ضغوط المقاطعة العربية تذكي صراع التيارات داخل قناة الجزيرة
قررت قناة الجزيرة القطرية تعيين أحمد سالم السقطري اليافعي مديرا لقناة الجزيرة الإخبارية خلفا لياسر أبوهلالة، في خطوة كشفت صراعات داخل القناة القطرية،على خلفية الضغوط التي تواجهها بعد المقاطعة العربية لقطر، وهي ستكون مقدمة لتغييرات أخرى تطال “الجزيرة” التي تعتبر الذراع الإعلامية الأولى للنظام السياسي في الدوحة.
كشفت مصادر داخل قناة الجزيرة أن إقالة مدير القناة ياسر أبوهلالة اتخذت هذه المرة بعد تأجيل سابق وأن دواعي إدارية بحتة أملت على مجلس إدارة القناة استبعاد الصحافي الأردني واستبداله بنائبه على رأس القناة القطرية.
وأعلن الإعلامي الأردني ياسر أبوهلالة، الخميس، أنه قدم استقالته من منصب مدير عام قناة “الجزيرة” القطرية، وأن الاستقالة تم قبولها.
وأضافت المصادر أن الضغوط التي تعيشها قناة الجزيرة، لا سيما منذ المقاطعة التي فرضتها السعودية ومصر والبحرين والإمارات على قطر فاقمت من صراعات التيارات داخل القناة، وأن أبوهلالة بات جزءا من المشكلة وأن التخلص منه بات مدخلا لتنفيس الاحتقان الداخلي المتصاعد.
وأفاد إعلاميون يعملون في قناة الجزيرة عبر حساباتهم على “تويتر”، بأنه تم تعيين الإعلامي القطري أحمد سالم السقطري اليافعي خلفا لأبوهلالة.
واعتبرت مصادر قطرية مطلعة أن ترشيق قناة الجزيرة بات مطلوبا من منابر القرار الكبرى في الدوحة بعد فشل القناة في إظهار الكفاءات المطلوبة لتقديم وجبات إعلامية تستطيع قطر من خلالها الدفاع عن موقفها، في ظل المقاطعة العربية، وهو ما بات عاريا أمام المجتمعين العربي والدولي كما أمام القطريين أنفسهم.
وكشفت أوساط مطلعة قريبة من الإدارة العليا للقناة أن التخلص من أبوهلالة يتيح لرئيس مجلس الإدارة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني تحرير موقع إدارة القناة من السطوة السابقة للمدير السابق للقناة وضاح خنفر المقرب من حركة حماس.
ويعتبر أبوهلالة المعروف باتجاهاته الإسلاموية من المقربين من خنفر، وشغل منصب مدير مكتب قناة الجزيرة في الأردن لمدة عشر سنوات.
وأعلن أبوهلالة عبر تويتر قبول استقالته من المنصب الذي شغله قبل 4 سنوات، ونشر كلمة وداعية، مبررا استقالته بكون “التجديد سمة المؤسسات الناجحة”.
وقال “قدمت استقالتي اليوم، وهي ثالث استقالة أقدمها خلال عملي مديرا، وتكرم رئيس مجلس الإدارة الشيخ حمد بن ثامر بقبولها”.
وعلى الرغم من أن المعلومات المتوفرة من داخل القناة تستبعد أن تكون إقالة أبوهلالة سياسية أو لها علاقة بنزاع قطر مع رباعي المقاطعة، إلا أن بعض المعلومات تحدثت عن أن استبعاد أبوهلالة سيكون مقدمة لتغييرات أخرى تطال “الجزيرة” التي تعتبر الذراع الإعلامية الأولى للنظام السياسي في الدوحة.
والمدير العام الجديد لقناة الجزيرة أحمد سالم السقطري اليافعي، حسب إعلان إعلاميين يعملون في “الجزيرة”، كان يشغل منصب نائب مدير عام القناة منذ 2014.
واليافعي الحاصل على بكالوريوس إعلام من جامعة قطر بدأ مشواره مع الجزيرة قبل 12 عاما، حيث عمل في مستهل حياته في إدارة التشغيل بقناة الجزيرة مساعد مخرج لمدة أربعة أعوام قبل أن ينتقل للعمل مع مكتب المدير العام ما بين عامي 2010 و2012.
وفي يوليو 2012، تم تعيينه نائبا لمدير قناتي “الجزيرة مباشر” و”مباشر مصر”. وأشارت بعض الأوساط القطرية الإعلامية إلى أن إقالة أبوهلالة تأتي بعد أسابيع من أزمة أخرى تعرضت لها قناة الجزيرة الإنكليزية بعد أن هدد موظفوها بالقيام بإضراب عام قبل أن تسارع الدوحة إلى التعامل مع الأزمة بسرعة، لاسيما وأنها ليست المرة الأولى التي يشير فيها العاملون الدخول إلى سوء الأوضاع داخل القناة.