عذراء السينما المصرية.. أهم المحطات الفنية في حياة أمينة رزق
يحل اليوم الثلاثاء 24 أغسطس الذكرى الـ 18 لرحيل الفنانة المصرية الكبيرة أمينة رزق، أو عذراء السينما المصرية كما عُرفت بين جمهورها؛ نظرًا لرفضها الزواج وتفضيلها الفن على حياتها الشخصية.
أمينة رزق ولدت في 15 أبريل 1910 بمدينة طنطا ودرست في مدرسة "ضياء الشرق" عام 1916، أحبت الفن منذ نعومة أظافرها وكانت تشاهد السيرك في احتفالات مولد السيد البدوي، وقدمت استكشات على المسرح المدرسي، وبعد وفاة أبيها سنة 1918 سافرت مع والدتها إلى القاهرة وعاشت مع خالتها أمينة محمد علي، ووقفت على المسرح لأول مرة عام 1922، حيث كانت إحدى المنشدين في فرقة على الكسار.
قدمت بعدها أمينة أدوارًا صغيرة في مسرحيات:"النسر الأحمر، المائدة الخضراء، الطعام لكل فم، الخطر، الحسين الحسين ثائرًا".
بداية أمينة الحقيقية جاءت عام 1924، حينما التحقت بفرقة رمسيس المسرحية التي أسسها عميد المسرح العربي يوسف بك وهبي، وشاركت بعدها في مسرحية "راسبوتين"، ومن ثم ارتبطت أمينة بأستاذها يوسف وهبي فنيًا وإنسانيًا، فعرف عنها حبها الشديد له لكنها لم تستطع الزواج به.
بدأت أمينة رحلتها مع يوسف وهبي، فقدما أفلام :"سعاد الغجرية 1928، أولاد الذوات 1932، الدفاع 1935، ساعة التنفيذ 1938، عاصفة على الريف 1941، اولاد الفقرراء 1942، الطريق المستقيم، 1943، برلنتي 1944، وغيرها.
التحقت أمينة عام 1943 بالمسرح القومي، كما عملت مشرفة فنية بالمسرح الشعبي، وعضو المجلس الأعلى لرعاية الفنون والأدب.
قدمت بعدها عدة أفلام ومسرحيات، ورغم صغر سنها بذلك الوقت، إلا أنها قدمت أدوار الأم والمرأة الأستقراطية في أفلام :"يد الله، ملائكة في جهنم، ضحايا المينة، ثمرة الجريمة، عاشت في الظلام، أحكام العرب، البيت الكبير، كرسي الاعتراف، أموال اليتامى، غضب الوالدين، قلبي على ولدي، في شرع مين، حب في الظلام، بائعة الخبز، صوت من الماضي، حب وإعدام، أين عمري".
عُرف عن أمينة الانضباط والحزم وحب العمل، لذا حظيت باحترام وحب كبير داخل الوسط الفني، وبرغم تجسيدها لأدوار الأم أكثر من مرة، إلا أنها بفضل براعتها وتمكنها لعبت كل دور بشكل مختلف عن الآخر، فكانت عمودًا أساسيًا في أي عمل تتواجد به، وكانت تلقب بـ "ماما أمينة".
في أواخر الخميسنات وبداية الستينات، لعب "رزق" أدوارًا متنوعة في أفلام هامة، كان أبرزها:"بورسعيد، دعاء الكروان، نهر الحب، مال ونساء، بداية ونهاية، موعد مع الماضي، عودب يا أمي، دماء على النيل، كلهم أولادي، أعز الحبايب، الشموع السوداء، المماليك، أمرأة وثلاث بنات، قنديل أم هاشم".
وعادت مرة أخرى في السبعينات لتعمل مع أستاذها ورفيقها يوسف وهبي في مسرحية "السنيورة"، وخاضت التجربة الكوميدية لأول مرة في مسيرتها الفنية بعد سنوات من الدراما والتراجيديا من خلال مسرحية "إنها حقًا عائلة محترمة" مع النجم فؤاد المهندس، وشويكار.
دخلت بعدها "رزق" عالم التلفزيون، وقدمت مسلسلات :"الأيام، رداء لرجل آخر، أمي الحبيبة، البركان، رسول الإنسانية، مكان في القلب، السيرة العربية، السيرة الهلالية، أوبرا عايدة، للعدالة وجوه كثيرة، وغيرها".
وكان آخر أعمالها المسرحية "يا طالع الشجرة" مع أحمد فؤاد سليم، وآخر أعمالها السينمائية "الكلام في الممنوع" 2000 مع النجم الراحل نور الشريف، فيما اختتمت مسيرتها الفنية بمسلسل "أدهم وزينات والثلاث بنات" عام 2003.
قدمت أمينة أكثر من 280 عملًا فنيًا متنوعًا على مدار رحلة فنية امتدت لأكثر من 7 عقود، وحصلت علي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولي من الرئيس جمال عبد الناصر، وعلي أوسمة من المغرب وتونس بالإضافة إلي شهادات التقدير والجوائز كأحسن ممثلة عن أدوارها السينمائية والمسرحية.
وفي 24 أغسطس عام 2003 رحلت عنا راهبة الفن المصري أمينة رزق إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، تاركة ورائها إرث فني هو الأكبر في تاريخ السينما والمسرح المصري.