انتصارات للجيش في «كتاف» صعدة.. وهجمات للمقاومة في «ذي ناعم» البيضاء
استراتيجية الإمارات العسكرية تنجح في كسر شوكة الحوثي وإيران وحزب الله في اليمن
نهارت جبهات ميليشيات الحوثي الانقلابية في مناطق عدة على وقع ضربات الجيش والمقاومة وألوية العمالقة، والتحالف العربي ممثلاً بالقوات الإماراتية العاملة على الأرض، وشوهدت عناصرهم وهي تفر من الجبهات في الساحل الغربي وغرب تعز، فيما سلمت أعداد منهم أنفسهم طواعية للمقاومة وألوية العمالقة، في دلالة على نجاح استراتيجية الإمارات العسكرية في كسر شوكة الحوثي وإيران و«حزب الله» في اليمن، بينما شهدت مناطق عدة في إب انتفاضة مسلحة في وجه الحوثيين وطردتهم من مديريات عدة، مع استمرار قوات الجيش والتحالف في عملياتهم العسكرية بصعدة والجوف ومأرب والبيضاء.
وفي التفاصيل، بدأت جهود القوات الإماراتية الباسلة تؤتي أُكلها في جبهات القتال المختلفة في اليمن، حيث نجحت دولة الإمارات في تكوين وحدات عسكرية من أبناء الشعب اليمني والجيش السابق وتسليحها بالمعدات المطلوبة لحسم المعارك ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران وميليشيات حزب الله اللبناني، التي أوشكت على الأفول والانحدار من جميع المواقع، وبدأت عناصر الميليشيات بالفرار بشكل جماعي، فيما سلم آخرون أنفسهم طواعية لقوات الجيش والمقاومة الوطنية والتهامية وألوية العمالقة اليمنية، التي تشرف عليها القوات الإماراتية في جبهات الساحل الغربي وغرب تعز.
وذكرت مصادر ميدانية في الساحل الغربي أن 96 من عناصر الحوثي قتلوا خلال اليومين الماضيين، فيما أصيب العشرات منهم، وتم أسر 37 عنصراً معظمهم سلموا أنفسهم طواعية من دون قتال لقوات المقاومة وألوية العمالقة، فيما لجأت ميليشيات الحوثي الانقلابية إلى استجداء أبناء تهامة والحديدة للتعاون معها في إيقاف تقدم قوات المقاومة والعمالقة التي باتت تحيط بمدن الحديدة الساحلية من ثلاث جهات: الساحل وجنوب وشمال المحافظة.
وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات الانقلابية في اليمن تعيش حالة انهزامية لم تشهدها من قبل، وباتت تترقب ما ستؤول إليه الأوضاع في جبهات الساحل التي تشكل المصدر الأخير للدعم المادي وتهريب السلاح لعناصرها، حيث تشكل الحديدة والساحل الغربي لتعز أهم المناطق لتهريب السلاح والمخدرات والمواد الممنوعة الأخرى للميليشيات.
وشكل اشتراك المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح في معارك الساحل ضربة قوية للميليشيات، خصوصاً أن تلك القوات لديها معرفة كاملة بالتضاريس والقتال الجبلي باعتبارها قوات من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي سابقاً، والتي كانت حليفة للميليشيات قبل انتفاضة حزب المؤتمر الشعبي العام في ديسمبر 2017، والتي تم تجميعها وإعادة تأهيلها على يد القوات الإماراتية التي تشرف بشكل مباشر على العمليات العسكرية في جبهات الساحل وغرب تعز.
وتوقعت المصادر أن يكون شهر رمضان شهر حسم عسكري في جبهات الساحل وجبهات عدة في تعز والبيضاء والجوف، خصوصاً أن قوات المقاومة والعمالقة والجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي تقترب من مواقع حاسمة وحاكمة في الحديدة، منها مديريات زبيد والجراحي وجبل راس وبيت الفقيه، مؤكدة أن شهر رمضان سيحمل مفاجأة كبرى بالنسبة للحسم العسكري.
