كيف أسقط صاروخا فجر وغراد دعاية الممانعة الإيرانية؟

الجمعة 11 مايو 2018 16:35:35
testus -US
متابعات

20 صاروخا أطلقتها إيران عبر ميليشياتها في سوريا على تمركزات إسرائيلية في الجولان، لإعطاء انطباع لدى الرأي العام الداخلي والخارجي أنها توفي بوعيدها بعد تلقيها ضربات موجعة، لكن نوع الصواريخ ونتائج القصف يظهران شيئا آخر.
وقبل إطلاق الصواريخ، أطلق النظام الإيراني تهديدات متكررة بعد كل ضربة إسرائيلية لقواعد الحرس الثوري في سوريا.

وفجر الخميس، انطلق نحو 20 صاروخا من طرازي فجر وغراد من منصات إطلاق قريبة من الحدود الإسرائيلية لتستهدف مراكز رادار إسرائيلية في الغولان دون أن تبلغ أهدافها.

مقذوفات عشوائية

وصواريخ غراد، طراز تم تطويره من صاروخ "كاتيوشا" السوفيتي، ويبلغ مداه حوالي 20 كيلومترا.

أما صواريخ فجر، فهي صواريخ إيرانية الصنع مطورة من الطراز الأصلي الذي يحمل اسم "WS1" وقد اشترته طهران في ثمانينيات القرن الماضي وقامت بإنتاجه محلياً ابتداء من عام 1992. ويصل مدى الصاروخ عشرات الكيلومترات.

وهذان النوعان من الصواريخ غير موجهين، وبالتالي يتم إطلاقهما بوسائل قاذفة بطريقة القصف العشوائي، معتمدة في ذلك على غزارة المقذوفات لتحقيق الهدف منها.

وبالنظر إلى هذه الحقائق، فقد اختارت إيران بعد التهديدات "المهولة" التي أطلقتها، أطلاق عدد غير كبير من المقذوفات غير الموجهة على مدى قصير لضرب هدف ثابت (منظومة رادار)، دون أن تصل حتى إليها.

ويتناقض ذلك، مع الصواريخ الأخرى بعيدة المدى أو تلك الموجهة ذات القدرة التدميرية العالية التي تمتلكها إيران بالفعل وتزود بها الميليشيات الحوثية في اليمن من أجل إطلاقها على أراضي المملكة العربية السعودية.

ويشير ذلك إلى أنه رغم تلقيها ضربات عسكرية مباشرة لمعسكرات فيلق القدس التابع للحرس الثوري في سوريا، فإن إيران لم تجرؤ على استخدام أسلحة فتاكة في الرد على الغارات الإسرائيلية السابقة.

صواريخ"حفظ ماء الوجه"

وربما أراد النظام الإيراني أن يحفظ ماء وجهه بصواريخ معروف أنها منتشرة في أيدي الميليشيات الموالية لإيران، حتى ينفي في وقت لاحق أنه هو من أطلقها بشكل مباشر.

كما أنه أراد إطلاق صواريخ لا تصل إلى هدفها، حتى لا يستتبع ذلك ردا إسرائيليا كاسحا.

لكن الرهان الإيراني فشل أيضا هذه المرة، فبعد ساعات من الضربة التمثيلية، أطلقت إسرائيل 60 صاروخا أرض-أرض موجها، وشنت 27 مقاتلة إسرائيلية غارات واسعة على كافة القواعد الإيرانية في سوريا، لتلحق ضررا كبيرا بالبنية التحتية العسكرية للحرس الثوري في هذا البلد.
اختبار إسرائيلي

وجاءت الضربة القاسمة والتصريح العلني بها من جانب الحكومة الإسرائيلية كاختبار جديد للنظام الذي يتغنى بشعارات الموت لإسرائيل.

فقد حاولت إيران في البداية تصوير الأمر على أنه اعتداء إسرائيلي على سوريا لا على القواعد الإيرانية، عبر تصريح تأخر 30 ساعة من وزارة الخارجية أكد على "حق سوريا في الدفاع عن نفسها في مواجهة عدوان إسرائيل".

وخرج خطيب الجمعة في طهران أحمد خاتمي وهو عضو مجلس خبراء القيادة، ليعلن أن إيران ستمحو "تل أبيب وحيفا" إذا أقدمت إسرائيل على أي "حماقة".

وفي الأثناء، اتصل الرئيس حسن روحاني بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ليبلغها بأن بلاده التي تعرضت لضربة عسكرية مباشرة في سوريا "لا تريد مزيدا من التوتر".

ولطالما شكلت ألمانيا قناة اتصال بين الإيرانيين وميليشيات حزب الله من جهة والإسرائيليين في عدد من الأزمات، وهو ما يعطي كلمات روحاني للمستشارة صفة "الطلب"، حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة وينكشف المستوى الحقيقي للجيش الإيراني وعندها لن يلقى النظام الإيراني المتورط في أزمة اقتصادية طاحنة، والمقبل على أيام غير سعيدة مع انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، أي رواج لدعاية القوة وخطاب الممانعة الذي أثبت الصاروخان "فجر وغراد" أنه لا يعدو أكثر من خطبة جمعة غير موجهة لإسرائيل بل "للاستهلاك المحلي".