مع تصاعد عزلتيهما .. قطر وإيران تتقاربان اقتصاديا
مع تصاعد عزلة قطر وإيران، وفقد مقومات النمو الاقتصادي في كلتا الدولتين، وتزايد ارتباك القطاعات الاستثمارية، يتقارب البلدان في محاولة لتجنب الخسائر التي لحقت باقتصاديهما المتعثر، وترميم ما تبقى منهما.
وبحسب "الألمانية"، فإن محمد شريعتمداري وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني أكد أن العلاقات الإيرانية القطرية تمضي في المسار الصحيح.
ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن الوزير القول، لدى وصوله إلى مطار الدوحة أمس، "إن العلاقات الاقتصادية بين إيران وقطر تمضي في المسار الصحيح، كما أن الجهود يجب أن تُبذل لمواصلة هذا المسار".
وأعرب الوزير عن أمله في أن تنفذ اللجنة الاقتصادية المشتركة الاتفاقيات الموقعة بين البلدين.
وبدأ الاجتماع السادس للجنة الاقتصادية المشتركة بين إيران وقطر أعماله في الدوحة أمس الأول، وانتهى أمس، بعد توقف دام 13 عاما.
ولهذا الغرض فقد وصل إلى الدوحة أمس الأول، وفد يضم 70 من المختصين ورجال الأعمال والتجار من القطاعات الحكومية والخاصة في إيران.
وعقد مختصو إيران وقطر اجتماعاتهم في إطار خمس لجان في مجالات الجمارك والنفط والتجارة والمناجم والبتروكيماويات والمواصفات القياسية والصادرات والشؤون المصرفية.
والأزمات الإيرانية لم تقف عند حدودها السياسية، بل تخطتها إلى الاقتصاد مع انتشار الفساد وسوء الأوضاع المالية وتهميش المواطنين، مع انشغال نظام الملالي بالإنفاق على تمويل الإرهاب في دول المنطقة.
وهبط سعر صرف الريال الإيراني من عام 1979 حتى منتصف نيسان (أبريل) الماضي، بنسبة فلكية فاقت 85 ألفا في المائة "85016 في المائة"؛ أي بنحو 850 مرة، بحسب بيانات البنك الدولي، ما يظهر هشاشة الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
إلى ذلك، قال متعاملون ومحللون "إن قرار الولايات المتحدة إعادة فرض عقوبات على إيران يدعم عقد الخام الآجل الذي أطلقته الصين حديثا، وقد يعزز جهود بدء تداول النفط باليوان بدلا من الدولار". ومنذ إطلاق عقد نفط شنغهاي في آذار (مارس) يرتفع سعره باطراد في التعاملات اليومية.
وساعدت القفزة عقد شنغهاي لأقرب استحقاق ليمثل 12 في المائة من سوق النفط العالمية الأسبوع الماضي ارتفاعا من 8 في المائة في أول أسبوع. وتأمل الصين أكبر مستورد للخام في العالم أن ينافس عقد شنغهاي عقدي برنت وخام غرب تكساس الوسيط الرئيسيين في نهاية المطاف.
ويسهم في صعود خام شنغهاي الطلب القوي على النفط في الصين حيث سجلت الواردات مستوى قياسيا في نيسان (أبريل) عند 9.6 مليون برميل يوميا.
وقال باري وايت نائب رئيس المشتقات في "إنتل اف.سي ستون" للخدمات المالية في سنغافورة، "إن الصين أكبر عميل للخام الإيراني وإن طفرة أحجام التداول في الفترة الأخيرة ترجع على الأقل جزئيا إلى قرار العقوبات".
واشترت الصين نحو ربع صادرات إيران في 2017 لتلبي نحو 8 في المائة من احتياجاتها ما يجعل الجانبين منكشفين على تبعات العقوبات الأمريكية.
وتوقعا لحدوث عجز، أسهم المضاربون في دفع عقد شنغهاي إلى مستوى قياسي مرتفع عند تحويله إلى الدولار ليسجل 75.40 دولار للبرميل الأسبوع الماضي متخطيا مكاسب العقود الأخرى المنافسة بينما تقوم شركات التكرير الصينية بالتحوط من ارتفاع أسعار اللقيم.
وتريد بكين استخدام اليوان في أسواق النفط الحاضرة بما يجنبها تكلفة استبدال الدولارات والتوسع في استخدام عملتها في المعاملات المالية العالمية.
ووقعت شركة سينوبك الصينية العملاقة للتكرير المملوكة للدولة صفقة للاستيراد من الشرق الأوسط ترتبط بخام شنغهاي ويجري وضع خطط لتوقيع مزيد من العقود.
وتعزز إعادة فرض العقوبات موقف الصين في المطالبة بتسعير وارداتها وفقا لعقد شنغهاي.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات اقتصادية نشرت أمس، تراجع استيراد كوريا الجنوبية من الغاز الطبيعي المسال من الشرق الأوسط ودول جنوب شرق آسيا مع زيادة كبيرة في وارداتها من الولايات المتحدة وأستراليا، وفقا لـ "الألمانية".
ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن إحصاءات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية المنشورة أمس، القول "إن حجم صادرات الدول الأعضاء فيها من الغاز الطبيعي المسال بلغ خلال العام الماضي 100.6 مليار متر مكعب، بزيادة نسبتها 39 في المائة عن العام السابق".
وقادت الولايات المتحدة وأستراليا الاتجاه المرتفع، حيث زادت صادراتهما بنسبة 279 في المائة و27 في المائة سنويا على الترتيب.
وفي المقابل، تراجعت صادرات الدول المصدرة الرئيسية للغاز الطبيعي المسال مثل قطر وماليزيا وإندونيسيا بنسب 5 في المائة و4 في المائة و12 في المائة على التوالي.
وفي هذا السياق، ارتفع حجم واردات كوريا الجنوبية من الغاز الطبيعي المسال من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بواقع الضعف عن العام الذي سبقه إلى 12.5 مليار متر مكعب في العام الماضي، وزادت الواردات من الولايات المتحدة بنسبة 1180 في المائة إلى 3.7 مليار متر مكعب، ومن أستراليا بنسبة 40 في المائة إلى 8.8 مليار متر مكعب.
ونقلت "يونهاب" عن مسؤول في قطاع الطاقة الكوري الجنوبي القول "إن تنويع الدول المستوردة للغاز الطبيعي المسال قد يسهم في تخفيف المخاطر الناتجة عن تقلبات الأسعار، والاستقرار في العرض والطلب". وتوقع حدوث زيادة مستمرة في الطلب على الغاز الطبيعي المسال لبعض الوقت نتيجة انتشار المخاوف من موجة الغبار الناعم أخيرا.