وكانت قوات المقاومة والعمالقة توغلت في مناطق ومزارع عدة واقعة بين حيس والتحيتا والجراحي شرقاً وشمال حيس في عمليات ليلية نوعية وسط حالة من الانهيار والتقهقر والتراجع لعناصر الميليشيات، وفرار مجاميع منهم باتجاه المناطق المحاذية لمحافظتي تعز وإب من الجهة الشرقية والشمالية الشرقية، حيث شمير في تعز والعدين في إب.
وذكرت المصادر أن عملية «الرعد الأحمر» التي تشارك فيها قوات إماراتية شكلت صدمة كبرى للميليشيات وأفقدتها توازنها في جبهات الجراحي والتحيتا، خصوصاً أنها تمكنت من السيطرة على مقر قيادتهم في منطقة الفازة، إلى جانب التوسع في السيطرة على منطقة الغويرق وقرى مجاورة لها وميناء الحيمة الاستراتيجي، فيما نفذت عمليات التفاف ومداهمات لأوكار الميليشيات في شرق حيس باتجاه مفرق العدين ومنطقة سقم التابعة لمديرية شمير، كما نفذت عملية إنقاذ لأهالي منطقة البقعة بين حيس والتحيتا كانت تستخدمهم الميليشيات دروعاً بشرية. ودفعت الانتصارات العسكرية للشرعية والتحالف في جبهات الساحل الغربي، ميليشيات الحوثي إلى تقديم إغراءات لقبائل طوق العاصمة من سيارات وأسلحة وأموال مقابل إرسال أبنائها للقتال في جبهات الساحل، إلا أن تلك الإغراءات قوبلت بالرفض من قبل القبائل التي باتت متأكدة من أن نهاية الميليشيات اقتربت، وأن التعاون مع الشرعية والتحالف هو طوق النجاة لهم.
وكانت مشاهد جثث عناصر الحوثي المنتشرة في شعاب وهضاب وطرق المناطق الساحلية أرعبت القبائل، خصوصاً أن طائرات الأباتشي، التي يلقبها الأهالي بـ«الجنية السوداء»، باتت حديث القبائل لما شكلته من رعب وفاعلية في حسم المعارك بالساحل الغربي.
من جهة أخرى، كشفت مصادر محلية في محمية برع وأشعاب مديرية السخنة بالحديدة، أن عناصر الحوثي الانقلابية يتجمعون في المحمية الطبيعية في برع لتعزيز جبهات الساحل، مطالبة قوات التحالف الجوية بالتدخل لإفشال تحركاتهم، خصوصاً أن تلك التجمعات تضم آليات عسكرية بينها عربات إطلاق صواريخ كاتيوشا تم نهبها من قوات الحرس الجمهوري أثناء أحداث ديسمبر الماضي.
وفي تعز، أكدت مصادر ميدانية في جبهة الأشروح بمديرية جبل حبشي غرب تعز، تواصل انهيارات جبهات الميليشيات بعد استسلام 24 منهم مع كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر للمقاومة الوطنية وألوية العمالقة، مشيرة إلى أن مناطق قرية القوز وهوب العقاب وشبية باتت خالية من الحوثيين، وأن أفراداً من الجيش والأمن التابعين لمحور تعز تسلموا تلك المناطق من المقاومة والعمالقة.
وفي مدينة تعز، تحاول عناصر تنظيم «الإخوان» عرقلة تحرير المدينة بشتى الطرق، كان آخرها اختطاف ركن شؤون الأفراد في كتائب أبوالعباس، أسامة المزهدي، في الوقت الذي تخوض قوات الكتائب معارك عنيفة إلى جانب المقاومة والجيش في منطقة الكدحة بمديرية المعافر وسط تعز.
وفي إب، أكدت مصادر محلية أن مديريات الشعر والقفر ومذيخرة وعدداً من المناطق في العدين وحزم العدين شهدت انتفاضة مسلحة لأبناء تلك المناطق ضد عناصر ميليشيات الحوثي وتم طردها من مناطق عدة.
