتلال قوى الشمال الإرهابية والتي تعمل كل ما في وسعها لفرض سيطرتها بالقوة الغاشمة.
الرسالة الثانية المهمة أيضًا تتمثل في أن أبناء الجنوب يرتبطون بهويتهم ويقدسون المحطات التاريخية من تاريخ دولة الجنوب، بما يؤكد أنهم لن يسمحوا بأن تدنس العناصر الإرهابية تراب الوطن الجنوبي، وأنهم ماضون بالرغم من كافة الصعوبات والعقبات التي تضعها الشرعية أمامهم في طريقهم نحو استعادة دولتهم كاملة السيادة، وأن خروجهم في مظاهرات حاشدة بصفة مستمرة بمثابة "حرب استنزاف شعبية" لإنهاء الاحتلال.
يؤكد أبناء الجنوب أن ميزان القوى يصب في صالحهم حتى وإن استعانت الشرعية الإخوانية بعناصر تنظيم القاعدة لوأد انتفاضتهم، لأن هناك ظهيرا شعبيا للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي لديه مؤسسات سياسية وعسكرية ودبلوماسية تتحرك في اتجاهات مختلفة لحصار الشرعية، وهو ما دفع المجتمع الدولي للاعتراف به ممثلا عن قضية الجنوب.
تخاطب مظاهرات شبوة ووادي حضرموت المجتمع الدولي عبر التأكيد على أن هناك انتهاكات يومية تمارس بحقهم لا يمكن الصمت عليها، ولذلك فإنه سيكون من المهم أن تشهد المظاهرات تواجدا مكثفا من المواطنين حتى تصل الرسالة بصوت مسموع إلى قوى إقليمية عديدة تتجاهل حق الجنوب في استعادة دولته.
لدى أبناء الجنوب القدرة على ضبط موازين القوى في الجنوب وعدم السماح للشرعية الإخوانية بفرض أمر واقع جديد من خلال إرهابها، وهو ما نجحوا فيه مرات عديدة.