أميركا وأوروبا.. صراعات ما بعد الانسحاب النووي

الجمعة 11 مايو 2018 09:51:00
testus -US
متابعات

لم يكن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران الأول من نوعه، فقد سبق للرئيس دونالد ترامب، أن مزق أوراق اتفاقية المناخ، وانسحب من منظمة اليونسكو، ومن اتفاق التجارة عبر المحيط الهادي.
ويرى ترامب في الكثير من الاتفاقيات الدولية قيودا تكبل بلاده ولا تخدم مصالحها، ويرفع الرجل شعار "أميركا أولا".

ويقول إن مكانة الولايات المتحدة العالمية تراجعت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.

فيما يرى البعض أن ترامب من خلال استراتيجيته تلك يسعى إلى فرض الهيمنة على المنظومة الدولية، والعودة بالعالم من جديد الى زمن الأحادية القطبية.

انزعاج أوروبي
قرارات ترامب الأحادية تلك باتت تزعج ليس فقط منافسي الولايات المتحدة مثل روسيا والصين، ولكن حلفاءها المقربين أيضا، خاصة في أوروبا.

وبدا ذلك جليا من خلال مواقف عدد من الدول من انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع ايران، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، يضع أوروبا ندا للولايات المتحدة، ويقول إن "القارة العجوز" باتت مكلفة بضمان النظام العالمي المتعدد الأقطاب.

ويرى في استراتيجية ترامب تجاوزا لذلك النظام الذي وضع عقب نهاية الحرب العالمية الثانية.

وغير بعيد عن ذلك تذهب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إذ تقول في سياق الحديث عن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، إن زمن اعتماد أوروبا على حماية الولايات المتحدة "انتهى إلى غير رجعة"، وعلى أوروبا أن تتولى ذلك بنفسها.

هي محاولة أوروبية إذا للبقاء في المشهد الدولي، في ظل ما يقولون إنها محاولات "هيمنة أميركية".

لكن مراقبين يقولون إن الأمر لن يتجاوز الانتقاد، فواشنطن لا تزال القوة العظمى في العالم، ولا يمكن لأوروبا الابتعاد عنها كثيرا.

وذلك يرجع إلى تشابك العلاقات العسكرية والتجارية، ووجود واشنطن كطرف رئيسي في حلف شمال الأطلسي، المكلف بحماية القارة الأوروبية.