الأطفال.. وقود الحرب لميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن
لم يتجاوز ال16 من العمر قبيل التحاقه القسري بميليشيا الحوثي في مطلع شهر فبراير الماضي، لكنه سرعان ما عاد إلی أسرته جثة هامدة ليوارى جثمانه الثرى في مراسم تشييع صامتة، تبادل خلالها المشيعون نظرات الحسرة المشوبة بالتوجس.
ملابسات مقتل الطفل «أحمد ناصر» لا تختلف كثيراً في تفاصيلها عن حالات مماثلة لأطفال اقتادتهم الميليشيا بشكل قسري دون علم عائلاتهم لتزج بهم في جبهات القتال، ليتحوّل معظمهم إلی مجرد أرقام في سجلات الميليشيا وصور تتوزع في شوارع صنعاء وأحيائها الطافحة بالحزن.
ويقول عبد الإله أحمد ناصر، الشقيق الأكبر للطفل أحمد أحد ضحايا الميليشيا الإيرانية، إن ملابسات مقتل شقيقه الأصغر تتماثل مع ملابسات مقتل ثلاثة من رفاقه، حيث تم اختطافهم من ذات الحي الذي يقطنه الأربعة وإرسالهم إلی معسكر تدريبي للتدرب على كيفية استخدام السلاح وإطلاق النار قبيل الدفع بهم إلی جبهات القتال.
وأكد أن شقيقه قتل ورفاقه الثلاثة في جبهة «نجران» الحدودية، أثناء محاولتهم التسلل إلى موقع عسكري للقوات السعودية، وهو ما تم إحباطه من قبل القوات السعودية لتنتهي العملية الانتحارية بمقتل المجندين الأطفال فيما لم تشارك القيادات المتمرسة للميليشيا في العملية.
في منزل يتوسط حي النصر بشمال صنعاء احتشد عدد من سكان ذات الحي لمواساة أسرة منكوبة فوجئت بوصول جثامين اثنين من أبنائها، الذين لا يتجاوز عمر أكبرهما 17 عاماً في تكرار لسيناريو مروع يبدأ بتوقف سيارة مطلية باللون الأخضر تحمل جثامين القتلى وانتهاء بتسليمها لعائلاتهم التي تضطر معظمها إلى التسليم بالأمر الواقع وتجنب الصدام مع الميليشيا.
واعتبر الناشط الحقوقي في منظمة حماية الطفولة شوقي عبد الجبار هائل، في تصريح ل«الخليج»، أن جماعة الحوثي تسببت في تحويل الكثير من العائلات بصنعاء والمحافظات غير المحررة إلى جحيم من المعاناة جراء فقدها لأبنائها الذين قتلوا في جبهات القتال، بعد اختطافهم من قبل الميليشيا والزج بهم إلى أتون المعارك العنيفة.