أنظار العالم تتجه للجنوب.. حشود سيئون السلمية تهزم إرهاب الإخوان
رأي المشهد العربي
لليوم الثاني على التوالي، أنظار العالم تتجه بقوة إلى الجنوب، وبالتحديد إلى سيئون، حيث تجمعت حشود متظاهري حضرموت السلميين اليوم الخميس أمام قصر سيئون بوادي حضرموت لإقامة فعالية "يوم الأرض الجنوبي".
كعادتها الآثمة، حاولت مليشيات الشرعية الإخوانية الإرهابية منع مواكب المتظاهرين من الوصول إلى ساحة التجمع، لمنع إقامة الفعالية السلمية.
قطعت المليشيات الإخوانية طريق مواكب المتظاهرين السلميين على مداخل المدينة، خاصة نقطة الغرف، ظنا منها أنها بذلك تعرقل إقامة الفعالية، غير أن حشود المتظاهرين خيبت ظنها، ووجهت لها صفعة مهينة على مرأى ومسمع من العالم كله.
انطلقت الفعالية بحشد جماهيري ضخم في ساحة قصر السلطان الكثيري وسط مدينة سيئون، غير عابئة بما ترتكبه الشرعية الإخوانية الإرهابية ومليشياتها الإجرامية من ملاحقة المتظاهرين بالحصار والتنكيل والاعتقالات، خشية افتضاح انتهازيتها وكذبها وخداعها وفسادها وهشاشتها أمام الإرادة الشعبية.
المواكب الشعبية التي انطلقت من مختلف مناطق حضرموت إلى مدينة سيئون حرصت على رفع شعار الفعالية في كل مكان مرت به: (نعم لتنفيذ اتفاق الرياض ولا لتواجد قوات الإخوان الإرهابية).
مطالب المواطنين الجنوبيين المشروعة تضمنت: تمكين النخبة الحضرمية من بسط الأمن في حضرموت، وإبعاد تنظيم الإخوان وقياداته عن المحافظة، بالإضافة إلى التمسك بالهوية الجنوبية.
كما تضمنت وقف نهب ثروات المحافظة، وإيقاف الانهيار المتعمد للعملة المحلية، والقضاء على الانفلات الأمني، ومواجهة ظاهرة الاغتيالات، وبدء التطبيق الجاد لاتفاق الرياض التاريخي بشقيه السياسي والعسكري.
فعالية سيئون أكدت إصرار الجنوبيين على التعبير عن آرائهم، والتمسك بإعلان مواقفهم التاريخية، والمطالبة بحقوقهم المشروعة مهما يكلفهم ذلك من متاعب ومعاناة بفعل مؤامرات الشرعية الإخوانية الإرهابية التي لا تتورع عن استخدام أسلحتها الثقيلة ومعداتها العسكرية في مواجهة المتظاهرين السلميين.
كما أكدت أن أقوى أسلحة الجنوبيين ضد انتهاكات الشرعية الإخوانية الإرهابية، يتمثل في وحدتهم، وتلاحمهم وراء المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه القائد عيدروس الزُبيدي، إيمانا منهم بحقيقة أنه ممثلهم الشرعي الوحيد على مختلف الأصعدة: المحلية، والإقليمية، والعالمية.
هذا التلاحم لم يأت من فراغ، بل تزكيه مكاسب عديدة نجح المجلس الانتقالي في تحقيقها، انتصارا للقضية الجنوبية التي نقلها من المحلية إلى العالمية في وقت وجيز، حتى أصبحت واحدة من القضايا محل اهتمام المجتمع الدولي بقواه المحبة للسلام.
هؤلاء الجنوبيون الذين يستظلون بعلم الجنوب؛ ليسمعوا العالم كلمتهم الفاصلة "بالروح بالدم نفديك يا جنوب" لم ترهبهم المعدات العسكرية التي تتخفى وراءها الشرعية الإخوانية الإرهابية، ولا تستطيع العيش بدونها.
لم يخافوا الدبابات والمصفحات والمدافع التي حاصرت بها الشرعية الإخوانية الإرهابية يوم أمس مديريات شبوة، وصوبتها إلى صدور المتظاهرين، وأصابت بعضهم بإصابات خطيرة، وتحاول اليوم تكرار انتهاكاتها في سيئون، دون أن تدري أنها تسقط من جديد تحت أقدام المتظاهرين السلميين.
لم تنل من عزيمتهم القوية عمليات الاعتقال والتعذيب والإخفاء القسري التي تجيدها الشرعية الإخوانية الإرهابية؛ فانطلقوا اليوم في مواكب العزة والكرامة إلى "سيئون" متمسكين بحقوقهم في تقرير مصيرهم، وطرد المحتل، واستعادة دولتهم المستقلة.
إن فجرا جديدا من الحرية والاستقلال والرخاء يطل على الجنوب، بدأت ملامحه تتشكل بقوة في شبوة ووادي حضرموت ومختلف محافظات الجنوب التي تلفظ المحتل بقوة، وتتعجل رحيله.