تغريدات قيادات الشرعية بعد إعدامات الحوثي.. إدانات ارتدت بصفعات
فتحت تغريدات الإدانة التي كتبها الوزير التويتري المدعو معمر الإرياني بشأن واقعة إعدام تسعة أشخاص من قِبل المليشيات الحوثية فيما تعرف بقضية مقتل صالح الصماد، باكورة هجوم متعدد الأوجه على الشرعية.
البداية كانت مع إقدام المليشيات الحوثية، أمس السبت، على إعدام تسعة أشخاص زعمت تورطهم في مقتل صالح الصماد في 2018، وقد نفّذت جريمة الإعدام في ميدان التحرير بمحافظة صنعاء، في مشهد قوبل بردود فعل غاضبة ضد المليشيات.
كعادته، ذهب الإرياني إلى حسابه على تويتر، لكتابة كلمات تحمل في معناها الظاهري إدانة لما يمارسه الحوثيون على الأرض، وهو أمر دائمًا ما تفعله قيادات الشرعية التي توصف بأنّ مواجهتها للمليشيات المدعومة من إيران، لا تتعدى حدود التدوينات والتغريدات.
أكثر من يقوم بمهمة التغريد هو معمر الإرياني، وكثيرًا ما يلاحظ من تعليقات النشطاء على تغريداته حجم السخرية أولًا من الشرعية، إلى جانب قدر السخط على سياساتها التي توصف بأنها داعمة للحوثيين في الأساس.
الأمر نفسه حدث مع المدعو عبد الملك المخلافي، الذي كتب تغريدة إدانة لجريمة الإعدام الحوثية، حتى فوجئ هو الآخر بسيل من الهجوم من قِبل نشطاء على موقع تويتر، إذ ذكّره نشطاه بأن مواجهة الحوثي لا تحتاج إلى بيانات إدانة لكنها تستلزم القتال.
وقيل لـ"المخلافي" من قِبل نشطاء إن الشرعية حرّفت بوصلتها صوب الجنوب، وتركت الحوثي يعبث في أرضها، حتى بلغ من النفوذ والسيطرة حده الراهن، إلى جانب أن الشرعية ليس لها مشروع سياسي من الأساس في مواجهة المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران.
تغريدة مشابهة كتبها المدعو أحمد عبيد بن دغر، لم يكد ينشرها حتى انهالت عليه صفعات الهجوم، تحمّل الشرعية مسؤولية تماهي النفوذ الحوثي، بينما يتوسّع المعسكر الخاضع لسيطرة إخوانية، في جرائم الفساد.
ويقول كثيرٌ من المحللين، إن تغريدات وبيانات الشرعية وتصريحات قياداتها تمثّل محاولة لغسل سمعتها للإدعاء في معسكر مناوئ الحوثيين، لكن علاقاتها وتنسيقها مع المليشيات الإرهابية لا سيّما على الصعيد العسكري تجهِض هذه المحاولات الإخوانية.
وفي واقعة الإرياني نفسه، فلم يكد الرجل يكتب تغريداته، حتى انهالت مواقع التواصل الاجتماعي، بالهجوم على الشرعية، وتحميلها مسؤولية مشتركة مع المليشيات الحوثية عن وقوع مثل هذه الجرائم والانتهاكات.
وخصّ منتقدو الشرعية، الهجوم عليها في هذا الإطار، بأنّها أفسحت المجال أمام المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، لتوسّع نطاق سيطرتها، وذلك من عام 2014، حتى بات الحوثيون يملكون مواقع نفوذ كبيرة في مناطق الشمال، بعدما ارتكبت الشرعية الكثير من الخطايا، ليس أقلها الهروب من الجبهات.
وربط المنتقدون، بين هذيان الإرياني، وحقيقة ما يحدث على أرض الميدان، فيما يتعلق بإقدام مليشيا الشرعية الإخوانية على تسليم المواقع والجبهات العسكرية والاستراتيجية للحوثيين، ويُنظر إلى هذا الأمر بأنه السبب الرئيس في بقاء نفوذ الحوثيين قائمًا حتى الآن.
والشرعية متهمة على صعيد واسع، بأنّها تتربح من الحرب بشكل كبير، وتعتبرها وسيلة للاستثمار على أصعدة عدة، أهمها ضمان بقاء قياداتها في مناصبهم، ومن ثم استغلال أهوال الحرب وغياب سيطرة المؤسسات وتغييب أطر القانون في السطو على الموارد ونهب الثروات.
يُستدل على ذلك، في الأساس، بالحالة المعيشية المزرية التي يعيشها الجنوب منذ فترة طويلة، وهي معاناة صنعتها جرائم تفريغه من ثرواته وموارد، من قِبل من تُوصف بـ"عصابات الشرعية".
ونجحت الشرعية، في تشكيل لوبي فساد متكامل، يقوده ويشرف عليه جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر، المتهم من أطراف كثيرة بأنّه المتربح الأول من الحرب، بعدما حوّلها إلى وسيلة تربح ومضاعفة لاستثماراته، بما في ذلك استثمارات في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية نفسها.