كيف فشل محور (قطر-الإخوان-تركيا ) في سقطرى؟
مُنيَ محور قطر-حزب الإصلاح-تركيا بفشل ذريع من خلال افتعاله، في الآونة الأخيرة، أزمة بخصوص جزيرة سقطرى اليمنية. وقد جاء الردّ على ما روّجه هذا المحور من اتهامات ضد الإمارات من الحليف السعودي أولاً والشرعية اليمنية ثانياً؛ ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي.
المراهنة الفاشلة
وبعد أن راهن هذا المحور على تشويه دور الإمارات في سقطرى، وعلى إحداث شِقاق بين السعودية والإمارات، جاءت زيارة الرئيس هادي يوم الجمعة الماضي لقيادات التحالف في الرياض في أعقاب تقديم الدبلوماسية اليمنية رسالة هي الثانية لمجلس الأمن الدولي تطالب بإلغاء مشاركة القوات الإماراتية في الحرب في اليمن، الأمر الذي يؤكد الاختراق القطري للدبلوماسية اليمنية، من خلال سفير اليمن في واشنطن، أحمد عوض بن مبارك، الذي يصنف، وفق صحيفة "اليوم الثامن" اليمنية، بأنّه رجل الدوحة الأول في الدبلوماسية اليمنية. وكانت الرسالة السابقة التي تقدم بها المندوب اليمني الدائم لدى الأمم المتحدة، خالد اليماني، والسفير أحمد عوض بن مبارك، تتضمن مطالب حكومية بتصنيف قوات الحزام الأمني المتخصصة في مكافحة الإرهاب بأنها مليشيات غير رسمية، الأمر الذي تسبب بحالة من الإرباك للرئيس هادي الذي تم توقيع الرسالة من دون علمه؛ حيث تشير بعض المصادر، تتابع "اليوم الثامن"، إلى أنّ مدير مكتب الرئيس، الإخواني عبدالله العليمي، تشاور مع نجل الرئيس (جلال) الذي أذن له بتوقيع الرسالة التي كتبها وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي، وقدمت عن طريق أحمد عوض بن مبارك. وفي الأزمة الأخيرة، ساق "حزب الإصلاح-الإخوان في اليمن" ومن خلفهم قطر مزاعم "احتلال التحالف" لجزيرة سقطرى، وهي مزاعم نظر إليها المحور القطري-الإخواني-التركي بوصفها وجبة دسمة للنيل من "التحالف العربي"، الذي تقوده السعودية بالتحالف مع الإمارات، غير أن الرئيس هادي ووزراء في الحكومة رفضوا التعليق على تلك المزاعم، بل إنّ حكومة بن دغر، التي عمدت إلى إثارة الموضوع في محاولة لابتزاز الإمارات، سرعان ما تراجعت عن تلك المواقف العدائية للتحالف العربي.
ليست الأزمة المفتعلة الأولى!
وليست أزمة جزيرة سقطرى التي افتعلها محور قطر-الإخوان-تركيا هي الأولى التي يراهن فيها هذا المحور على اندلاع خلاف بين السعودية والإمارات، فقد سبق لهم أن أعلنوا عن مثل ذلك في شباط (فبراير) 2018، إثر المشكلة التي نشأت بين القوى الجنوبية والحكومة الشرعية. وقد شدد السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، في حوار مع قناة "بي بي سي عربي" في ذلك الوقت على عدم وجود أي خلاف بين الرياض وأبوظبي، مؤكداً أنّ الإمارات "جزء من التحالف بقيادة السعودية، وتقوم بدور فعال وممتاز في كثير من المحافظات اليمنية وتدعم الشرعية في كثير من المحافظات من دون استثناء"، واستدل السفير على أنّ التحالف "فعليّ" بنموذج إنهائه المشكلة وسرعة حلها في وقت وجيز بين الأطراف المختلفة في عدن.
الرئيس هادي والحزام الأمني في أبين
وفيما هنّأ الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بالانتصارات التي حققها أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في اليمن، وبإسناد من قبل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة في الجبهة الغربية لمحافظة تعز، بحسب صحيفة "سبتمبر نت" الرسمية، مشدداً على ضرورة مواصلة الانتصارات النوعية حتى استكمال تحرير محافظة تعز وكسر الحصار المفروض عنها من قبل الميليشيا الحوثية وإعادة الأمن والاستقرار بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس"... قام هادي أيضاً بتقديم العزاء بشهداء الحملات الأمنية التي نفذتها قوات الحزام الأمني في أبين ضد عناصر تنظيم "القاعدة" الإرهابي، وهي القوات التي دأب محور قطر-الإصلاح-تركيا على استهدافها بحملاته الإعلامية والسياسية.
وقد لفتت صحيفة "اليوم الثامن" اليمنية (11/5/2018) أن تعزية الرئيس، وعلى وقع الهجوم الإعلامي القطري على التحالف العربي في سقطرى وعموم مناطق الجنوب، هي المرة الأولى التي يبدي فيها هادي اهتماماً بالقوات التي حاولت إدارته تصنيفها على أنها مليشيات غير رسمية. وأضافت "اليوم الثامن" أنه "سبق اهتمام هادي بهذه القوات تصريحات أدلى بها وزير الداخلية أحمد الميسري الذي اعتبر هذه القوات بأنها قوات رسمية أسستها قوات التحالف العربي لمحاربة التنظيمات الإرهابية. وعقب ذلك، قام الرئيس هادي بزيارة القيادة المشتركة للتحالف العربي في الرياض، وأشاد بالدور العسكري للقوات المسلحة الإماراتية التي تشرف على عمليات الساحل الغربي لليمن. ومن الجدير ذكره أنّ جبهات الساحل الغربي لليمن تشهد عمليات عسكرية واسعة النطاق غربي محافظة تعز أسفرت، وفق وكالة الأنباء الإماراتية "وام" (12/5/2018) عن تحرير مناطق جديدة من قبضة ميليشيات الحوثي استكمالاً لتحرير وتأمين الساحل، وفك الحصار عن تعز من الجهة الغربية، وذلك بإسناد من القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.