الرئيس الزُبيدي ينعي رحيل المناضل اللواء أحمد علي الحدي
بعث اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، برقية عزاء ومواساة بوفاة القيادي البارز في المقاومة الجنوبية قائد قوات الشرطة العسكرية في العالصمة عدن اللواء احمد علي الحدي، الذي وافته المنية اليوم الجمعة، في إحدى مستشفيات العاصمة المصرية القاهرة، حيث كان يتلقى العلاج.
ونعى الرئيس الزبيدي في برقيته، رحيل الفقيد الحدي، مؤكداً على أن الجنوب خسر برحيله، قائداً فذاً من قادته العظام، الذين كان لهم باعاً طويلاً في تأسيس مقاومته الجنوبية البطلة.
فيما يلي نص البرقية:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} صدق الله العظيم
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن وعميق الأسى، ننعى الى شعبنا الجنوبي العظيم رحيل أحد ابناءه الأبرار الصادقين الذين بذلوا معظم حياتهم من أجل حريته وكرامته ورفعت اسمه. ننعى اليكم جميعا اللواء احمد علي الحدي، رحمه الله تعالى. الذي وافته المنية هذا اليوم الثاني من شهر رمضان المعظم، سائلين المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته وان يلهم اهله وذويه الصبر والسلون.
يا جماهير شعبنا الجنوبي العظيم
لقد خسرنا في هذا اليوم بطلاً من ابطال الجنوب، وقائداً فذاً من قادته العظام، الذين كان لهم باعاً طويلاً في تأسيس مقاومته الجنوبية البطلة. ولقد مثّل رحيل اللواء أبو محمد الحدي خسارة وطنية فادحة للجنوب وقضيته.
لقد فارقنا قائداً لا يتكرر، ورجلاً ما عرفناه الا حازماً وشجاعاً مقداماً، ولم يكن يوما من الايام متخلفا عن ركب الجنوبيين تجاه حريتهم واستقلال دولتهم، بل كان في مقدمة الصفوف رفيقاً وأخاً وقائداً لا يخاف في الجنوب لومة لائم.
ان مصابنا في رحيله جلل، وان فاجعتنا في فقده لعظيمة. كيف لا يكون ذلك والوطن بأمس الحاجة الى رجاله الأوفياء من امثاله، وكيف لا يكون ذلك والمرحلة الصعبة تحتاج الى حضور الرجال الميامين مثله، ولمثل أبا محمد فلتحزن القلوب وتتألم.
ان تاريخه الناصع بلون الحرية والكفاح والدفاع عن الوطن سيكتب بأحرف من نور، عنوانها حب الوطن والتفاني من أجله. وستحفظها الاجيال طريقاً نحو المجد والعزة والأنفة والكرامة.
لقد خسرنا سيفاً جنوبياً مجرباً طالما حطمنا به حصون الظلم واسوار المحتل، ولقد خسرنا مدرسة من القيم النبيلة التي تستحق ان تدرس وتعلم وان يبقى ذكرها ما بقينا.
يا مغاوير قوات المقاومة الجنوبية البطلة
إن الوفاء الحقيقي للقائد الراحل هو المضي على نهجه ودربه، وتحقيق الهدف الذي كافح من أجله، الجنوب الخالي من الوصاية والهيمنة، وطناً مستقلا ينعم بالأمن والأمان والسلام. فكونوا على دربه رحمه الله تعالى.
إننا ونحن نتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى أسرة الفقيد، نعزي انفسنا، ونعزي جنوبنا الغالي بهذا المصاب الكبير ، كما نقدم عزائنا ليافع عامة وأهلنا في الحد خاصة، يافع التاريخ والبطولة والتضحية.
وعلى الرغم من مصابنا الجلل وحزننا العميق، فإن الإرث الذي تركه الفقيد الراحل ليرفع من شعورنا بالفخر والاعتزاز بمثل هؤلاء الرجال فهم لا يرحلون من قلوبنا وتاريخنا.
ولا نملك هنا إلا أن نسلم لله أمرنا، مؤمنين بما قدره وقضاه، وانا لله وانا اليه راجعون