تحوّلات سريعة في جبهة الساحل الغربي

الأربعاء 9 مايو 2018 03:20:11
testus -US
العرب اللندنية

تشهد جبهة الساحل الغربي اليمني، إحدى أهم جبهات تحرير اليمن من المتمرّدين الحوثيين، تحوّلات سريعة، نتيجة تضافر عدد من العوامل أبرزها دخول قوات محترفة عالية التدريب والتنظيم والتسليح، المعركة، والدعم الكبير الذي تقدّمه القوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية، والغطاء الذي يوفّره طيران التحالف عبر ضربات دقيقة أضعفت قدرات المتمرّدين وقيّدت حركتهم.

وحسب المختصين بالشؤون العسكرية فإنّ أهمية كسب معركة الساحل الغربي تعود للقيمة الاستراتيجية العالية لذلك الشريط الذي تعني استعادته تأمين الملاحة البحرية، وسدّ المنفذ البحري على المتمرّدين والذي يؤمّنه ميناء الحديدة الاستراتيجي.

جهود إنسانية تواكب الجهد الحربي

تعز (اليمن) - تواكب المجهود الحربي على جبهة الساحل الغربي لليمن، جهود إغاثية إنسانية موازية، تضطلع بها بشكل رئيسي هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بهدف تخفيف وطأة الحرب والحصار والنزوح عن الأهالي.

وقام فريق من الهيئة بجولة ميدانية على مخيمات النازحين والمهجّرين قسرا من قبل ميليشيا الحوثي في منطقة دبع والصافية بمديرية الشمايتين في محافظة تعز.

وهدفت الجولة للوقوف على الاحتياجات الضرورية للنازحين والمهجرين استعدادا لتلبيتها.

وطيلة فصول الحرب في اليمن قام الهلال الأحمر الإماراتي بجهود استثنائية تراوحت بين تقديم الإغاثة العاجلة الطبية والغذائية لأهالي المناطق المتضرّرة من الحرب، ومساعدتهم لاحقا على استعادة النسق العادي لحياتهم من خلال إعادة الخدمات الأساسية لمناطقهم.

وتتدرّج المعارك بشكل ثابت صوب مركز المحافظة المذكورة، حيث أعلن، الثلاثاء، عن دخول قوات “ألوية العمالقة” التابعة للجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي مدينة البرح شمال غرب تعز بعد معارك عنيفة استغرقت عدة أيام، تم خلالها طرد مقاتلي ميليشيا الحوثي من مفرق الوازعية والتقدم إلى المدينة المذكورة.

وقال مصدر ميداني إن فلول الحوثيين في منطقة موزع غربي البرح، باتت معزولة بالكامل بعد قطع خطوط إمدادها.

كما نُقل عن مصدر عسكري في المنطقة قوله إن قوات الشرعية أحكمت سيطرتها الكاملة على الطرق الرئيسية باتجاه مرتفعات كهبوب والعمري وعزَّان والمنصورة والوازعية.

وتتحدّث تقارير إخبارية عن حالة من التخبّط الشديد في صفوف ميليشيا الحوثي جرّاء خسائرها الجسيمة على جبهة الساحل الغربي، حيث اضطرّت لسحب مسلحيها من جبهات صرواح وعمران وحجة ومأرب في محاولة لمواجهة التقدم المتسارع في نحو الحديدة التي تمثّل شريان حياة للميليشيا.

وطالت خسائر الحوثيين مقدّراتهم المادية والبشرية، وكان أكثرها تأثيرا خسارتهم لجملة من القيادات من مختلف المستويات حيث مكّنت عمليات نوعية للتحالف العربي من اصطياد قائمة طويلة من تلك القيادات السياسية والميدانية.

وكشف مصدر من العاصمة صنعاء، الواقعة تحت سيطرة المتمرّدين الحوثيين، عن ارتفاع غير مسبوق في عدد القتلى بين القيادات الحوثية في شهر أبريل الماضي، مشيرا إلى هلاك ما لا يقلّ عن سبعة وثلاثين من تلك القيادات.

وقال المصدر إن الحوثيين يتكتمون على خسائرهم، مبينا أن أغلب القيادات التي قُتلت في الأسابيع الماضية، دفنت بشكل عاجل خشية تسرب معلومات عن مصرعها  إلى جبهات القتال، بما سيكون له أسوأ الأثر على منعويات المقاتلين.

وحسب متابعي الشأن اليمني فإن ما يجري على الأرض من تقدّم متسارع للقوات المدعومة من التحالف العربي، وتراجع الحوثيين على عدّة جبهات من تعز إلى الحديدة فالجوف وصعدة معقل الحوثيين بشمال البلاد، مؤشرات على قرب إنهاء التمرّد الحوثي.

وعلّق الإعلامي والمحلل السياسي اليمني نبيل الصوفي على الأحداث المتسارعة في جبهة الساحل الغربي قائلا في تغريدة على موقعه في تويتر “يجري إغلاق منافذ الوجود الحوثي جنوبا وغربا والتحرك شرقا.. انتصارات على مدار اليوم”.