ووفقاً للمصادر فإن سلسلة جبال اللهبي في الشعر تم تحريرها بالكامل من عناصر الحوثي، وإن مسلحين من أبناء المنطقة باتوا يتمركزون فيها بانتظار قدوم قوات الشرعية لمساندتهم، مشيرة إلى أن المعارك التي خاضها سكان مديريات إب ضد الميلشيات خلفت 13 قتيلاً في صفوف الحوثي وستة شهداء من السكان وإصابة العشرات من الجانبين.
وفي صعدة، تمكنت قوات الجيش مسنودة بالتحالف من تحرير مواقع جديدة في مديرية كتاف شمال شرق المحافظة، وفقاً لموقع الجيش الذي نقل عن قائد محور صعدة، العميد عبيد الآثلة، أن قوات الجيش بمديرية كتاف نفذت عملية عسكرية مباغتة، تمكنت خلالها من تحرير تباب عجاج وخشم أضيق وجبل البرق الأحمر في منطقة العطفين بكتاف.
وأضاف أن المعارك أسفرت عن خسائر بشرية ومادّية كبيرة في صفوف الميليشيات، وأن عشرات الجثث الحوثية متناثرة في الجبال بعد أن شهدت الجبهة فراراً لمجاميع الميليشيات من مواقعها تحت وقع نيران قوات الجيش.
من جهة أخرى، أقرت ميليشيات الحوثي الانقلابية بمصرع القائد الميداني في صفوف عناصرها العقيد عبدالله الكول مع عدد من مرافقيه بغارة لطائرات التحالف في جبهة كتاف البقع شرق محافظة صعدة.
وفي الجوف، واصلت قوات الجيش والتحالف عملياتها العسكرية في مديرية برط العنان على تخوم صعدة من الجهة الشرقية، التي بدأت فيها عملية عسكرية واسعة لاستكمال تحرير المديرية التي تعد أهم معقل للميليشيات في المحافظة، وتمكنت خلالها من السيطرة على عقبة برم المطلة على جبال الظهره الاستراتيجي في برط العنان، وثلاثة مواقع أخرى، فيما اشتركت مقاتلات الأباتشي بفاعلية في المعارك الأخيرة، ما شكّل تحولاً كبيراً في سير المعارك.
وفي مأرب، لقي عدد من عناصر الحوثي مصرعهم وأصيب آخرون في معارك مديرية صرواح غرب المحافظة، والتي تركزت بشكل كبير في تبة المطار، فيما شنت مقاتلات التحالف 10 غارات مساندة للجيش في جبهات المحافظة.
وفي البيضاء، قالت مصادر ميدانية مصادر إن المقاومة الشعبية في مديرية ذي ناعم شنت عدداً من الهجمات من محاور عدة على مواقع الميليشيات في أشعاب ناصر، وموقع القلته، وتبتي شرقان والقوس في ميمنة الجبهة، بالتزامن مع هجوم آخر، استهدف مواقع العدية والمختبي في قلب الجبهة، ومواقع كعواش ومواقع منعط، في ميسرة الجبهة.
وأضافت المصادر أن المقاومة أوقعت في صفوف الحوثيين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، ومن بين القتلى عدد من قيادات الصف الأول والثاني والثالث للميليشيات، فيما تأكد خبر إصابة القيادي الميداني وقائد جبهة الختبي الحوثي المكنى «أبوهاشم الريامي»، وأن إصابته خطيرة.
من جهة أخرى، قتل 13 حوثياً وأصيب آخرون في انفجار مخزن ذخيرة تابع لهم عقب استهدافه من مقاتلات التحالف في مديرية الملاجم.
وفي صنعاء، أقرت ميليشيات الحوثي بمصرع القيادي الحوثي وعضو لجنة الحوار في صفوفهم في الغارات التي استهدفت مكتب الرئاسة في العاصمة صنعاء قبل أيام، فيما كشفت مصادر مطلعة عن مصرع القيادي الحوثي أحمد محمد يحيى حامد المكنى بأبومحفوظ، في الغارات ذاتها.
من جهة أخرى، أكدت مصادر محلية في حجة أن ميليشيات الحوثي نهبت المعونات الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية للمحافظة بنسبة 90%، وقدمتها لعناصرها، وشطبت جميع الأسماء من الأسر المحتاجة التي استهدفتها تلك المساعدات.