لن يضيع الوفاء والمعروف بين العرب

د. عبدالناصر الوالي

نحن على أبواب رمضان في عامنا هذا 2018م نعيش ونتعايش مع بعض الضنك وشيء من الحزن ولكن مع كثير من الكرامة والحريّة. رغم كل الصعاب والمشاكل المفتعلة التي نعيها جيداً من ارتفاع مستوى المعيشة وعدم استلام الكثيرين لرواتبهم وعدم توفر المحروقات والانقطاعات المتكررة يومياً للكهرباء في عز هجير الصيف العدني المصاحب لانقطاع المياه وطفح المجاري وتراكم جبال القمامة وانتشار الغش في المدارس والاختلالات الأمنية المفتعلة ومع الاستماع الى الأخبار المحزنة عن عودة المغتربين والكثير والكثير مما يجعل العيش في بلدي هو قمة الصمود وعنفوان التحدي وهو امر لا يقدر عليه الا نحن شعب الجنوب الحر.

تعالوا نقارن ايها الاحبة ثم نسال بعض الأسئلة ونحاول ان نجيب عليها. رمضان 2015م لا كهرباء ولا ماء ولا وقود ولا طعام. كل مديريات عدن احتلت وهجر سكانها ماعدا الجزء اليسير من مديرية المنصورة والبريقه وأطراف الشيخ عثمان. تراكم فيها السكان لحم فوق لحم، فقر فوق فقر، قهر فوق قهر حزن فوق حزن قافلة فوق قافلة من ابنائنا الشهداء والجرحى ولكن حب وود فوق كرم وشهامة يصاحبها الكثير من التضحية والفداء.

كانت قوات عفاش والحوثة تعيث فساداً في الارض قتلاً وتنكيلاً وسحلاً وامعاناً في الاذلال والاهانة. اغلقت مدارسنا وجامعاتنا ومعاملنا ومصانعنا وجميع مؤسساتنا وهدت البيوت على رؤوسنا والاهم لم تعد تقام صلاة التراويح في مساجدنا وتقطعت فيها صلاواتنا مابين صلاة على الميت الشهيد او ضحية الملاريا والضنك وبين نداء الامام ان حي على الجهاد حي على الجهاد.

كنا نغضب اذا تحدث المذيع في التلفاز عن هدنة لان هذا يعني وقف الحرب وبقاء المحتل وحينها كان الموت بالنسبة لنا اخف وارحم. كنا في غاية الغضب والغيظ من اشقائنا في التحالف لماذا تأخروا في الانزال البري لمساندة المقاومة الجنوبية في عدن وكاد صبرنا ان ينفذ لولا اننا شعب لاحدود لصبرنا ولَم يكن لنا حينها بديل عنه الا الشهادة.

وفِي أواخر رمضان ظهر الشهيد جعفر ليخطط والشهيد احمد سيف ليقود التنفيذ ووصل جنود سلمان ونشامى السودان وبواسل إمارات زايد مع مدد بقية دول الحلفاء. تدفقت عربات ومجنزرات العروبة والمدد واصطفت الناس رغم كل الدمار في النفوس والإعمار اصطفت على جانبي الطريق مع ابتسامة واحدة على كل الوجوه ابتسامة الفرح وابتسامة الامتنان ترتسم على وجوهنا الشاحبة والمنهكة ولكن المليئة بملامح الكبرياء والصمود والتحدي والعزة. وكان النصر كما صنعناه وكما أردناه وبالثمن الذي ارتضيناه ارواحاً ودماءاً ومال. مالكم كيف تحكمون؟.

هل تعتقدون بان شعب الجنوب قد نسى او يمكن ان ينسى؟. حتى يأتي اليوم من هرب يومها من الميادين و يتشدق ويهرف بما لا يعرف. نعم نحن اليوم نعاني من الأمن ولكن كل من يتم القبض عليه متلبساً هو يمني! لا هو سعودي ولا سوداني ولا اماراتي! لا رواتب؟. نعم.لكن هل هناك عقد بيننا وبين الاشقاء السعوديين ان تعالوا ساعدونا في التحرير وتحملوا رواتبنا!! لا كهرباء. ولكن هل على اخوتنا في الامارات ان يضحوا بارواحهم وان يوفروا الكهرباء لنا أيضاً؟.

هل على اخوتنا السعوديين والإماراتيين والسودانيين ان يدربوا قواتنا المسلحة والأمن ويتحملوا مصاريفهم وموازنات عتادهم وايضاً عليهم ان يحلوا محلهم على الارض ليحمونا من أنفسنا !!! ؟ هل على الإخوة الاشقاء السودانيين ان يدافعوا عنا ويرسلون الوفود الطبية لعلاج جرحانا ومرضانا وايضاً واجب عليهم توفير الوقود لنا!! ؟علماً ان السودان في هذه الأيام تعاني من أزمة وقود حادة ولربما مشاركتهم معنا في الدفاع عن امن وكرامة واراضي الأمة هي من اهم الأسباب لهذه الأزمة.

اذاً ماذا علينا نحن ؟. هل على حكومتنا ان تتحمل وتنجز ما عليها من واجبات ؟هل لرواتبهم التي يستلموها من دول الحلفاء وبعملتهم من عمل مقابل ،عليهم ان ينجزوه على الآرض ليس في سقطرة وحسب وإنما في عدن وباقي المناطق المحررة أيضاً. نحن تحت البند السابع وأجوائنا ومياهنا الإقليمية تحت الرقابة الدولية وإعلامنا مهموم بالسيادة على جزيرة سقطرة التي كانت ولازالت وستظل جنوبية كاملة السيادة وبحماية النخبة السقطرية ودعم من الحزام الامني ولو ارجف المرجفون. هل يعتقد اعلام الدولة العميقة الفاسدة التي حكمت البلد لأكثر من ثلاثين عام انهم بترويج اشاعاتهم المغرضة سيحرفون البوصلة لشعب الجنوب؟.

ان الله سبحانه وتعالى منحنا نحن شعب الجنوب الكثير من التعليم والثقافة ،رغم 20 سنة من محاولات التجهيل وتشويه الثقافة وتلويثها، ما يكفي لان يحصنا ضد كل هذه الخزعبلات. نحن نسامح من اساء إلينا نعم. ولكن نحن لا ننسى. والاهم نحن لا نجحد ولا نتنكر لمن أحسن إلينا ولو بكلمة فما بالك بمن جاد علينا بروحه ودمه وماله.ايها الإخوة في السعودية والإمارات والسودان والكويت ومصر والبحرين والأردن والمغرب وحتى من شارك معنا من اخوتنا القطرين في البدء وقبل ان تخرجهم السياسة عن الخط ضد مصلحة الأمة وحتى مصلحة وطنهم ، نحن شعب الجنوب لم ولن ننسى .نصرتمونا كأخوة والله ناصركم باذنه. والايام دول. ورمضان كريم وكل عام وأنتم بخير. تحياتي


مقالات الكاتب